• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أين حساب المسؤول؟!

أين حساب المسؤول؟!
محمد فايع عسيري


تاريخ الإضافة: 24/12/2011 ميلادي - 29/1/1433 هجري

الزيارات: 4713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لِمَ لا أشاهِد في مواقعِ التواصُلِ الاجتماعيِّ وعلى الأخص (الفيس بوك - التويتر - اليوتيوب) - لِمَ لا أشاهدْ حساباتِك حقيقيةً وفعَّالة ومؤثِّرة للمسؤولين المباشِرين لخِدمة العباد والبلاد؟


في ظنِّي القاصر الذي لا يطول أحدًا، وخبرتي العابرة التي لا تَثبت على قرارٍ واحد؛ أنَّ مردَّ ذلك إلى أمورٍ أربعة لم أستطعْ أن أفسِّر أكثرَ مِن هذا لِما ذكرتُه مِن العاهات سابقًا.

 

هذه الأمورُ الأربعةُ أوْ لنقلْ: الموانِع الأربعة، هي أوهامٌ تصنعها نفوسٌ مدَّعية للقِيم لا داعِية لها، وعقول ذكيَّة لذاتها لا لغيرِها، إنها موانعُ ثقافيَّة واجتماعيَّة، ونفسيَّة وعمليَّة.

 

فلندلف لنفنِّد هذه الأوهامَ المترسِّبة في نفوسِ بعض المسؤولين الذي عَشْعَشت العناكبُ في رؤوسهم، واستحالتْ أشكالهم أطلالاً؛ لكن لا نَبكي عليها بلْ نبكي منها؛ ولا تُثير ذِكرياتِنا بل تُثير مستقبلَنا.

 

المانع الوهمي الثقافي يقول: إنَّ هذه الشبكاتِ الاجتماعيةَ بها عددٌ كبير مِن العامَّة الذين لا يقدرون ولا يعلمون ولا يفهمون ولا يُحسنون التعامل، وهذا الوهمُ لو استدرجْنا معه لبارتْ أحبارُ شركات (الكمبيوتر)؛ لأنَّ البعض يحمِل انطباعًا سيِّئًا عن هؤلاء الهمج الرِّعاع الذين جاؤوا مِن البادية ولم يُسافروا للخارج.

 

وغاية هذا الوهمِ الهيِّن أنَّه مردودٌ مرذول، فهُم لا يفهمون؛ لأنَّه لا يوجد شيءٌ مفهوم، ولا يَعلمون لأنَّه لا يوجد شيءٌ معلوم، ولا يقدرون لأنَّه لا يوجد شيءٌ نستطيع تقديرَه سِوى الوعود، ولا يُحسِنون التعامُل؛ لأنَّه لم يُحسَن إليهم، وهكذا ما يُثيره الوهم يردُّ عليه بالحقيقةِ التي تدفعه.

 

وأما المانع الاجتماعي: فهو رغبةُ المسؤول في الترفُّع عن هذه المجتمعاتِ؛ نظرًا لما له هو مِن المكانةِ الأثيرة، والرِّفعة المنيرة، والكرسي العالي، ودخوله في هذه المجتمعاتِ لا يَليق وهو مِثل الدخول في ملاعبِ الأطفال بالبذلة العسكريَّة.

 

أحسنتَ يا صانِع الوهمِ المبجَّل، ويا صاحبَ فخامة التهيؤات، إنَّ هذا الوهم أيُّها المسؤول الكسول، إنْ كنتَ ترى أنه ينزل مِن قدرِك قليلاً فهو يُعلي مِن قدرك في نفوسِ الناس كثيرًا وكثيرًا، وإنَّ هذا الوهمَ في عالَم الاتصالات اليوم الذي سهَّل عليك جزءًا كبيرًا مِن أعمالك ووفَّر لك جهدَ ملاقاة من أنت مسؤولٌ عنهم، لَكفيلٌ بأن تجعل له جزءًا كبيرًا مِن دوامك المكتبي، إلا إنْ كان دوامُك مليئًا بالنِّكات والهبات، والرائحات والآتيات؛ فلن يحلوَ لك الجوُّ ولن تتفرَّغ لذلك.

 

والمانع النفسي- وهو أخفها - ومَن قال به قال بشيءٍ عزيز، ولو تمثَّله لكان ذلك دليلَ صِدقه ومعرفته بنفسِه، ولكنَّه لا يعفيه، ألاَ وهو الخوفُ مِن ظهور السلبيات واستفحالها، وتلقِّي أنواع اللكمات مِن الكلمات، والصَّدمات مِن الحروفِ والعبارات، وظهوره أمامَ الملأ مظهرَ المقصِّر الضعيف الذي ذهبتْ كرامتُه وسُحقت تحتَ أقدامِ المراجعين أصحاب الحقوق!

 

وهذا يا صاحِ ليس عذرًا أو حُجَّة، بل إنَّها رمادٌ اشتدَّتْ به الريح في يوم عاصِف؛ لأنَّ السلبياتِ التي تُوجَّه لك ليستْ لك وحدك، وإنَّما هي للفريقِ الذي يُرافقك؛ ولذا فلكلِّ واحد منكم نصيبٌ على قدْر مسؤوليته، ثم ما المانع في أن تبرزَ عيوبك أمامَ الملأ؛ فإمَّا أن تُكرِم نفسَك وتحافظ عليها، وإلاَّ فاعتزلِ المسؤولية، أَنسيتَ قولَ عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -: "رَحِم الله امرأً أهْدَى إليَّ عيوبي"؟

 

والمانِع الأخير المتأخِّر هو المانع الوظيفي، وهو الاعتذارُ بكثرةِ المشاغِل والأشغال، وكأنَّ بعضهم مُكلَّف بهدمِ سور الصِّين وإعادة بنائِه ثانيةً! والأمر لا يتعدَّى في حقيقتِه بِضع دقائق يرتشِف فيها المراجع إنْ لم يكُن مِن طِيب أفعاله فمِن طِيب كلامِه، وأن يَشعُر بأنَّ كلَّ مشكلةٍ تمرُّ عليه هي مشكلته الخاصَّة التي يسعى لها وَحْدَها، كل ذلك إذا وضَعَها في دائرة اهتماماتِه.

 

لا أكتُب هذا الكلامَ مجاملةً ولا معاداة، إنِّي أكتُبه لنفسي، وأكتُبه لغيري ممَّن يغار على العباد والبلاد، إنَّ مسؤوليةَ العباد والبلاد نهرٌ جارٍ، وسحابة مثقلة، وثمر يانِع، ومرْج أخضر ووردة متفتِّحة وكل شيءٍ جميل، فلا تناموا عنها حتى لا يمرَّ عليها طائِف باللَّيل وأنتم نائِمون، فتصبح كالصَّريم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة