• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

ما أحوجنا إلى علماء القلوب!

ما أحوجنا إلى علماء القلوب!
أ. حنافي جواد


تاريخ الإضافة: 10/10/2011 ميلادي - 13/11/1432 هجري

الزيارات: 10443

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فاجأني، وأنا أقلِّب الكتُبَ والمجلَّدات فاحصًا الأوراق بعيني رأسي وبصيرتي بحثًا عن الحقيقة، سؤالٌ وجيه كلَّ الوجاهة، دقيق كلَّ الدقة، وهو: هل ما بحوزتي مِن المعارف والأفكار والتصورات مِن بنات فِكري؟ أم مِن ثمرات الكتُب والمؤلفات التي درسْتُ؟ واللهِ إنَّه سؤال محير حقًّا وصدقًا.

 

ينطرح في ذِهني وقلبي كذلك بصيغةٍ أخرى، وهي: هل ما أملِكه من أفكار ومعارف مِن ملكي الخالص؟ أم من ملك الثقافة التي ترعرعتُ فيها وسطَ الأوراق والمجلَّدات؟

 

ما أملكه ليس لي خالصًا، ما لي إلا البَصمة، ومعناها طريقتي في التنظيم والجمْع، وأسلوبي في التعبير، والتقديم والتأخير، والحذف والإيجاز والإطناب.

 

قليلة هي بناتي الخاصَّة، بل نادِرة، فذِهن قلبي يجمَع وينظِّم فيخرج منتوجه إلى السُّوق[1]، مبصوم عليه ببناني، جل ما يتوصَّل إليه فِكر الإنسان وقلْبه موجود سلفًا في محيطه، فالحقائق والقوانين لم تنتجها الأذْهان، إنَّما اكتشفتها ونظمتها في كلمات ورُموز، وهو ما عبَّرنا عنه بالبَصْمة، والقلَّة القليلة مِن البشَر هي التي بلغَتْ مبلغ الاكتِشاف والتنظيم الكلمي والرَّمزي، والقطيع الباقي مستهلك للمتداول يسمع ويردِّد ويحفظ ويكرِّر ويقول ولا يفْعل، وفي هذا التبايُن رحمة، وفي القلَّة خير، فلو كثُر علماء المادَّة لانفجرتِ البيضة الأرضيَّة، أنت ترَى الآن الأسلحةَ النووية، والحروبَ والفِتن، ما ظهَر منها وبطَن، في البَر والبحر، والجو والقلْب! فما بالك إذا كان نصف الأمَّة عالمًا، فما أحوجَنا إلى علماء القُلوب! وما أحوجَ علمَنا إلى تأطير رجل تقيٍّ نقيٍّ صافٍ خيِّر، يفكِّر في خالقه قبل أن يفكِّر في المجتمع والناس، يزِن قبل أن يقدم، يستشير قبل أن يُحْجم، يجعل نُصبَ عينيه الدار الآخِرة، ويفهم السعادة الفَهمَ المستقيم!

 

ممَّا أعتقده أنَّ أي تغيير كمِّي أو كيفي في عناصِر الطبيعة ما يَزيدها إلا فسادًا إلى فساد، وما يَزيد الإنسانيَّة إلا شقاءً إلى شقاء، ولعلَّ عودة الناس إلى الطبيعة والأصْل خير دليل على الوعْي بالخطورة.

 

إن التقنيات سدَّت جوعة المهج، لكن ما ملأتْ بطونهم إلا بالسُّموم، وممَّا أعتقده كذلك أنَّ ما مِن أمر فيه مصلحة الإنسان عاجلاً أو آجلاً إلاَّ وقدْ هدَى إليه القرآن تفصيلاً لا إجمالاً، وما مِن أمر لا يَهتدي بنور الشرع فانتظرْ فسادَه وزواله.



[1] وهي: سوق ضيِّقة لا تتجاوز زبائِنُه الثلاثة، أو من كُتِبَ له أن يسمعني عندما أخرج كيسي الخاص، أو عندما يتدفَّق ما به رغمًا عني!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة