• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مشكلات في خطاب المجتمع

محمد فايع عسيري


تاريخ الإضافة: 26/6/2011 ميلادي - 25/7/1432 هجري

الزيارات: 9996

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كلُّ مجتمع في الوجود يتأثَّر بمجموعةٍ من الخطابات الكلاميَّة، التي تشكِّل فيما بعد فِكره وسلوكَه، فكلما كَثُرت الخطابات، كَثُر الكلام، وكَثُرت التنوُّعات الفكريَّة والسلوكيَّة.

 

أُدْلِف إلى ما أظنُّ أنه أساس التفكير في أي مشكلة مجتمعيَّة، ألا وهو التفكير في الخطابات التي تحرِّك المجتمع، وفي ظني أنها أربعة خطابات تشكِّل حركة المجتمع وتطوُّره الحضاري والتاريخي.

 

هذه الخطابات هي: الخطاب السياسي والديني، والثقافي والاجتماعي.

 

فأمَّا السياسي: فهو ما يصدر عن الذي يَسوس المجتمع بأنظمة مدروسة مكتوبة، فهي مدروسة؛ لأنَّ العقل والمنطق ومصالِح المجتمع اجْتَمَعت فيها، لا كما يقول أبو العلاء المعرِّي:

 

يَسَوسُونَ الأُمُورَ بِغَيْرِ عَقْلٍ
فَيَنْفُذُ أَمْرُهُمْ، وَيُقَالُ: سَاسَهْ!

 

وهي أنظمة مكتوبة؛ لأن بها يعرف المجتمع ما له وما عليه، وأظنُّ أنَّ هذا الخطاب هو أقوى الخطابات في تغيير المجتمع وقيادته؛ كما قال عثمان - رضي الله عنه -: "إنَّ الله ليزعُ بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

 

وأمَّا الخطاب الديني، فهو الذي يتولاَّه علماء الدين ووَرَثة الأنبياء، والذي يقوم على مخاطبة المجتمع بتعاليم الكتاب الكريم والسُّنة المطهَّرة، والتذكير بها، وتقريب الناس إليها، وتقريبها إلى الناس، وبَيان وشرْح ما فيهما ولهم في ذلك محافل كثيرة تتنوَّع ما بين واجب ومندوب، وفرْض كفاية وهكذا.

 

والخطاب الثقافي: هو الذي يضمُّ بين دَفَّتيه العلوم والفنون، ولا شكَّ أنَّ لها تأثيرًا كبيرًا في المجتمع خاصَّة هذه الأيام؛ سواء على الفكر أو السلوك، فمَن منَّا لا يَلِج إلى سَمْعه أو بصره أو حِسِّه شيءٌ من العُلُوم والفنون عبر أيِّ وسيلة، وفي أيِّ وقت، وبأيِّ طريقة.

 

والخطاب الاجتماعي: وهو ما تعارَف عليه الناس من أنظمة غير مكتوبة، يتناقلها الجيل وراء الجيل، وهي بلا شك ذات دورٍ فعَّال جدًّا، خاصة في المجتمعات القَبَليَّة التي تتحرَّك وَفْق أنظمة اجتماعيَّة في العقل اللاواعي الجمعي؛ كما يقول علماء الاجتماع.

 

ونُنَبِّه قبل ذلك إلى أهميَّة المحافظة على هذه الخطابات المتنوعة، وإبقائها على ما هي عليه؛ لأنها تشكِّل نُواة الحضارة والتاريخ، والاهتمام بها اهتمامٌ بالمجتمع، والتفريط فيها تفريطٌ في المجتمع وانهيارٌ له.

 

هذه الخطابات السابقة هي المحور الحقيقي الذي يتشكَّل منه عقلُ وسلوك المجتمع، فإذا ما برَزَت ظاهرة معيَّنة أو مشكلة معينة على السطح، فلا بد من مراجعة هذه الخطابات وتنقيتها من الشوائب العالقة فيها، إلا أنَّ المشكلة تكمُن في أمرٍ آخرَ، هذا الأمر هو تناقُض وتضارُب وتنافر هذه الخطابات، فالشاب يذهب للمسجد، فيسمع الخطاب الديني، فيأتي إلى المنزل، فيسمع خطابًا ثقافيًّا ليس مختلفًا، لا، وإنما خطاب ثقافي مناقض مُنفِّر من الخطاب الديني، والعكس بالعكس، هذه المشكلة الأولى مشكلة التنافُر في الخطابات.

 

أما المشكلة الثانية، فتَكْمُن في اختلاف الخطاب الواحد في داخله وتمزُّقه تمزُّقًا يجعل المجتمع يعيش حالة من الاضطراب الداخلي، أو الانسلاخ من كلِّ الخطابات في مجتمعه، أو أن يختارَ ما يعتقد صحَّته.

 

إن انفتاحنا على الأُمم أجمع أسهَم في خلْق بعض الأجواء المضطربة والمنحرِفة؛ سواء في الفكر أو السلوك؛ لأننا لَم نتحصَّن بأسوار خطاباتنا الخاصة، بل ترَكنا الآخرين يُشَكِّلون لنا هذه الخطابات الأربعة، عندها أصبَح بعض المجتمع يحبُّ ويتشوَّف إلى أولئك الذين يصنعون عقله وسلوكَه، ويظنُّ أنَّ ذلك من جُهده وخاصته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- تنويه
أبو هارون - الجزائر 26/06/2011 11:25 PM

مقال ـ على قصره ـ شخّص حالة الخطاب في البلاد الإسلامية بكفاءة عالية وإيجاز دقيق، ولكنه جعل الخطاب الديني دون الخطاب السياسي أهمية،و هذا ما يدل على الإشكالية، فعندما يذوب الفرق بين الخطابين تصلح جميع أنواع الخطابات.
كذلك يجب أن نلاحظ أن مشكلة الخطاب مشكلة لغته، فلغة (المعاني واستعمالاتها داخل التفكير في العقل الجماعي) الخطاب السياسي والديني والثقافي ليست هي لغة الشارع (المواطن)
مقال مفيد، عساه يصلح منا بعض العطب في الأداء.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة