• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

فردوس المدنية الإسلامية المفقود

مصعب الخالد البوعليان


تاريخ الإضافة: 18/6/2011 ميلادي - 17/7/1432 هجري

الزيارات: 5256

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله ذي المنَّة، والصلاة والسلام على رسول هذه الأُمَّة، ومَن اقتَفى أثره، وسار على السُّنة.

 

وبعدُ:

كنا على إحدى طاولات الفناء جالسين، نقضي فترة استراحة من همِّ الدراسة في ثانويَّتنا التي تعجُّ بالطلاَّب.

 

وكان الحديث دائرًا حول الإصلاح الاجتماعي والحوار متعلقًا به، حين طرَحْتُ رؤيتي في الإصلاح، والمتلخصة في أنه يجب أن يأتي من الأعلى، أقصد من الحكومة عبر مجموعة قرارات تتعلَّق مثلاً بمنْع الإعلام المنحلِّ وإغلاق فضائيَّاته، أو منْع استيراد التَّبغ دَفعة واحدة، وإغلاق مقاهي الشيشة وغيرها، دون اعتبار بمسألة اقتناع الشعب وأهميَّة إبداله عما يمنع عنه.

 

هذه كانتْ نظرتي، لكنني مُذْ تكلَّمت بها واجَهني أصحابي - الذين ليس منهم متنفذون مستفيدون، ولا مسؤولون فاسدون - بالرفْض، ليس من باب أنها طريق خاطئ للإصلاح سيولِّد ارتدادًا خطيرًا وحسب، ولكن من باب أيضًا الحسرة الذي أخذَت قلوب بعضهم على ملذَّات عابرة سيفقدونها باعتبار وقوعِ هذا الأمر وهم في قمَّة نشْوتهم بها.

 

هذه الجلسة الصغيرة التي افتقَدَت إلى كاميرات البثِّ التلفازي المباشر، وشاشات العرض الضخمة، واللاقطات المنصوبة إلى فم كلِّ حاضر، أحدَثت تغييرًا مهمًّا في طريقة تفكيري، وأحدَثَت تساؤلاً أراه اليوم باديًا أمامي في مصر أرض الكِنانة التي ما زالت الفِتن تموج فيها بعد أحداث الثورة البيضاء.

 

هناك وبعد سقوط رموز الفساد، ما زال الصراع قائمًا، بل ويشتدُّ بين وُكلاء هذه الرموز الفاسدة من بعض رجال الصحافة والإعلام والاقتصاد، الذين ضَلَّلوا الشعوب، وألْبَسوا المتديِّنين لباسَ العُنف والإرهاب، وبين هؤلاء المتديِّنين الذين صاروا بين مِطْرقة العمل الدعوي في شِقِّه الإستراتيجي الثاني (التربية)، وبين سِندان مواجهة هذا الهجوم الشَّرِس، واستثمار ما نتَج عن الثورة قبل وصول رجل ذي مطامع إلى سُدَّة الحُكم، قد يتسبَّب في إثارة المِحَن والفِتن مُجددًا في مصر.

 

القضيَّة كما فهمتُها بسهولة، هي: أنَّ العالم الإسلامي - وبالرغم من أنه يحمل في قلبه بذورَ الدِّين - فإنه ما زال غير قادرٍ على اتِّخاذ قرار الانتقال الكامل إلى النموذج المدني الإسلامي، ليس لعدم ثِقته بذلك، ولكن لضبابية هذا النموذج في عصرنا الحاضر، وظهور الكثير من مساحات الاختلاف بين الإسلام كتشريع ربَّاني، وبين مُعطيات المدنيَّة الحديثة، التي لَم تجد مَن يقوم بتكييفها بشكلٍ صحيح؛ حتى يزول جوهرُ اختلافها مع الدِّين، وتدخل في إطار مُباحاته، أو إلى أكثر من ذلك مستحبَّاته وفروضه.

 

هذا الواقع الذي يدعمه تذبْذُبُ النموذج الإسلامي بين النجاح تارة والفشل تارة أخرى، وبين الثبات على المبادئ تارة، والتزعْزُع عنها تارة أخرى، يجعل بعض جهَلة المسلمين في حَيْرة من مناسبة هذا العصر برُمَّته للإسلام، الأمر الذي يُسهم في تقبُّل أعداد أكبر من المسلمين - ولو على سبيل الشكِّ - لنظريَّة المحدوديَّة الزمانيَّة والمكانية للإسلام، التي ينشرها العلمانيون بين وقتٍ وآخر، وما زِلْت أتذكَّر كيف قدَّر أحد الرِّفاق المدة الزمانيَّة التي يحتاجها المسلمون للعودة إلى سالف عزِّهم بخمسة قرون على الأقل - من وجهة نظره - وهو بذلك على حدِّ ظنِّي لا يقصد امتلاكهم لأسباب القوة وحسب، ولكن حصول دورة زمنيَّة تُعيد العالم إلى العصور السالفة التي تَمكَّن المسلمون فيها من تسيُّد ركْب الحضارة الإنسانيَّة، وهو بذلك يربط - ولو في اللاوعي - بين الإسلام كشريعة قائدة، وبين العصر الذي يُمكن أن يقبل ظهور الإسلام في دوره الكامل.

 

وطبعًا فإنَّ كلَّ هذه الرُّؤى ما هي إلاَّ ثمرة حالة من الإحباط، تسبَّب أهل الإسلام بجزءٍ لا يُستهان منها، حين تأخَّروا عن تحويل ما بين أيديهم من التعاليم الإسلاميَّة الراقية والتشريعات الربَّانية المباركة، إلى قائد لنموذج مدنيٍّ إسلامي يقدِّمه أتباعه إلى العالم منهجًا وسلوكًا بديلاً عن النموذج العلماني السائد اليوم، ولو تأمَّلنا في هذا الكَنز الرائع وواقع عالَمنا اليوم، لوعيْنا - كما ينبغي - مقولةَ الكاتب البريطاني "George Bernard shaw": "لقد درَستُ تاريخ حياة محمد‏، ذلك الرجل العظيم‏،‏ وفي رأيي يجب أن يُطْلَق عليه لقب: مُنقذ البشريَّة‏، إنني أعتقد أنه إذا قدِّر له أن يتولَّى مسؤولية قيادة العالم‏، فلا شكَّ أنه سيستطيع حلَّ مشكلاته وإقرار السلام والسعادة".

 

على أمل اللقاء، أترككم في رعاية الله تعالى.

السلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة