• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الغزو الفكري وخطره على المجتمع الإسلامي (1)

أحمد المراغي


تاريخ الإضافة: 18/4/2011 ميلادي - 15/5/1432 هجري

الزيارات: 25598

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغزو الفكري وخطره على المجتمع الإسلامي
(الجزء الأول)

لمَّا أرْسل الله تعالى رسولَه محمدَ بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالدِّين الإسلامي، كانتْ هذه الرسالة عامَّةً لجميع الخلْق، لم تكن هذه الرسالة لقومٍ دون آخرين، أو لفئة دون أخرى، وهذا ممَّا يؤكِّد عالمية وشمول الدين الإسلام، واهتم الإسلام بجميع المكوِّنات الإنسانية، وعلى رأس هذه المكوِّنات العقل، فلقدْ أوْلى الدين الإسلامي للعقل اهتمامًا بالغًا غير عادي؛ وذلك لأهمية العقل في تغيير مسار الحياة والنهوض والرُّقي، فنرى في القرآن الكريم الكثيرَ مِن الآيات التي منها ما يأمر بإعمالِ العقل، ومنها ما يبيِّن أهمية العقل، فنرَى قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[البقرة: 164].


وقول الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122].


فهذا أمرٌ مِن الله - سبحانه وتعالى - بإعمالِ العقْل، وغير ذلك مِن الآيات التي تُبرز أهميةَ العقل وإعماله، والدعوة إلى التفكير ليس في مجالٍ بعينه، بل في جميع المجالات، ومِن خلال ذلك أدرك الغربُ أهميةَ العقل في التغيير والنهوض، وبدأ اللعب على هذا الوترِ الحسَّاس (العقل) تُجاه المسلمين، ومِن خلاله التشكيك في الدِّين الإسلامي، وبدأتْ أساليب الغزو الفكري تُجاهَ المسلمين، ومنها:

1- استحداث نظريات واهية باطِلة مثل (صِراع الحضارات) (وحوار الأديان)، وغير ذلك مِن الأساليب الفكرية الهدَّامة، علمًا بأنَّ الإسلام جاء ليبني الحضارات الإنسانية، ويرتقي بالأمم، لا ليهدم ولا ليُصارِع، فالإسلام أسْمى من أي ادِّعاء يخدش ظاهرَه أو باطنه، وذلك واضحٌ من خلال دعوته للعلم والعمل، وإعداد العدَّة في جميع المجالات التي تقوم عليها الحضاراتُ والأمم، وترتقي بها، وإنْ كانت هناك صراعات، فلتكن في غيرِ الإسلام، فالإسلام لا يصارع أحدًا، ولا يعادي أحدًا، ولو كان الإسلام يصارع الحضاراتِ كما هو مزعومٌ، فهنا نقول:

 

لماذا حافظَ الإسلامُ على حضارة الأنبياء والرسل في بيت المقدس؟ ولماذا حافظ الإسلام على حضارةِ الغيْر في الأندلس (أسبانيا)؟ ولماذا حافظ على حضارة الفراعنة في مصر؟ وغير ذلك مِن بلدان العالَم، ويشهد على ذلك الحضاراتُ نفسها التي ما زالتْ قائمةً إلى يومنا هذا، إذًا فهذه النظرية المستحدَثة ما أُريدَ منها إلا تَشويهُ صورة الإسلام واتِّهامه بأنَّه دين لا يواكب الرَّكب الحضاري، بل هو السبب فيما آل إليه المسلِمون من الركود وعدم التقدُّم ومسايرة الأمم، (علمًا بأن السبب الحقيقي بخلاف ذلك).

 

وأمَّا بالنسبة إلى ما يُسمَّى (بحوار الأديان)، فأنا أرى:
أنَّه ليس هناك في الإسلام ما يُسمَّى بحوار الأديان؛ لأنَّ الإيمان برسالة الإسلام يقتضي الإيمانَ بجميع الرسالات السماوية، ومِن ثَم الإيمان قطعًا برسالة الإسلام الخاتمة؛ إذ كيف يكون هنالك حوارٌ لأديان تتَّهم الإسلام بإنكارها؟! والإسلام لم ينكر أيًّا من الأديان السماوية، وأرَى أنَّ هذه محاولة لانتزاع اعتراف مِن المسلمين بأديانٍ لا تقوم على منهجِ الوحدانية، وخاصَّة ما كان يقوم على مبدأ تعدُّد الآلهة.


إذًا؛ حوار الأديان اعترافٌ بها، وهذا ما يُريده الغرب، ولكن نحن نؤمِن بالمناقشة والمناظرة والمجادلة، كلٌّ يأتي بحُجَّته لإثبات صحَّة ما يعتقده، وفي النهاية الفوز لمَن كانتْ حُجَّته أقوى مِن الآخر، (والأكيد فوزُ الإسلام؛ لأنَّه أصحُّ دِين وأصح عقيدة)؛ تحقيقًا لقوله - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 9]، وهذا ما رأيناه مِن الشيخ/ أحمد ديدات، وغيره الكثير مِن علماء المسلمين، والكلام في هذا المضمار يطول، المهم أنَّ الإسلام يأتي بعدَ ذلك فيُقرِّر حقيقةً يجب العمل بها فيقول: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلاَمُ ﴾ [آل عمران: 19]، ويقول: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].


2- ومِن أساليب الغزو الفكري أيضًا: اتِّهام الإسلام بالجمودِ والرجعيَّة، بل ومحاولة إقناع العالَم بأنَّ المسلمين رجعيُّون متطرِّفون، والكلُّ يعلم أنَّ التطرف والإرهاب ما هو إلا صناعة غربيَّة، والإسلام بريء مِن هذه التهمة الباطلة، وما هو إلا هجومٌ شرِس قصد به الإسلام؛ للإساءة للدِّين الإسلامي، بل العجيب أنَّ هؤلاء استدلوا بآياتٍ مِن القرآن الكريم على ما يوافق أهواءَهم ليس على سبيل المعنى الحقيقي لها، وذلك منهج التحريف والتزييف لديهم، مثلاً:

يقول الله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60].

 

الكثير مِن المستشرقين يجْعل مِن هذه الآية سيفًا مِن الإسلام مُصْلتًا عليه، كيف ذلك؟ جاء اتِّهامهم للإسلام بأنَّه دين إرْهاب مِن خلال ما لم يَفهموه مِن هذه الآية، وفَهِموا الآية على ظاهرِها، والأمْر غير ذلك؛ إذ إنَّ مضمون هذه الآية ينصُّ على: أمْر من الله تعالى بإعداد العُدَّة في جميعِ المجالات، وعلى رأسها إعداد العدَّة في مجالِ الدِّفاع عن النفْس؛ حتى تصيرَ للمسلمين قوة ليس لها مثيلٌ، حتى إنَّه من يُفكِّر في الاعتداء على المسلمين حينما يرَى قوَّتهم وشدَّة بأسهم يرتدِع، ويخشى على نفْسه الهلاك؛ بسببِ ما رآه مِن القوَّة والعدَّة التي يملِكها المسلمون، (وهذا الذي يجب أن يكون).

 

إذًا؛ فليس الإسلامُ دينَ تعدٍّ وإرهاب كما يتَّهمه الغرب، فهم يفهمون الآياتِ على ما يوافق هواهم، ويُطوِّعون ذلك لإقناع الغيْر به…إلخ.

 

3- ومِن أساليبِ الغزو الفِكري أيضًا: الدعوة إلى الحريَّة المزعومة الباطِلة بزعْم أنَّ الإسلام يفتقد الحريَّة، وتلك الدعوة ما أُريد بها إلاَّ الوصول بالمسلمين إلى الانحلال الأخلاقي، وفساد المجتمع المسلِم، والتخلِّي عن المبادِئ والقِيم الدِّينيَّة والإنسانيَّة، التي نعيش ونَنعم بها في ظلِّ الدين الإسلامي؛ حتى يعيشَ المسلمون في فوضى أخلاقيَّة بدون ضابطٍ أو رابط كما يعيش الغرْب، وليس معنى هذا أنَّ الإسلام يقْمَع الحريات، لا، لا واللهِ بل الإسلام يدعو إلى الحريةِ، ويجعلها في إطار شرعي؛ حتى لا يكون هنالك تعدٍّ على الآخَر، وتُصان الحرمات وتُحفظ الحقوق، وينعم الجميعُ بالأمان الذي حقَّقه الإسلام، وغير ذلك الكثير والكثير.

 

إذًا؛ فدعوةُ الغرْب إلى الحريةِ دعوةٌ إلى الهمجية والفوضَى (كما يُدسُّ السمُّ في العسل).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أحسنت
أحمد جابو - Sudan 17/01/2019 08:34 PM

مقال ماتع رائع يستحق أن يكون دراسة كبرى أتمنى أن ينشر أكثر وأكثر ..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة