• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مناخ الديمقراطية وفرص التيار الإسلامي

إسماعيل أحمد محمد


تاريخ الإضافة: 13/3/2011 ميلادي - 8/4/1432 هجري

الزيارات: 7614

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما كان حلمًا يراود كثيرين صار واقعًا أروعَ من كلِّ الأحلام! وها هم الطُّغاة يتساقطون كأوراق شجرةٍ هزَّتْها ريحُ الخَريف، وراحت بلداننا العربيَّة تتهيَّأ واحدةً بعد أخرى لِغَدٍ جديد مُختلف، وتعالت الصَّيحات المُطالِبة بدساتير جديدة تدشن لحياةٍ ديمقراطيَّة مؤسَّساتية، تُنهي سيطرةَ حكم الفردِ المُلهَم الذي يقود الأُمَّة في ظروفٍ حالكة السَّواد.


وتواصت الشُّعوب بالدولة المدَنِيَّة، وهي ما يعتبرها كثيرون ضدَّ الدولة العسكريَّة التي عِشْنا في كنَفِها عُقُودًا عديدة، بينما يقصد بها البعض الآخر ضدَّ الدَّولة الدِّينية - مع أنَّ الدولة الإسلامية هي دولة مدنيَّة، تُعلي قيمةَ دستورها، وتَحرص على سيادة القانون، وتَقبل تَداول السُّلطة، وليستْ دولةً دينيَّة تقدِّس رجالَ دين، وترفعهم فوق المُساءلة.


ورغم قناعاتي الإسلاميَّة التي تدرك المعنى الحقيقيَّ للديمقراطيَّة، والفروق الجوهرية بينها وبين الشُّورى التي جاء بها الإسلامُ، وثقتي - بالضَّرورة - بالعيوب الخفيَّة والظَّاهرة للنُّظم الدِّيمقراطية بتَطْبيقاتها المختلفة، لكنِّي أجِدُني متفائلاً بالتوجُّه الديمقراطي الذي تتسابَق إليه عدَّةُ دول عربيَّة بعد الانتِشار السَّريع والفُجائي لفيروس الحرِّية؛ لأنَّه سيحقِّق طفراتٍ مؤثِّرة للفكرة الإسلاميَّة بين الناس في العِقْدَين القادِمَين على أبعدِ تقدير.


يُدرك الإسلامِيُّون شُمولَ واكتِمال المنهج الإسلامي؛ باعتبار أنَّه خِطابُ الخالق العليم بِمَن خلق، والذي أحاط بكلِّ شيء عِلمًا، وباعتبار أنَّ التاريخ الإسلامي شهد له بامتداد تجربته في بلاد الإسلام عبر أربعةَ عشر قرنًا بين مُختلِف القوميَّات والثقافات، وبقُدرته على المَزْج بين الشُّعوب والحضارات والمعتقَدات، دون حيفٍ أو ظُلم، في مُواجهة أنظمة الحكم المبنيَّة على نظريَّات سياسية من الشرق والغرب، كابَدناها عبر قرنٍ مضى في مُعظم الدُّول العربيَّة والإسلامية، والتي أدمنَت الفساد والطُّغيان، وخلفت الفقر والضَّعف والتخلُّف للأمة، وقد ظلَّ للإسلام أبناؤُه ودُعاته الذين حَثُّوا الأمَّة على الاحتِكام إلى الله ورسولِه، وتصدَّوْا بالعلم والعمل لأنظمة الحكم المستغرِبة، وكانوا يُقاومون نزواتِها وخطاياها ببسالةٍ وجَلَد في أوساطٍ سياسيَّة، ونُظم إعلاميَّة تأسَّست على تَهميشهم وتخوينِهم، والانتقاص من وطنيَّتِهم، ورغم ذلك أبلَوا في مقاومتها بلاءً حسَنًا، وظَلّوا الخَصْمَ الأقوى لتلك الأنظمة الحاكمة منذ غابت الخلافة، وحتى اليوم.


فعلى مدار ثمانية عُقود، منذ أُقصِيَت الخلافة الإسلاميَّة، ونشوءِ النُّظم الشُّمولية المستبِدَّة؛ بتجاربها المختلفة مع شعوبنا العربيَّة والمسلمة، واستمرارِ قَصصِ التَّنكيل بهم، وسَجْنِهم، وتعقُّبهم أمنيًّا في كل بلدٍ إسلامي تقريبًا، كان الإسلاميُّون هم القاسمَ المشترك في التصدِّي للطُّغاة، فكيف بهم حين تُتاح لهم فرصة التعبير عن فكرتِهم وبَسط منهجهم بلا قيود؟ ومشاركتهم بنِي أوطانِهم في مشروع النَّهضة الكبرى بما يَعلمونه في دين الله مِن سعة ويُسر، ودرايتهم البصيرة بالواقع، كلُّ ذلك سيتيح لهم الأفضليَّةَ على مَن عداهم مِن دُعاة المناهج البشريَّة والأحزاب الوطنيَّة.


واتِّخاذهم هذا العمل قُربةً لله يَجعلهم أكثر انْضِباطًا، وأطولَ نفَسًا، وأقدر على التحمُّل، يدعم ذلك ويعزِّزُه الإقبالُ الواضح على الدِّين عبر التَّجاوب مع القنوات الدِّينية ومشاهير الدُّعاة على امتِداد الوَطَن الإسلامي.


ويتفهَّم الإسلاميُّون تخوُّفَ الغرب وتربُّصَه بثورات الدُّول العربية؛ هل ستؤدِّي بهم لإقامة خلافة وحُكم إسلامي؟ وهل سيَتعايش العالَمُ العرَبِيُّ تحت هذه الأنظمة مع مصالح الغرب؟


وأعتقد أنَّ هذا ما يدفع التيَّاراتِ الإسلاميَّةَ في مصر، وتونس، وليبيا إلى التصريح - وخيرًا فعلَت بتصريحها هذا - بأنَّها لن تترشَّح لتقلُّد الحُكم، ولا تسعى لمناصِبَ بِقَدر اهتمامها بالدَّعوة التي تُهَيِّئ المجتمع لتفهُّم الفكرة الإسلاميَّة، ثم التمسُّك بِتَطْبِيقها، وتكون الدُّول الغربية قد اتَّخذَت فرصتها من التأكُّد من إمكانية التعايُش السِّلمي مع عالَمٍ إسلامي يَفهم مصالِحَه - لا مصالِحَها - ويتمسَّك بها.


وحينما تكتمل التجربة الديمقراطية في بلادنا، ونرى الفكرة الإسلاميَّة ممثَّلة في الحياة السياسيَّة والاجتماعية بِصُورةٍ تدعو للتفاؤُل، ويسعى المُصْلِحون لاسترداد الثِّقة بين أبناء الوطن الواحد، ونبذ التُّهَم المُلْقاة جزافًا بالعمالة والخيانة، والأجندات الخارجية - نكون قد أنهينا حِقَبًا طويلة من حياة أوطاننا الإسلامية مارست فيها أنظمة الحُكم المراوغة، وامتلأت بالدَّسائس والشعارات الطنَّانة التي كانت تُطْلِقها أنظمةُ الحُكم في هذه الدَّولة أو تلك؛ لتستدرج الإسلاميِّين في بلادها للدُّخول في اللُّعبة الدِّيمقراطية، ورُبَّما أتاحتْ لهم نِسَبًا مُتفاوتة من المُشارَكة الحقيقيَّة في انتِخابات برلمانيَّة أو مَحلِّية؛ ما بين عمَلٍ صوري، وإسهامٍ جزئي، لا يَبْرحون فيها مقاعدَ المُعارَضة، لكنها لا تهدف إلى صالِح الأوطان، ولا تقبل النُّصح حتَّى ولو كان بعيدًا عن مُنازعَتِهم السُّلطان، وقد جرَّبَت أحزابٌ وحركات إسلاميَّةٌ هذا السبيلَ في عدَّة دولٍ - منها مصر في العهد البائد - لكنَّها لم تكن تنال سوى الفُتات من مقاعد البرلمان التي تُمثِّل (ديكورًا) معارِضًا مستساغًا للجبابرة.


وها نحن اليومَ نُتابع أخبار الفساد، والكنوز المكنوزة في قصور وحسابات الرُّؤساء وأُسَرِهم وأعوانِهم، فنترحَّم على "الفاروقِ" الذي قال لمن أتَوا بكنوز كِسْرى بين يديه: "إنَّ قومًا أدَّوا هذا لأميرهم لأُمَناء"، فقال له عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "عفَفْتَ فعَفُّوا، ولو رتَعْتَ لرتَعوا".


وهكذا ينبغي أن نتذكَّر كتُبًا وصحفًا ظلَّت تحذِّر من الفساد، وتنبِّه على السَّرقات، حتَّى كُمِّمَت أفواههم وصُودروا؛ (يَرحم اللهُ جريدةَ الشَّعب القاهرية).


واليوم حين يُشارك الجميعُ في بناء أوطانِهم، وتنفتح قنواتُ الاتِّصال بين الحاكم والمَحكوم، ويظنُّ الحُكَّام أنَّ بقاءهم مرهون بتلبية حاجات الأُمَّة، سيَرْبح الوطن بكلِّ تأكيد، ويَخِيب كيدُ أعدائه، وإذا وصلَتْ إحدى الحركات الإسلاميَّة إلى سُدَّة الحكم - كما نرى في تركيا - فلا ينبغي أن تكون في موضع الرَّصْد والتربُّص، والتَّشكيك الدائم في النَّوايا، ولا التقوِّي بِمصالح الغرب، كأنَّنا أوصياء عليه، مُخلِصون لأطماعه، بل يجب علينا جميعًا أن نرجو الخيرَ، ونتعاون لتحقيقه، وبالطبع يتعاون الإسلامِيُّون بصورة أشدَّ إخلاصًا؛ لأن الهدف واحد، والوسائل تقاربَتْ بثورات الشباب.


وكثيرٌ من الإسلاميِّين كان يعتقد أنَّ الانتخابات هي السَّبيل المُتاح الوحيد للوصول بالإسلام إلى دفَّة الحكم، أو على الأقلِّ مواضع التأثير في حياة النَّاس، وكانوا يَسعون في هذا الطَّريق بِما حقَّق لهم خبراتٍ واسعةً في هذا المَجال جعلَتْهم اليومَ وبِشَهادة الجميع الأجهزَ لتحقيق النَّجاح في الانتخابات المتوقَّعة؛ فهُم اليومَ مُؤَهَّلون أكثرَ مِن كلِّ الأحزاب لِشَغل الفراغ الذي سيخلِّفه غيابُ الأحزاب الحاكمة التي أسقطَتْها الثَّورات، ويقدرون على دَفْع الجماهير للمشاركة الفعَّالة في تحقيق الحلم.


وتنشيط العمَليَّة الدِّيمقراطية للدَّعوة الإسلامية كفيلٌ بتحقيق الهدَف للمؤمنين بالديمقراطية، والعاملين للإسلام على حدٍّ سواء؛ فالعمل البنَّاء ومُحاربة الفَساد حين ينْبَني على الإخلاص يكون أشدَّ ضراوةً، وأصدقَ سعيًا.


ويشهد الواقعُ كثيرًا من النَّجاحات والتقدُّم لشعوبٍ أنْهكَتْها الدكتاتورية في آسيا وإفريقيا وغيرهما، فلمَّا بدأت خطوات الإصلاح، واهتمَّت بالإنتاج ومُحاربة الفساد، صارت من الدُّول ذات التقدُّم الاقتصاديِّ اللافت.


ولو تعلَّمت الشعوب العربية بعد نجاح هذه الثَّورات - ولا بُدَّ لها أن تتعلَّم كيف تُحافظ على حقِّها في المشاركة والمراقبة - لعجزت الأنظمةُ في المستقبل عن مُمارسة دكتاتوريَّتِها، ولَخاف اللُّصوص من الاقتراب مجدَّدًا من ثروات الشُّعوب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- جمهوري
issam - الجزائر 21/11/2012 08:33 PM

بارك لله فيك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة