• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

عصر الدين

عبدالفتاح أنور البطة


تاريخ الإضافة: 6/3/2011 ميلادي - 1/4/1432 هجري

الزيارات: 5956

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يقول صمويل هنتنجتون الكاتب الأمريكي، الذي أثار جدلاً عالَمِيًّا حول كتابه الشهير "صدام الحضارات، وإعادة تشكيل النظام العالمي الجديد": "إنَّ القرن الحادي والعشرين هو بداية (عصر الدين)".

 

فالنماذج العَلمانية الغربِيَّة للدولة تُواجِه تَحدِّيًا، ويتم استبدالها في أكثرَ من دولة، ومنها روسيا، التي اعتبرت "الأرثوذكسية" أمرًا جوهرِيًّا، وتركيا، والهند.

 

ويرى هنتنجتون (1927 - 2008) في كتابه "من نحن... المناظرة الكُبرى حول أمريكا" تحت عنوان: "الإسلام المتشدد في مُواجهة أمريكا" - أنَّ عقد التسعينِيَّات شهد تَحوُّلاً كبيرًا نحو الدين؛ إذ أيَّد الأمريكيُّون بشكل ساحق أن يكون للدين دَوْرٌ أكبر في الحياة العامة.

 

وأيَّد 78 بالمائة عام 1991م أنْ يُسْمَح للتلاميذ بأداء الصَّلاة داخلَ المدارس، بعد أن كانت المحكمة العُليا عام 1962م قد حظرت الصلوات المفروضة في المدارس.

 

ويقارن بين موقف أوروبا وأمريكا من الدين مُسجِّلاً أنَّ التديُّن يُميز الأمريكيِّين عن معظم الشعوب الأوروبية؛ إذ "إنَّ الأمريكيِّين مسيحيون بشكل طاغٍ... وتديُّن الأمريكيين يقودهم إلى أنْ يَرَوُا العالَم على أساس الخير والشر"، بدرجة تفوق رؤية الآخرين لهذه الثنائية.

 

ويتابع قائلاً: إنَّ زعماء المجتمعات الأخرى يرون "هذا التدين ليس فقط فوقَ العادة، بل إنه أيضًا مُزعج بالنسبة للقيم الأخلاقية العميقة، التي يولدها هذا التديُّن، وذلك عند بَحث قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية من خلال منظورٍ ديني.

 

ولا يرى هنتنجتون غرابةً في هذا؛ إذ سار الدينُ مع القومِيَّة متعانقَيْن في تاريخ الغرب.

 

ويُحاول هنتنجتون تسويغَ رأيه بكون القرن الحادي والعشرين هو عصر الدين، بأن أمريكا لا بُدَّ لها من عدوٍّ خارجي، وهذا العدو هو الإسلام، فيقول: "إنَّ النظرية الاجتماعية والشواهد التاريخية تدُلُّ على أنَّ عدمَ وُجود عدوٍّ خارجي أو "آخر" يشجع على عدم الوحدة الداخلِيَّة، فغياب التهديد الخارجي يقلل من الاحتياج لحكومة قوية وأمة متماسكة، ومن دون الحرب الباردة - في رأيه - ما جدوى أن تكون أمريكا؟

 

وتقودنا النظرة المستقبلية لهنتنجتون إلى نظرة ماضية عن حال الدين والمجتمع الأمريكي في الخمسينيَّات.

 

ويرصد هذه النظرة الكاتب الأمريكي جيرالد دريكس في كتابه "الهلال والصليب".

 

وجيرالد - الذي أعلن إسلامه - حاصلٌ على ماجستير في اللاهوت من كلية هارفارد للاهوت، وعمل سابقًا كشماس في الكنيسة الميثودية المتحدة "أتباع الحركة التي تأسست بإنجلترا في القرن الثامن عشر، اعتمادًا على مبادئ جون وتشارلز ويزلي، وتتميز بالاهتمام النشط بمصلحة المجتمع والأخلاق العامَّة".

 

يقول جيرالد واصفًا حال مدينته في فترة الخمسينيَّات: "... كانت أبوابُ المنازل نادرًا ما تُوصَد، والكلمة تَخرج من الفم ميثاق، والمُصافحة باليد كانت أكثرَ قيمةً من أي عقد قانوني ملزم.

 

فالأمُّ تَجدها غالبًا في المنزل على مدار 24 ساعة يوميًّا، وكان الأجدادُ قريبين في مُتناول اليد، وجيران المرء وهو في الثامنة من عمره هم جيرانه، وهو في سن السادسةَ عشرة، وهو ما نتج عنه استقرارٌ اجتماعيٌّ وعائليٌّ غير متوفر الآن تقريبًا.

 

وكان المعلِّم مُواطِنًا ذا مكانة في المجتمع، ولا تسمع عن أعمالِ عنف، سواء في المدرسة، أم في غيرها.

 

ووقوع حالة طلاق يعني وقوعَ فضيحة اجتماعية، ولا أستطيع تذكُّر عائلة واحدة آنذاك كانتْ مفككة.

 

وكانت الكنيسة محور حياة المجتمع، وتُتلى الصلوات في بداية كل يوم دراسي، وفي المدرسة يوم الأحد من كل أسبوع يُلقَّن كلُّ طفل مَجموعةً من المبادئ السلوكية الأخلاقية المبسطة، إلاَّ أنَّها ذات قيمة، وتقوم في الأساسِ على الوصايا العشر، فَضلاً عن الكلماتِ الواردة عن يسوع - عليه السلام - قال له: "عليك أن تُحب سيدك بكلِّ ما في قلبك، وكل ما في روحك، وكل ما في عقلك"، هذه هي الوصية الأولى والكبيرة.

 

والثانية مثلها تقول: "عليك أن تُحب جارَك، كما تحب نفسك"، وإذا بدا كلُّ هذا، كما لو كان إعادة تشغيل لأعمال فنية، فإنَّه ربَّما يكون كذلك.

 

ومع هذا، فإنَّه لم يكن من قبل الخدع السينمائِيَّة، التي يَبتكرها صُنَّاع الحكايات الخيالية في هوليود، بل الحقيقة تتمثل في أنَّ ذلك كان نظامَ حياتنا اليومية.

 

وإذا كان بعضُ كبار ومتوسطي السن من الأمريكيِّين يُمكنهم سردُ هذه الحالة، التي أكتب عنها، فقد كان هناك وجه لهذا المجتمع قد يبدو غريبًا بالنسبة لهؤلاء.

 

ويتمَثَّل هذا الجانب في أنَّ المجتمعَ الذي نشأت فيه، كان محافظًا بالأساس، متمسكًا بالمبادئ الدينية المسيحية، ويُمكن إرجاع الجانب الأبوي في عائلتي إلى الجذور المحافظة، مع أنَّ عائلتي كانت ميثودية في مذهبها الديني.

 

ومع وجود هذا التأثير، كانت هناك أوجه مُحددة تتسم بها حياتي الأولى التي ساعدتني على التأهُّب لتقييمِ أوجُهٍ عِدَّة في الدين الإسلامي.

 

وخلال مراحل طفولتي المبكرة، كانت النِّساء المحافظات في بَلدتي غالبًا ما يَرتدين "قلنسوات للصلاة" تزودهن بغطاءٍ شبه شفاف لجزء من الشعر على الأقل، وكانت الأزياء محافظة ومتواضعة لكُلٍّ من الرجال والنساء، وكانت أهدابُ ملابس المرأة لا تتعَدَّى أبدًا ما فوق أسفل الركبة، وكانت الملابسُ القصيرة أمرًا غيرَ مُستساغ.

 

ويأكل الرجالُ والنساء بشكل مُعتاد على مائدة مشتركة معًا، بينما يَحتشد الضيوفُ من الجنسين في غرف منفصلة بالمنزل قبل وبعد الوجبة.

 

وعندما يخرج المتزوجون معًا، يَجلس الرجالُ عادةً في المقعد الأمامي من السيارة، بينما تجلس النساء في المقعد الخلفي.

 

وآنذاك كانت المواعدة بين الشباب والشابات من المراهقين مسموحة، إلاَّ أنَّها كانت تتم في ظل رقابة لصيقة خلالَ مراحل المراهقة الأولى، وكانت حفلاتُ الرَّقْصِ الماجنة ممنوعة، وأغلب الأفراد كانوا يَمتنعون عن تعاطي الكحوليات، ومَن يفعل ذلك كان يتناولها بمقاديرَ قليلة.

 

ومع تقدُّم العمر، أستطيع أنْ ألتقطَ أكبرَ قَدْرٍ من أوجهَ الشَّبَهِ بين العادات الاجتماعية للمجتمع، الذي عشت فيه طفولتي، وتلك العادات الموجودة في الأمة الإسلامية.

 

وبعد أنْ تعرَّفنا على نظرةٍ مُستقبلية، وأخرى ماضية، نتعرف على نظرة ثالثة آنية.

 

فالخوفُ المهووس من الإسلام أو ما يُعرَف باسم (الإسلاموفوبيا) يضرب كل جنبات المجتمع الغربي، وخاصة في مقر الفاتيكان راعية الكاثوليكية في العالم.

 

فها هو "بيرو جيدو" المسؤول عن معهد الإرسالِيَّات الخارجية في الفاتيكان يحذر من السيطرة الإسلامية المستقبلية على أوروبا، وذلك في ظلِّ ارتفاع الكثافة السكَّانية الإسلامية في إيطاليا وحْدَها، والتي تُقدَّر بمائتي ألفِ مُسلم سنوِيًّا، في حين لا تتعدى الزيادة السكانِيَّة المحلية 120 ألف نسمة.

 

ويُعلِّل ذلك بأنَّ المجتمع الأوروبي أصبحَ يَعيش فراغًا رُوحِيًّا، وحالةً من المجون، وتَخلِّيًا عن العقائد النصرانية، وهو ما يدفعه لاعتناق الإسلام؛ لِمَلْءِ الفراغ الروحي، وتأتي هذه التصريحات في ظل انقسام الخط الكنسي الأوروبي بين المطالبة بدعم حَقِّ المسلمين في مُمارسة العقيدة، وبين المطالبة بإحياء الموروث النَّصراني، والتحذير من تأثيرِ الإسلام، وسَيطرته على قلوب وعقول الأوروبيين.

 

وقد أفرزت هذه المخاوفُ قيام القس (جوسي بوليكربو) بطريرك لشبونة بتحذير النِّساء الكاثوليكِيَّات من الزَّواج من المسلمين، ومطالبة القس (جيكومو بيفي) الحكومة الإيطالية بجعل الأولوية للمهاجرين الكاثوليك دون المسلمين؛ حِمَايَةً لهوية البلاد النصرانية، إضافة إلى رفض الفاتيكان عضوية تركيا للاتحاد الأوروبي؛ بسبب عدم مُشاركة الدولة الإسلامية الموروثَ النصراني للقارة الأوروبية.

 

وصدق الله العظيم؛ إذ يقول: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 32 - 33].

 

عبدالفتاح أنور البطة

Lost justice1967@yahoo.com





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة