• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

قبل إِرادة التغيير إدارة التغيير

عبدالكريم القلالي


تاريخ الإضافة: 10/1/2011 ميلادي - 5/2/1432 هجري

الزيارات: 20723

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما أكثرَ ما تَنطلق الصيحاتُ مِن هنا وهناك ترفَع شعاراتِ التغيير مناديةً بها، وهي صيحاتٌ ليست بدعًا من القول ولا منكرًا؛ فالتغيير مطلَب أساس في كلِّ لحظة تنحرِف الأمور عن مسارها؛ ولا سبيلَ إلى إعادتها إلا بالتغيير،تغيير لا يتأتَّى بمجرَّد قِراءة:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11] تجويدًا وترتيلاً، ولا بمجرَّد تسبيح الله بُكرةً وأصيلاً، أو رفعها شعارًا وتمثيلاً، إنما هو تغيير يتحقَّق بتنزيل التغيير في شتَّى مجالات الحياة إلى واقِع عملي.


ولن يتأتَّى نجاحُه إلا بشروطه وضوابطه؛ فالتغيير: استبدال مرغوب فيه بمرغوبٍ عنه؛ فهو ليس تركًا وإزالة فحسب، بل إقامة راجِح مقام مرجوح، وفاضل مكان مفضول؛ فالتغيير أعمقُ مِن الإزالة، ويتطلَّب وعيًا بالمرحلة، وذلك هو: "فقه التغيير".


والمتأمِّل في الواقع اليوم يرى هذا الفِقه غائبًا، ولكلٍّ وسيلتُه ومنهجه الذي يراه لتحقيقِ التغيير الذي ينشده، وربما جزَم البعض أنْ لا وسيلة إلا ما يراه، ومثل هذا الاعتقاد أضرّ بعمليات التغيير كثيرًا، ومَن تأمَّل حال هؤلاء يرى التخبُّط سائدًا، وغياب التنظيم والتخطيط والإدارة واردًا.


ولن ينجحَ أيُّ تغييرٍ دون إدارة تتولَّى الإشرافَ عليه مِن مختلف النواحي والمجالات، فالهزيمة التي مُنِينَا بها في مجالِ التغيير مردُّها إلى غِياب التخطيط وسوء التوجيه.


ومِن آثار غياب هاتِه الإدارة: الاختلاف فيمَ يكون التغيير؟ ومِن أين يجب أن يبدأ؟ وما الأولويات التي تُعطَى لها العناية والاهتمام؟


فهناك مَن يراه: في نشْر العلم، وتحقيق التنمية، وآخرون يَرَوْنه في إصلاح العقيدة وتنقيتها، والبعض يراه: في إصلاحِ المجتمع وتزكيته، وطرف آخَر يرى كل هذه الأشياء مترابِطة لا يُمكن فصل أيٍّ منها عن الآخَر، وهناك مَن يرى تحقيق هذه الأشياء بجهْد جماعي، وبعضهم بشكْلٍ فردي، وغير ذلك مِن الجزئيات التي تحتاج إلى حُسن إدارة وتوجيه.


والأزمة التى نعيشها اليوم في شتَّى مجالاتِ التغيير تقتضى منَّا إدارةَ هذا التغيير، إدارة تحمِل في طِيَّاتها رُؤًى واضحة، يعي فيها رُوَّادُ التغيير القضايا المتعلِّقة بجملة منَ الترتيبات الأولية، ذات الصِّلة بالمجتمع الذي يُرام التغيير فيه، ويأخذ بعَيْن الاعتبار حيثياتِ وظروفَ الزمان والمكان؛ كما انطلق التغييرُ الأول على يدِ المصطفى - عليه الصلاة والسلام - أول ما انطَلَق في المجتمع الجاهلي الذي بُعِث فيه؛ حيث حدَّد أولاً مكْمَنَ الخلَل المسيطر على العقول والحاجِز عن الرؤية والتقدير، والمتمثِّل في عبادة الأصنام والمعبودات الأرضية المتنوِّعة، فكان أوَّل ما فعَل أنه حدَّد المشكلةَ ثم انطلق في التغيير؛ فكان تغييرًا ناجحًا لم يشهدِ التاريخ له مثيلاً؛ حقَّق نجاحًا باهرًا في ظرْف قِياسي وجيز.


ومَن تأمَّل ما في الواقع اليوم مِن فتن بدعوى التغيير، رآها ناجمةً عن غِياب فِقه التغيير، والعَبَث والارتجاليَّة في اتِّخاذ القَرار، والفَوْضويَّة في التنفيذ، وعدم الصبر على الوضْعِ القائم بإزالة ضرر يترتَّب عنه ضررٌ أشد، فيتولَّد منه ما هو أكبر منه.


وسيرة النبيِّ  - صلَّى الله عليه وسلَّم - حافلةٌ بمسائلَ عدَّة أجَلَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - تغييرَها وأمْرَ الحسم فيها؛ كما في الكفِّ عن تغيير البيت ورده على قواعدِ إبراهيم، مع قُدرته عليه؛ خشيةَ وُقُوع ما هو أعظم منه مِن عدم احتمالِ قريش لذلك، لقُرْبِ عهدهم بالإسلام.


فالعملية التغييريَّة تستدعي وعيًا بالمتطلبات، حتى تواصل الحرَكَةُ فِعلها التغييري دونما انقِطاع، وهذا يتطلَّب امتلاكَ القُدْرة على تحديدِ المنطلقات، والأهداف، ونوعية الأمراض التي يُراد علاجها، والتركيز على الأولويات؛ فيقدم الفرْض على النَّفْل، والواجب على المندوب، والقريب على البعيد، والميدان الذي تَكثُر الحاجة إليه على الميدان الذي تقلُّ الحاجة إليه؛ وعلى هذا المنوال قسمتْ مقاصد الشرع إلى: ضرورية، وحاجية، وتحسينيَّة، وأهميتها حسب الحاجة إليها.


فكم مِن حرَكات انطلقتْ باسمِ التغيير، لكنَّها انحرفَتْ عن المسار لسوء إدارة التغيير؛ كما لم تصمدْ في مواجهة التحديات الأولى التي اعترضت سبيلها؛ لغيابِ التخطيط المسبَق، ولم تستطعْ مواجهة المجتمعات بغير ما ألِفَتْه، وقد عبَّر القرآن الكريم عن هذا التحدِّي الذي يمكن أن يواجِهَه كلُّ مناد بالتغيير؛ كما في قوله تعالى: ﴿ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 22].


ومطلوبٌ مِن كل مَن يأنس في نفسه أهلية الإسهام برؤية أو فِكرة مِن أجل إدارة التغيير أن يستفرغَ جهدَه وطاقته لتحقيقِ ذلك؛ فعندما نمتلك الرؤيةَ وندير التغيير سنرى تفجيرَ الطاقات مِن جديد، وسنكون وقتئذٍ جديرين بتحقيقِ دور الشهادة على الناس الذي خصَّنا الله به في كتابه حيث قال: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- أبدعت وأفدت
حجازي الصعيدي - مصر 06/12/2012 12:44 PM

جزاك الله الجنه وأرجو أن تعرج على أمراض الأمة وكيف نرتقي بإيماننا خاصة للإخوان والأخوات.

1- التغيير
قيس الجفري - اليمن عدن 20/02/2011 12:32 AM

السلام عليكم

عبدالكريم القلالي

فعلاً مبدع

مع تقديري

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة