• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

سهران

مصطفى بيومي عطا


تاريخ الإضافة: 6/11/2010 ميلادي - 30/11/1431 هجري

الزيارات: 5004

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لم أعدْ أستطيع النوم بعدما أصابتني حالةٌ من الأَرَق الشديد؛ بسبب ما يدور في خاطري من أشياء كثيرةٍ لم أصلْ إلى أسبابها، فكيف الخلاص منها وقد أصبحْتُ على طول الدوام سهران؟! واختلطَ الليل بالنهار، وأصبحتِ الأيَّام كلُّها نهارًا، وإنْ كان يكسوها الظلام، وبعدما كنتُ لا أستطيع العدَّ إلى الرقم مائة، أصبحتُ الآن أستطيع عدَّ النجوم، بل أعرف مشكلة كلِّ واحدة، فهذه النجمة فقدتِ الأبَ، وتلك فقدت الزوجَ، وهذا النجم لم يَعُدْ لَدَيه مَن يعوله، وتلك تائهة في مخاطر لم يكنْ لها يد فيها، أمَّا هذه فسهرانة تُفكِّر في مستقبل رُبَّما يحرمها من الظهور غدًا، أنا اليوم عالِمُ فَلَك!

 

تخرَّجتُ في جامعة الظلوم والخوف، اتَّفقَ الكلُّ على تعليمي، بل وأنفَقَ الكلُّ الملايين مِن أجْل قتْلي أو تغييبي، فهذا أنفَقَ على الحروب، فجعلني أخاف من الحاضر والمستقبل، والآخر أنْفَقَ على سَرقتي، فجعلني لا أستطيع العَيش، أمَّا هذا فقد مَسَخني، فأصبحتُ لا أعرف أيَّ شيءٍ، لا أعرف حتى مَن أنا! ولا إلى أين حياتي بعدما باعَ الوطن وباعَني معه بلا ثمنٍ.

 

أنا إنسان، ولكنِّي مَوْقوف عن معنى الإنسانيَّة، بشَرٌ مسلوبُ الحرية، شاب ولكن عُمري ألف عام من الظلم والطغيان، تظهر عليَّ ملامح الشيب بلا وقار، وتجاعيد وجْهي أصبحَتْ كالأنهار، ودموعي كالأمطار، أعرف كلَّ دمعة منها؛ لماذا سالتْ، فلا أبكي عبثًا، ولكن من الْمَرَار.

 

اليوم أعيش وحْدِي، بعدما أصبح الكلُّ عُزَّالاً، حتى تلك النجوم لم تَعُدْ تصاحبني، فانشغلتْ كلُّ واحدة بنفسها؛ حاضرها ومستقبلها، حتى لم يَعُدْ لديَّ أهْلٌ أو خِلاَّن بعدما ماتَ مَن ماتَ، وماتَ مَن عاش، فأنا اليوم أشلاء إنسان، يدي في مكانها عاجزة عن الكَسْب، ورِجْلي أصبحتْ حتى لا تستطيع المشي، ولو إلى الحرام، وهذا ما يريده رُعاة الطُّغْيان، أمَّا رأسي فلم أعدْ أستطيع رَفْعَها وفلَسطين والعراق أصبحا سرابًا.

 

كلُّ هذا وتسألني: لِمَ أنا سهران؟! وكيف لي أنْ أنام؟! كيف لإنسان مُغَيَّب الفِكر والوجْدَان، مُغَيَّب الجوارح والأرْكان، مُهَدَّم كمنازل "غَزَّة" المهَدَّمَة من النيران، محروق كبترول العراق المنهوب، أمشي في شوارع العراق المظْلِمة، لا أرى حتى قلمي، بل لم أعدْ أراني!

 

أنا الآن مُشَرَّد كأطفال فِلَسطين، حتى وإن كان معي الأهل فمن دون الوطن أنا يتيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة