• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

متى يفيق الأفارقة؟

محمد بن علي القعطبي


تاريخ الإضافة: 7/8/2010 ميلادي - 27/8/1431 هجري

الزيارات: 5676

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في صيف عام 1998 كُتِب لي زيارة الكاميرون، تلك الدولة القابعة في وسط إفريقيا الغربي، والمطلة على المحيط الأطلسي، والكاميرون دولة لم تعرف مجاعةً في التاريخ؛ لكنها مع الأسف الشديد لم تحظَ بالإدارة الجيدة لخيراتها؛ ولذلك فبرغم غناها الطبيعي، وما حباها الله به - تعمُّها مظاهرُ الفقر والبؤس.

 

وصلنا إلى مطار دوالا - وهي العاصمة التِّجارية الساحلية - صباحًا، وكان في استقبالنا بعض الإخوة الذين وصلوا إلى قرب الطائرة لاصطحابنا، وتم إنهاء إجراءاتنا بسرعة، وتجاوزْنا كلَّ إجراءات الدخول بيُسر وسهولة، وهي إحدى مشكلات الفساد الإداري التي تعم المنطقة كلها.

 

سافرنا بعد ذلك بيومين بالقطار من عاصمة البلاد "ياوندي"؛ لنقطع 700 كم تقريبًا في غابة لا ترى منها الشمس، كان سفرُنا في وقت الأصيل، وبرغم حجزنا في الدرجة الأولى أماكنَ للنوم، فإن الدرجة الأولى في تلك البلدان لا تكاد تساوي درجة ثانية في أي بلد آخر، ودخل الناس إلى القطار يحملون كلَّ أنواع الأطعمة الإفريقيَّة، حتى اللحوم، وطفقتُ أسأل مرافقي عن أنواعٍ من البقول التي لم أَرَها قطُّ في حياتي، وراعني الموز الإفريقي، الذي ذَكَر لي مرافقي أن منه نوعًا لا يمكن تناولُه إلا بعد طبخه، كما شاهدت لأول مرة في حياتي الجوافة الحمراء، وعهدي بها بيضاء، لكنها لا تقل عنها لذة، كما شاهدت المانجو الإفريقي، الذي يكاد يكون في حجم البطيخ، ولم أكن لأصدقَ أنه مانجو حتى تذوقته، ولا تسأل عن طعمه اللذيذ، وكان معنا في تلك الرحلة زميلٌ، بعد ذلك صار يصر على أن يحضر له المانجو في كل وجبة، أما الأناناس فطعمُه أيضًا من أطيب ما ذقتُه في حياتي.

 

وقفت أتأمل من نافذة القطار غابةً، لا تكاد ترى منها إلا الأشجار المتشابكة، وكنت أحاول تنفُّس الهواء النقي، بعيدًا عن رائحة اللحم والبقول التي عمَّت القطار، ثم خلَدْنا إلى النوم بعد أن صلينا المغرب والعشاء، ولم نفق إلا في صباح اليوم التالي لصلاة الفجر، ثم عاد بعضنا إلى النوم، وآخرون إلى الحديث، حتى وصلنا إلى مدينة نغاوندري، وهي مدينة إسلامية تقع في شمال الكاميرون.

 

استقبلَنا في تلك المدينة عددٌ من وجوهها، وذهبنا إلى الفندق، ثم حضر إلينا قاضي البلدة، وقدَّم لنا عصيرًا محليًّا مكونًا من الفول السوداني المطحون، مضافًا إليه الحليب، وهو أطيب ما يقدم للضيوف، ولم نستطع شُربَه ولا ردَّه، فتصرفنا فيه تصرُّفًا آخر، وكان قد قُدِّم إلينا في إناء كبير جدًّا.

 

لا يتصور المرء مع كل تلك النعم: أن وقود السيارات - أعني البنزين - يباع في قِنَان شرب الماء في الشارع، ولا يتصور المرء مع تلك الخيرات التي تعج بها البلاد أن مجاري المياه القذرة تسيل مكشوفة في الشوارع وأمام المنازل، ولا يتخيل المرء مع ذلك أن اللحوم تباع بين القاذورات، وأن الإنسان - من شدة كراهيته لمنظر بيعها - لا يكاد يأكل اللحم في حياته، ولا يخطر ببالك الأمراض الكثيرة التي يعانيها الناس هناك؛ بسبب البكتيريا المنتشرة في كلِّ مكان، فالملاريا حدِّث عنها ولا حرج، والحمَّى بجميع أنواعها ترتع وتمرح، وأمراض العيون تصيب معظمَ الأطفال.

 

وسبب ذلك كله سوء الإدارة والفساد، والعلاج سهل وبسيط، لكن متى يفيق الأفارقة؟

التفتَ إليَّ محدِّثي الإفريقي وقال: لا أظن أن ما بقي من الحياة الدنيا يكفي لتقدُّم إفريقيا، وضحك فانكشفت أسنانه الناصعة البياض، وضحكت معه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- متى يفيق الاخرون أيضا
ع العسكري - الطائف 23/09/2010 11:07 AM

لولا الفساد لعدنا لعهد الفاروق عمر (عدلت فأمنت فنمت ) كيف نتقدم كيف.؟

1- اشكركم
نجاة الورفلى - ليبيا 13/08/2010 07:58 AM

أشكرك للموضوع القوي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة