• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

{ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا}

مصعب الخالد البوعليان


تاريخ الإضافة: 12/7/2010 ميلادي - 1/8/1431 هجري

الزيارات: 24096

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله ذي المنة، والصَّلاة والسلام على رسول هذه الأمة، ومن اقتفى أثره وسار على السنة.

 

وبعد:

إنَّ من مُعجزات القرآن الخالدة شبابَه الذي لا يفنى، فالقرآنُ بعد ما يزيد على الأربعةَ عشرَ قرنًا من نزوله، لا زال يتجدَّد في أذن السامع، ولا زال يبدو كأنَّه ينزل في الزمن الحاضر، يحمله رسولٌ كريم إلى رسولٍ كريم، يرشد الناس إلى طريق الحق والصواب.

 

آية من القرآن، استوقفت روحًا حشرت نفسها في واحدة من أضخم وأعتى المعارك الفكرية في عالم اليوم؛ لتبدو كأنَّها جاءت اليوم من السماء حاملة النصح والإرشاد، بحزم وحنان إلَهِيَّين؛ يقول تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92].

 

إنَّها آية تحمل البشارة والنذارة بين دفتي نصح وتثبيت، فهي تُقرِّر للمسلم صحةَ منهجه، وصوابَ مَسلكه أمامَ زَيْفِ المبطلين وخداع المستسلمين، كما تؤكد للجميع حُكامًا ومَحكومين أن الانسلاخ عن منهج الإسلام ليس إلا هدمًا للبناء ﴿ نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92].

 

وصدقَّها الواقع وأحداث التاريخ، ولا غرو، فهي كلماتُ الربِّ الخالق - سبحانه وتعالى - جاءت كأنَّها تَصِفُ حالةَ العالم الإسلامي في أزمنته المتأخرة، حين مثلت دُوَلُه دورَ التي ﴿ نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، مستبدلة بقوة الإسلام وتقدُّمه شرائعَ بشرية هشَّة، فكان هذا الانسلاخ المؤلم ثمنًا للتخلُّف والضعف والذُّل والمهانة في العالم أجمع.

 

واليوم ها هي بلاد التوحيد ومحضن الحرمين ومأرز الإسلام، قد أزعجتها نداءاتُ الجاهلية ودعوات التغريبيِّين، التي تَحولت من وسائل إعلامهم وصحفهم المارقة إلى منهجٍ لمجموعة من المتنفذين جعلوا جُلَّ هَمِّهم السير على تعاليم السخافة (الصحافة)، واتباع (أشياخها)، مقتحمين من دون تفكير سُبُلاً، لم يستشيروا أهلَ الدين والرأي فيها، وما علموا - أو ربَّما تغافلوا - أنَّها انسلاخ عن المنهج الحقِّ، واتباعٌ للباطل في أجلى صور الاتباع، ويا ليت ندري ما المصير؟

 

كأنَّ هؤلاء لم يسألوا عن حال الغرب والشرق، ولم يعلموا ما سلط الله - تعالى - عليهم من الأدواء المعلومة والمجهولة، الظاهرة والباطنة، التي عصفت بمجتمعاتِهم عصفًا، وجعلت منهم عِبْرَة لغيرهم، حتى صار عقلاؤهم ينثنون عَمَّا هُمْ فيه من الشرائع إلى نظم الإسلام العملية على الأقل، فاتبعوا كثيرًا منها، ومن لَم يَحصل ذلك منه - أعني الاتباع - اعترف عيانًا بيانًا بأن شريعة الإسلام هي خير الشرائع، وحُقَّ لبني الإسلام أن يُجادلوا بذلك الاعتراف؛ لأنَّه اعترافُ مُجرِّب منصف، تَجرد من كل مشاعر التعصب؛ ليُقر الحق ولو على نفسه، فما لقومنا ﴿ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78].

 

إنَّ الخضوعَ للهجمة الغربية الثقافية، والقَبول بالانسلاخ عن الهوية الإسلامية - سيُسكت ولا ريبَ أبواقَ الكراهية والبَغضاء الغربية عن ترديد اسم (السعودية) ولو مُؤقتًا، وهذا نصر (تكتيكي)، ولكنه خسارة إستراتيجية، والعاقل يعلم أن نصرًا (تكتيكيًّا) يُولِّد هزيمة إستراتيجية يُحسب مباشرة في خانة الهزائم لا الانتصارات، فالتكتيك مَجال واسع للفوز والخسارة، إذا ما قُورن الأمر بالإستراتيجية، ومن ثَمَّ فإنَّ مِن غَيْرِ المقبول أبدًا - بل من الخطير جدًّا - أنْ نقبلَ بانسلاخٍ انهزاميٍّ كهذا؛ رضوخًا للتغريب، وتياره المتنفذ في البلاد؛ لأنَّ هذا ليس إلا مقدمة لما بعده، وقد أثبت التاريخُ أنَّ الهزيمةَ الثقافية هي البوابة للهزائم المتتالية التي لن تتوقفَ إلاَّ بالسقوط الكامل للكِيان، نسأل الله - تعالى - السلامة والعافية، ولتكن الدَّولة العثمانية خير مثال.

 

على أمل اللقاء، أترككم في رعاية الله تعالى.

والسلام





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة