• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الاجتهاد الممسوخ

أبو مالك العوضي


تاريخ الإضافة: 11/7/2010 ميلادي - 30/7/1431 هجري

الزيارات: 8974

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان يا ما كان، في هذا العصر والأوان، رجل يقال له: أبو الولهان، وإن شئت فقل: (حيران نومان).

 

أراد أبو الولهان أن يَدخل إلى مجلس كبار القوم، فوجد على بابه لافتةً تقول: (لا يَدخل هنا إلا المجتهدون)، فالتفت أبو الولهان ليرجع، فوجد لافتةً تقول: (ولا يرجع مِن هنا إلا المقلِّدون)!

 

تحيَّر أبو الولهان، ولم يَدْرِ كيف يصنع؟ فهو يعرف مِن نفسه أنه ليس مجتهدًا، وكذلك فهو يَأْنَف أن يُوصف بكونه مقلِّدًا!

 

وكان قد هَمس بعضُ الناس في أذنه أنْ ليسَ ثَمَّ قِسْمٌ ثالث، فما الأمر إذًا، إلا أن يكون مجتهدًا أو مقلِّدًا؟!


وبَيْنَا أبو الولهان تدور رأسُه مِن الحيرة، ولا يَدري حلاًّ لهذه المعضلة، إذ خفَض رأسه إلى أسفل فوجد كتابًا على الأرض عنوانه: "كيف تكون مجتهدًا؟".

 

أخذ أبو الولهان الكتابَ، وكُلُّه شوقٌ لهذا الأمر الذي يبدو وكأنه نزل عليه من السماء، فالْتقطه وأخذ يقلِّب صفحاتِه سريعًا، فقرأ فِهْرِسَ عنوانات الكِتَاب:

• كيف تكون محدِّثًا في سِتِّ دقائق؟

• كيف تكون فقيهًا في عشْر دقائق؟

• كيف تكون مفسِّرًا في ثلث الساعة؟

• كيف تكون لُغويًّا في نصف الساعة (لأن اللغة أصعب!)

..... إلخ إلخ.

 

ولأنَّ أبا الولهان رجلٌ عبقري لم يَجُد الزمان بمثله، لا قبله ولا بعده، فقد انتقى هذه الأبوابَ فقط مِن الكتاب، وقَرأها على وجه السرعة، وبعد أن أنهاها، تنهَّدَ تنهيدةً طويلةً، تَنمُّ عن راحة نفسيَّة عميقة، وثلَجِ قلبٍ، وبردِ يقين، ثم قال في نفسه: الآن آن لي أن أدخل مِن هذا الباب الذي ما كان يمنعني منه إلا الاجتهاد! وأنا الذي كنت أظن هذا الاجتهاد صعبًا؛ ولكن ما أيسرَه! وما أسهلَه! وما أجهلَ هؤلاء الذين كانوا يهمسون في أذني بأنِّي (عبيط)، ولا أصلح لهذا الأمر من أساسه!

 

دخل أبو الولهان من الباب بكبرياء، ولم يلتفت إلى اللافتة التي تمنع دخول غير المجتهدين، وهو يقول في نفسه: انتهت هذه الأيام!

 

وجد أبو الولهان - في داخل المكان - طُرقًا وممرَّاتٍ، وحوائطَ عليها رفوف ممتلئة بالكتب، ومقسَّمة إلى أقسام؛ فقِسْم لأبي اليقظان، وقِسْم لأبي الجود، وقِسْم لأبي الفهم، وقِسْم لأبي العقول، وهكذا، وأصابه الغيظ أنْ لم يجد قسمًا لأبي الولهان!

 

مدَّ أبو الولهان يده ليأخذ شيئًا من هذه الكتب، ولكن كان كتابُ "الاجتهاد" ما زال في يده، فطوَّح به بعيدًا ليأخذ ما أراد.

 

وقع الكتابُ على الأرض، فانفتحت صفحاتُه على الباب الأخير مِن الكتاب، وإذا فيه ما يلي:

"... إلى هنا أيها القراء الكرام انتهى ذكرُ الفصول الساخرة التي أتينا بها؛ لبيان ما آلت إليه أمتُنا من حال بعض الناس، الذين وَصْفُ الرُّوَيْبِضَة بِهم ألْيق، وإيقاع نَعْتِ الجهل والحمق عليهم أقرب..." إلخ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- اقتراح
أبو تميم - GDFDH 23/07/2010 08:41 PM

بارك الله فيك شيخنا الفاضل أبا مالك العوضي
أسلوب جميل لتوصيل الفكرة ولكن لي ملاحظات عما قد يفهم خطأً من بعضهم .
أولها : أنك وصفت الداء وتوقفت عن وصف العلاج الذي حاجتنا إليه لا تقل عن حاجتنا إلى معرفة الداء.
وثانيها : هل تناول الكتب من أدراجها يحتاج إلى درجة من الاجتهاد؟ كما صورت يا مولانا في قصتك؟
أقترح إذا لم يكن من مانع أن يكون قبل باب الاجتهاد تذكرة دخول مكتوب عليها كيت وكيت
وأثناء الدخول في الباب يكون حال الداخل كيت وكيت
وبعد الدخول من الباب يفضي الداخل إلى سلم ودرجات ترتقي به من مركب إلى بسيط ومن صعب إلى سهل ومن ضيق إلى سعة ومن شدة إلى مرونة ترفع الحرج ومن فقه المذهب إلى مقاصد الشريعة أو مقاصد اللغة ..
وأظن أن المتبع للدليل الشرعي أو اللغوي أنى سمعه وفهم المراد منه سيكون حائزاً على درجة من درجات الاجتهاد، على ما أذكر من كلام شيخ الإسلام.
لماذا جعلت الأقسام قسمين: مجتهد ومقلد .. دون تفصيل . والمقام يحتاج إلى ذلك التفصيل.
وفقكم الله أيها الأخ الحبيب

2- رواية من الحكم
عادل بن عبده بن محمد خميس - المملكة العربية السعودية 19/07/2010 02:12 AM

لو فتح له قسم ثالث إبن نومان جمع فيه بين المجتهدين والمقلدين لكان أفضل من أن يترك القسمان، ولكن !! دخوله من باب أعرض عنه من هو أعلم منه ماكان ينبغي له أن يلجه ، لابأس إن كان عالما وأستأذن أهل الباب في الدخول فإن أذنوا وإلا رجع ، المهم لأهل العلم إجتهاداتهم والعالم لايرى نفسه عالم بل هو طالبا للعلم لايشبع منه وعليه إن اجتهد أن يقول هذا ماأدين لله به والله أعلم وأن يتقي ربه من فوقه
ويفعل مايؤمر به ويدين لله به ولاينبغي له الخروج عن المسلمين بتعصب لمذهب أو تكفير وخلط في فهم الواقع وخوض في فتنة وسفك دماء وفساد وبغي في الأرض بغير الحق وعلى المسلمين جميعا أن يرجعوا لربهم وكتابه وسنة نبيه صلوات الأعلى وسلامه عليه بتعلمه وتعليمه وإخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد والاجتهاد في هذا فبالعلم يعرف العبد ربه ونحن مازلنا طلاب نسأل ربنا أن يزيدنا علما ومعرفة به .

1- جميل
تهاني - السعودية 17/07/2010 11:50 AM

أسلوب ساخر جميل
وعرض طيب مميز.. شكر الله لك وشكر للألوكة هذا الانتقاء الفريد.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة