• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

أوسعتهم ذمًّا وراحوا بالإبل

محمد بن علي القعطبي


تاريخ الإضافة: 22/6/2010 ميلادي - 11/7/1431 هجري

الزيارات: 6231

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يُعدُّ العصر الحالي عصر ثورة المعلومات، أصبح فيه مصطلح "العالَم القرية" واقعًا معيشًا، وتنامى التَّواصلُ المعلوماتي بين النَّاس مهما تباعدت المسافات، وأصبح العالم يتناقل الأخبار نفسها في وقت واحد.

 

وقد ذكر لي رئيسُ المركز الإسلامي في قرطبة بالأرجنتين - وهو يُناهز اليوم الثانية والسبعين من عُمره -: أنَّ جدته عندما تُوفِّيت وصلهم خبرُ وفاتِها بعد سنتين، على الرَّغم من أنَّها تعيش في لبنان، وليس في (الواق واق).

 

وقد بدأت ملامحُ ثورة الاتصال الإعلامي مع اختراع جوتنبرج الطباعة، في نحو منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، واستحقَّ القرن العشرون بحق أنْ يُسمَّى: "قرن الثورة المعلوماتية"؛ إذ تطورت صناعة الطباعة تطورًا مذهلاً، ومَثَّل ظهور الإذاعة نقلةً حضارية مهمة، ثم تنامت التطورات الاتصاليَّة بظهور التلفاز، ثم انتشار الفضائيَّات، وجاءت الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) لِتُجَسد قمة هذا التطور.

 

وعلى الرَّغم مما حققته هذه الثورة من منافع جمَّة للناس، إلا أنَّه ترافق مع ظهورها كثير من الغثاء؛ بدعوى الفن والحضارة والتقدُّم، واستغلها كثيرون؛ لتكون وسائل للترفيه المباح وغير المباح، التي تتناقض مع تراث الأمم الأخرى ومُعتقداتها وتوابعها، ومن بينها أمتنا الإسلامية.

 

وتباينت مواقف النَّاس عندنا من هذه الثورة؛ فمنهم من فرح بها، ولهث خلفها، وهم أهل الشهوات، أولئك السذج الذين لا يعرفون أبعاد ما يراد بهم، ومنهم من وقف موقف عدم المبالاة وردَّد: ماذا عسى أن نعمل؟ وهم العامة، ومنهم من أنْكر هذه الوسائل وحاربها، وحارب استعمالها جملة وتفصيلاً، بل فسَّق من يستفيد منها ومن يدخلها بيته، ومنهم من حاول الاستفادة منها، ومعالجة السلبيات مع الإنكار على استعمالها في غير المباحات.

 

وعلى الرَّغم من أن هذه المسألة من المسائل الشائكة تربويًّا وثقافيًّا؛ إلا أن الواجب علينا إعادة النظر في مواقفنا، فالإنكار وحده لا يجدي؛ لأنَّنا لا يُمكن أن نتجاهل فوائدها ونفعها، ثم إنَّ الناس سرعان ما يألفونها، ويصبح الإنكار ضربًا من المُستحيل، بل ربَّما وصف صاحبه بالجنون، فمن الذي ينكر استعمال المذياع اليوم.

 

ومنع الأبناء والبنات أيضًا قليل جدواه، فسرعان ما يحتكون بالأقارب والجيران، ويتسللون إليهم لواذًا، ويصبح الأمر من جديد خارجًا عن نطاق السيطرة.

 

لقد ظهر كثير من المعالجات وإيجاد البدائل، لكنها لم ترتقِ أبدًا إلى مستوى المواجهة؛ ظهرت إذاعات القرآن الكريم، ثم ظهرت القنوات الفضائيَّة الموجهة البعيدة عن الإسفاف، لكن لا يزال الإنتاج فيها دون مستوى المواجهة بكثير، من حيثُ اختيار المادة ومُستوى تقديمها للمُتلقِّي، فضلاً عن أن تنافس أو تقاوم المدَّ الآخر.

 

وفي (الإنترنت) يتجلَّى ذلك بوضوح أكبر، وهو قد قضى على كثير من الخصوصيَّات، وأصبح العالم جهازًا صغيرًا ينقل لك كلَّ ما يجري في الكون دون مواربة.

 

والمطلوب جهد أكبر لإيجاد حصانة داخليَّة للأبناء والبنات، تحقق لهم القُدرة الذاتيَّة على التمييز بين الغثِّ والسَّمين، وهذا ما لا يتأتى بالتوجيه المباشر والجاف أو التوبيخ، وإنَّما بالقدوة الماثلة، والتربية المؤسسة على نهج رشيد، يستصحب الموروث القيمي للأمة، وإلا سيصدق فينا المثل القائل: "أوسعتهم ذمًّا وراحوا بالإبل".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة