• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

نهاية حصان

فوزية حجبي


تاريخ الإضافة: 22/6/2010 ميلادي - 11/7/1431 هجري

الزيارات: 5188

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السادسة والنصف صباحا..

الخيوط الأولى للشروق تخترق ببطئ شقوق النافذة...

 

مرة أخرى تقطع فرحة نوح الصغير إذ ينهي صلاته ويتوق إلى رؤية الصباح العائد، تلك الخطوات البطيئة لذلك الحصان العجوز وهو يحمل  صندوقا خشبيا ضخما شبيها بغرفة خربة متنقلة وبداخله حزمات الخشب والنخالة.

 

كل فجر يقف نوح أمام النافذة دامع العينين مخنوق الأنفاس وهو يرى صاحب العربة يهب واقفا بمقعده الأمامي، ويطلق العنان لسوطه القاسي، ليجلد الحصان العجوز إذ يبطئ  لتعبه، صارخا به (إي إي)... فيستجمع هذا المسكين كل ما تبقى من فتات قوته ويواصل المسير المتقطع والحنحنة الحزينة المفجوعة حتى ينحرف إلى الزقاق الآخر عن اليمين ويختفي.. حينها يعود نوح ليطلب نعاسا متقطعا مشوشا لا يأتي...

 

آه لو كان يملك بعضا من القوة، لأمسك السوط من هذا الرجل، وأشبعه ضربا؛ ليجرب طعم الألم قليلا كهذا الحصان.

 

قال له أبوه في درس البارحة الصباحي: إن عليه ألا يركن للظلم كيفما كان مصدره، ولا يخاف إلا من الله...

 

غدا يقف إذن بالنافذة، فإذا ما أبصر ذلك الرجل الضخم الفظ، فلن يخاف منه...

 

إن كان ظالما جبارا فالحق لا يخاف أحدا، وإن كان فقيرا مغلوبا لا حيلة له، ولقمة العيش صعبة فسيصرخ به ألا عذر له، وأن عليه أن يرحم من في الأرض ليرحمه من في السماء.

 

واطمأن نوح للفكرة التي أشعلت حماسه، واستسلم حينها لنوم لذيذ هادئ.

 

فجر جديد آخر يطل...

وخيوط صباح غائم تسرع إلى جدران الغرفة...

 

يركض نوح على صوت خطوات جد بطيئة لا تكاد تسمع إلى النافذة... يكاد يغمى عليه من بشاعة ما يرى، فعلى ظهر الزقاق البارد كانت أرجل الحصان العجوز تنتني إلى الأرض، مستسلم، يتبعها إلى السقوط جسده الهزيل، وانقلبت العربة إثر ذلك بصخب على الإسفلت..

 

آنئذ ركض صاحبها صوب الحصان، ووقف جامدا أمام الرغوة البيضاء تخرج من فمه، في حين كانت عيناه المتعبتان تنغلقان إلى الأبد...

 

مات الحصان.. غمغم نوح... وإذ استرجع أنفاسه بدأ يصرخ...

 

وتعالى صراخه بوثوق، وهو يرى أناسا آخرين يصرخون بالرجل القاسي، وهذا الأخير يرفع يديه متمتما باعتذاره وتبريراته، ويسقط فجأة منهارا على أقرب حزمة من النخالة باكيا...

 

وفي حين كان احتجاج المارة يعلو حوله: ألا تخجل يا رجل، ألا تخاف الله، كانت بسمة انتصار ترفرف في عيني نوح الصغير، وهو يرى تلك الجموع الساخطة تتحلق حول الرجل... بسمة انتصار مغلف بالحزن؛ لأنه لن يسمع بعد اليوم، وقع تلك الحوافر المتعبة، وتلك الحنحنة  الحزينة المفجوعة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة