• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

ظاهرة الدول الحربائية.. ما هو العلاج؟

مصعب الخالد البوعليان


تاريخ الإضافة: 17/5/2010 ميلادي - 4/6/1431 هجري

الزيارات: 5443

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمدُ لله ذي المِنَّة، والصَّلاة والسلام على رسول هذه الأمَّة، ومَن اقتفَى أثرَه، وسار على السُّنة.

 

وبعد:

ففي زمن الفِتن تتعدَّد علامات التعجُّبِ ومصادرها، وتُضحِي الحقيقة عُملةً يصعب إيجادُها بيْن ألف ألف كذَّاب وماكر، يُناقضون أنفسهم علنًا، ويجاهرون بهذا التناقض دونما استحياء، ولا يتوانَوْن عن الكَذِب والنِّفاق، حتى وهُم يتبوَّؤون المناصبَ العُليا، فالتناقضُ تحوَّل عندهم من وضْع طارئ إلى عادة، أو صِفة بالأحْرى.

 

والمؤسِف أنَّ هذا الداءَ بات يستشري بيْن الدول، حتى تكوَّنت لدينا ظاهرةٌ سياسية جديدة يُمكن تسميتُها بـ(الدول الحربائية)، التي تتلوَّن كلَّ يوم بلون معيَّن، فتارةً (المدافِعة)، وتارة (المعتدِلة)، وتارةً (المنهزِمة)، وهكذا دواليك، كل يوم هي في شأنٍ مغاير.

 

وإذا سلَّمْنا بأنه يُمكن تحويل (الحربائية) إلى مفهومٍ جديد، فبإمكاننا القولُ حينها بأنَّ تطبيقاتِه تُولِّد مشاكلَ لا حصرَ لها، وربما كانتْ مشاكلَ تمسُّ - وبصفة مباشرة - وجودَ الدولة واستمرار كيانها.

 

انظر - مثلاً - إلى بعض الدول الإسلاميَّة الحربائية، كيف تستشري فيها المشاكلُ كالنار في الهشيم، حيث تتنوَّع مشارِبُ شعوبها، وتتعدَّد ولاءاتُهم؛ نتيجةً لما يرون دولتهم عليه من التناقض المستمر، فالحربائية لا تتوقَّفُ عند الأطروحات السياسية، بقدر ما تجد طريقَها إلى تأثيرٍ قويٍّ جدًّا على المجتمع، لا سيَّما في العالَم الإسلامي الملتهب بفعْل الصِّراعات المتتالية، والمؤامرات الضَّخْمة، ويُمكن تصنيفُ ظاهرة (الإرهاب) ضمنَ الجيل الثالث لتأثيرات الحربائية على المجتمع؛ إذ تأتي نتيجة فوران وغضب شبابيين متولِّدين عن حالة من التناقض المستمرِّ على صعيدِ الأداء الرسمي، ولا تَجد تلك الصدورُ الموغرة بالنيران المتؤججة إلا السيرَ في طريق المدَّعين من خوارج الزَّمان، الذين يستغلُّون الحماسَ والغضب بصورة خاطئة، ويستثمِرون الأخطاءَ الرسمية المتكرِّرة في تحقيق مآربهم.

 

وليس (الإرهاب) وحدَه ما يُمكن أن يُصيبَنا جرَّاء تناقضنا، بل اليأس والقنوط، واندثار القدرات تحتَ ما تُلقيه الدول من فضلاتِ عمليات التغيير المستمرَّة للمواقف، وهو ما يُفسِّر بشكل واضح عدمَ جديَّة شعوبنا الإسلامية، وعدم إحساسها بالمسؤولية تُجاهَ بعضها، بل وتُجاهَ أوطانها، وبالتالي بقاؤنا في ذَيْل الرَّكْب العالمي.

 

وإذا نظرْنا إلى دولة متطوِّرة كاليابان، وجدْنا أنها سلِمتْ من داء الحربائية في بداية انتفاضتها الجديدة بعدَ الحرْب العالمية الثانية، لتصلَ إلى ما وصلَتْ إليه في غضون بِضعة عقود، لم تبرحْ فيها الدولُ الإسلامية مكانَها إلا شيئًا يسيرًا.

 

إنَّ الشعوب لا يُمكن أن تعطيَ من نفسها إذا كانتِ الأنظمة الحاكمة تُعاني من (الحربائية)؛ ولذلك فإنَّ على دول العالَم الإسلامي أن تحذر أشدَّ الحذر مِن هذا الداء، وأن تهبَّ لمعالجة نفسها قبلَ أن تتسارع وتيرة التحوُّلات، فتطير في مهبِّ الرِّيح كيانات جديدة، والحلُّ - ولله تعالى الحمد والمنة - موجودٌ ومتيسِّر، فدِيننا شاملٌ كامل، ضامن النصر لمَن أخذ به، وسار عليه، فمتَى ما أخذنا به، وتركْنا غيره من الشِّعارات والقوميات الفارِغة، ارْتقينا عمَّا نحن فيه مِن التخلُّف والضَّعْف، وإلا بقيتْ أمتنا في قُمْقُمها عملاقًا مقيَّدًا.

 

والسلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة