• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

محور الحضارات

محور الحضارات
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 23/11/2025 ميلادي - 3/6/1447 هجري

الزيارات: 310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محور الحضارات

 

ليست أوروبا شرقيُّها وغربيُّها هي محور الحضارة البشرية، وليست الثقافة اليونانية أصلًا من أصول الثقافة العربية الإسلامية، كما يزعم بعض مؤرخي العلوم والحضارات؛ فالثقافة العربية الإسلامية قرأت الثقافات الأخرى الغربية والشرقية "في ضوء قناعتها وتصوراتها المستمدة من النصين المؤسسيين لهويتها: القرآن، والسنة، قراءة نابعة من مقومات الذات من مركز قوة، دون عجز أو انبهار أو استلاب"[1].

 

في هذا دحض لبعض المسلَّمات المزيفة والمحيرة عند تناول قضية التأثر والتأثير،يقول السيد محمد الشاهد: "إن التاريخ الفكري والعقدي للبشرية خضع، ولا يزال يخضع وسوف يظل خاضعًا، لتأثير التأويلات المتعسفة من بعض مؤرخي الفكر والحضارات الإنسانية، ولا أستثني من ذلك أية دائرة حضارية"[2].

 

وفي الوقت نفسه مارست أوروبا نفسها في شرقها، أو ما يمكن أن يُطلق عليه الغرب الأدنى، دور الصلة أو الجسر بين الشرق والغرب،تمثَّل ذلك من خلال مسلمي البلقان والبوسنة والهرسك وكوسوفا على وجه الخصوص، التي مارست جسرًا مزدوجًا من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق[3].

 

لا عبرة بتجاهل بعض مؤرخي العلوم الغربيين لهذا العامل المهم في التأثر والتأثير الحضاري، ومن ثم تجاهل بعض مناهج التعليم العام في المدارس الأوروبية والغربية وبعض المدارس العربية، وبعض الإسهامات الاستشراقية في تاريخ العلوم والآداب، التي تعمدت تجاوز الحضارة الإسلامية في التأثير، وسعت إلى حصر الحضارة في أوروبا من اليونان إلى أقصى الغرب[4].

 

وتؤكد دراسة تراث الإنسانية الباقي أن التفاعل بين الشعوب والثقافات والحضارات لم تخفِتْ أنوارُه، وأن الإسلام وثقافته العربية أثَّرَا أيما تأثير في العمران البشري، فتبنى مفكرون ومبدعون منصِفون إسهام العرب والإسلام الحي في حضارة الإنسان من ول ديورانت في سفره الضخم "قصة الحضارة" إلى زيغريدهونكه في كتابها الشهير "شمس العرب تسطع على الغرب"[5]،دون إغفال ما يتوالى من أعمال علمية تنصف الحضارة الإسلامية، وتضعها في مقامها الذي تبوأته قرونًا، مثل ما صدر عن مايكل هاملتون مورجان بعنوان: تاريخ ضائع: التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه[6].

 

ينقل جون إم.هوبسون عن إريك وولف قوله: "لقد علمونا داخل الفصول الدراسية وخارجها أنه يوجد كيان يسمى الغرب، وأننا يمكن أن نفكر في هذا الغرب بصفته مجتمعًا وحضارة مستقلة عن مجتمعات وحضارات أخرى [مثل الشرق] ومعارضة لها"[7].

 

الحضارة المعاصرة، المتمثلة بالثورة الصناعية، التي انتقلت إلى الغرب، لم تنشأ دون التأثر والاستعانة بالشرق، ولا تعدم هذه الحضارة المعاصرة وجود لمسات إسلامية، ووجود مسلمين وموارد طبيعية خام جاءت من الشرق، وأسهمت في بناء هذه الحضارة الصناعية، من الخبرات إلى الحرفيين والمواد الخام، بحيث كوَّن المسلمون من أصول ولغات مختلفة وجودًا ظاهرًا في الحياة الغربية،فلم يمهد الغرب لنهضته بشكل مستقل عن المساهمة الشرقية، حيث لم يكن ممكنًا أن يحقق نهضته دون مشاركة الشرق"[8].

 

يجسد الشاعر الألماني الشهير فلفجانج جوته (1794 - 1832م)،هذا الشعور بقوله: "إن الشرق والغرب لله، وليس لهما أن يفترقا بعد الآن"[9]،وكأنه يردُّ بهذا ضمنًا وسلفًا على الشاعر الإنجليزي روديارد جيبلنج المولود بالهند (1865 - 1936م): الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا، وغيره ممن حمل هذه المقولة ممن جاؤوا قبله أو بعده،بل إن جوته يذهب إلى أكثر من ذلك في موقفه المنصِف من الإسلام وحضارته، حينما يتغنى بالإسلام بقوله:

إن يكُ الإسلام معناه القنوت
فعلى الإسلام نحيا ونموت[10]

مع الأخذ بالحسبان أن جوته قد سبق كيبلنج، فجاء الردُّ ضمنًا لا حقيقة.

 

وإذا كان قد قيل: إن بعض المؤرخين والمستشرقين الغربيين قد تجاهلوا المرحلة الإسلامية في التأثير الحضاري فإن من المستشرقين من أرخ للتراث العربي فتجاوز، تجاهلًا منه كذلك، تأثير صدر الإسلام وعهد بني أمية بما يصل إلى مائتي سنة،فهذا هاملتون ألكسندر جيب (1895 - 1971م) يؤرخ للأدب العربي فيقفز من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي،يقول الصيد أبو ديب: "غير أن هذا التقسيم لم يخلُ في نظري من غمزات استشراقية! إذ غضَّ الطرف عن عصر ابتداء ظهور الإسلام والدولة الأموية، وتجاوَزَه مباشرة إلى عصر الدولة العباسية الذي نظر إليه من خلال فترتين تاريخيتين؛ الأولى عمرها خمسة وثلاثون عامًا، في حين أن الثانية امتدت قرابة مائة سنة"[11].

 

تبع بعض مؤرخي التراث العربي الإسلامي من العرب أنفسهم هذا المنهج الاستشراقي في القفز عن تاريخ تأثير الحضارة الإسلامية على ما لحقها من حضارات، بما في ذلك تغافُل بعض المؤرخين لتأثير القرآن الكريم في الفكر المنفتح والعلم[12].



[1] انظر: عباس أرحيلة،الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين إلى حدود القرن الثامن الهجري - الرباط: جامعة محمد الخامس، 1991م - 700ص - (رسالة علمية عرض لها محمد همَّام).

[2] انظر: السيد محمد الشاهد،صلة التأثير والتأثر بين الحضارة الإسلامية وغيرها - في: المؤتمر الرابع عشر: حقيقة الإسلام في عالم متغير،في الفترة من 8 - 11 ربيع الأول 1423هـ الموافق 20 - 23 مايو 2002م - مرجع سابق.

[3] انظر: محمد الأرناؤوط،إسلام البوسنة: جسر أوروبا إلى العالم الإسلامي - التسامح - ع 12 (خريف 1426هـ/ 2005م) - ص 273 - 382.

[4] انظر: محمد السمَّاك،عندما احتل المسلمون جبال الألب - التسامح - ع 13 (شتاء 1426هـ/ 2006م) - ص 254 - 280،ففي هذا العرض ما يثبت تأثير المسلمين في وسط أوروبا،واتكأت الدراسة هذه على كتاب مانفرد وينر: الوجود العربي - الإسلامي في وسط أوروبَّة في العصر الوسيط.

[5] انظر: عبدالله أبو هيف،المثاقفة والمثاقفة المعكوسة في الاستشراق: تأثير الثقافة العربية الإسلامية أنموذجًا - الكلمة - مرجع سابق - ص،وانظر أيضًا: زيجريدهونكه،شمس الله تشرق على الغرب: فضل العرب على أوربا/ ترجمه وحققه وعلق عليه فؤاد حسنين علي - القاهرة: دار العالم العربي 1429هـ/ 2008م - 487ص.

[6] انظر: مايكل هاملتون مورجان،تاريخ ضائع: التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه/ مرجع سابق.

[7] انظر: جونإمهوبسون،الجذور الشرقية للحضارة الغربية/ ترجمة منال قابيل - القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، 1427هـ/ 2006م - ص 12.

[8] انظر: جونإمهوبسون،الجذور الشرقية للحضارة الغربية - المرجع السابق - ص 113.

[9] انظر: حسن الأمراني،أيها الغرب أين مشرقك؟ - ص 116 - في: مصطفى سلوي،الخطاب الاستشراقي في أفق العولمة: يوم دراسي - وجدة: جامعة محمد الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2003م - 166ص.

[10] صاغت آناماريشمل (1922 - 2003م) قول جوته شعرًا في مقدمته الكتاب: مراد هوفمان،الإسلام كبديل - الكويت: مجلة النور، 1413هـ/ 1993م - ص 18،وانظر العبارة بصيغة أخرى: "إننا أجمعين نحيا ونموت مسلمين"،في الفصل الثاني: جوته والإسلام: العلاقة بالإسلام الأسس العقلية والتاريخية - ص 177 - 323 - في: كاتارينا مومزن،جوته والعالم العربي/ ترجمة عدنان عباس علي،مراجعة عبدالغفار مكاري - الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،1415هـ/ 1995م - 386ص - (سلسلة عالم المعرفة؛ 194).

[11] انظر: الصيد أبو ديب،من مظاهر التأثُّر والتأثير في الفكر العربي المعاصر: نظرات في تقسيمات المستشرقين ومؤرخي العرب لتاريخ الأدب العربي - مجلة كلية الدعوة الإسلامية (ليبيا) - ع 18 (2001م) - ص 306 - 345.

[12] انظر: مايكل هاملتون مورجان،تاريخ ضائع: التراث الخالد لعلماء الإسلام ومفكريه وفنانيه - مرجع سابق - 302ص.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة