• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

فخ تنميط الإنجاز

فخ تنميط الإنجاز
سمر سمير


تاريخ الإضافة: 19/11/2025 ميلادي - 29/5/1447 هجري

الزيارات: 468

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فخ تنميط الإنجاز


يصف الكثير من الناس أنفسهم بأنهم فاشلون؛ لأنهم لا يحققون إنجازات حقيقية ملموسة وكبيرة كما يحقق غيرهم، ولكن لو سألناهم سنجد لديهم الكثير من الإنجازات، ولكن الذي جعلهم يشعرون بالفشل أن الإنجاز عندهم له مفهوم مادي ملموس وكبير حتى يسمى إنجازًا، فيحصرون الإنجاز في أنماط معينة؛ مثلًا أن يكون عالمًا كبيرًا له كتب ومؤلفات مشهورة، أو أن يكون صاحب مشروع وشركات عالمية، أو أن يحصل على درجة دكتوراه، أو أن يكون مؤثرًا وله متابعون بالملايين مثل اليوتيوبر المشهورين.

 

والحقيقة أن هذا فخ كبير جدًّا يمنع من الإنجاز بالفعل، ويشعر الشخص بالإحباط والدونية.

 

والصحيح أن أي إنجاز ولو صغر حجمه أو حتى كان إنجازًا معنويًّا وليس ملموسًا فإنه يعتبر إنجازًا.

 

والصحيح أن ترك الأثر لا يشترط أن يكون علمًا ينتفع به فقط، فقد تكون ممن لا يحسن هذا المجال؛ ولكن أثرك قد يكون فقط تربية ولدك تربية صالحة؛ فيبارك الله فيه وفي ذريته، ويكون ذلك في موازين حسناتك.

 

ألم ترَ أن الله امتدح امرأة عمران وخلَّدها في كتابه فقط؛ لأنها نوت ونذرت ما في بطنها لله، فتقبل الله منها هذه النية، وأنبت لها مريم نباتًا حسنًا، وجعل منها سيدنا عيسى، وهو من أولي العزم من الرسل؛ أيكون من الخمسة الأوائل على البشرية، ولم يذكر الله لنا عنها شيئًا آخر تُخلَّد به غير هذا الإنجاز الذي قد لا ينتبه إليه الكثيرون.

 

ألم يقل سيدنا محمد: إنه دعوة أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟

 

مجرد دعاء لسيدنا إبراهيم تقبله الله، وجعل من ذريته جميع الأنبياء من بعده؛ بل حتى أفضل الأنبياء وأحبهم إلى الله كان من ذريته.

 

أليس إماطة الأذى عن الطريق صدقة؟

 

ألم يدخل رجل الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس؟

 

ألم يمدح الله سيدنا يحيى أنه كان بارًّا بوالديه، قال تعالى: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14].

 

أليس تبسُّمك في وجه أخيك صدقة؟

 

أليس جبر الخواطر المنكسرة أثرًا يسعدهم ويساعدهم على استكمال الحياة بنفس سعيدة؟

 

ألم تسمع أن الدرهم قد يسبق مائة ألف درهم؟

 

ألم يأمرنا نبيُّنا أن نتقي النار ولو بشقِّ تمرة؟

 

ألم يأمرنا الرسول أن نبلغ عنه ولو آية؟

 

ألم يقل: نضر الله أمرأ سمع حديثًا فبلغه؟

 

ألم يقل: إن هداية رجل واحد خير من حمر النعم؟

 

ألا تذكر قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 121].

 

حتى النفقة الصغيرة تُكتب عند الله، وقد يتقبَّلها الله منك ويربيها لك؛ لتكون كالجبل كما في حديث: «إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فَلُوَّه، حتى تكون مثل الجبل»؛ رواه البخاري ومسلم.

 

أليست الكلمة الطيبة في رضوان الله قد ترفع صاحبها في الجنة درجات ودرجات دون أن يشعر؟

 

أليست الكلمة المشجعة المحفزة التي قد تقولها لأحد الناس- فيتغير بها للأفضل- أليست مؤثرة في حياته وباقية في موازين حسناتك إذا أصلحت نيتك؟

 

ألم تدخل امرأة الجنة في كلب سقَتْه؟ أليس أحب الأعمال إلى الله سرور تُدخِله على مسلم كما في حديث: «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ- يعني: مسجدَ المدينةِ- شهرًا، ومن كظم غيظَه ولو شاء أن يُمضِيَه أمضاه؛ ملأ اللهُ قلبَه يومَ القيامةِ رِضًا، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يَقضِيَها له؛ ثبَّتَ اللهُ قدمَيه يومَ تزولُ الأقدامُ».

 

جميع هذه الأعمال وغيرها ولو قَلَّتْ فهي إنجازات باقية في موازين حسناتك لو أخلصت وتقبلها الله منك، رغم أنها قد لا تُرى للناس، وحتى لو رأوها فقد يحتقرونها لقِلَّتها وصغرها كما سخِر المنافقون من الصدقة القليلة التي جاء بها بعض المسلمين فسخر الله منهم.

 

قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79].

 

ولكن الموازين عند الله ليست بالكَمِّ والحجم؛ ولكنها بما في القلب، فهو سبحانه لا ينظر إلى أجسادنا؛ وإنما ينظر إلى قلوبنا وما فيها من إخلاص وصدق فيجازينا عليه.

 

فكل صغير وكبير مكتوب عند الله، قال تعالى: ﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾ [القمر: 53].

 

ولا يشترط أن ترى الناس عملك، ويمدحوك عليه، وتصوِّرك الكاميرات والقنوات ليكون إنجازًا؛ بل يكفي أن الله يراك ويباهي بك ملائكته، فهناك رسلٌ وأنبياء وصالحون لم يقصص الله لنا قصصهم في كتابه، ولا ينقص ذلك من أعمالهم شيئًا، قال تعالى: ﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ﴾ [النساء: 164].

 

لذلك لا تحتقر أي عمل ولو صغيرًا ولو مثقال ذرة، فإن ربك لا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].

 

أفيغيب عنه عملك وتعبك، ونصبك وعرقك وجهدك في سبيل مرضاته؟! كلا والله؛ بل سيجازيك به، فهو سبحانه يجازي بمثقال الذرة؛ كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7]، فقد يكون هذا العمل الذي تحقره سبب نجاتك من النار، ورفعك في الجنة، وأنت لا تدري.

 

فربُّنا عدل لا يظلم أحدًا مثقال ذرة ولا فتيلًا ولا نقيرًا، فلا شيء يضيع عنده سبحانه، قال تعالى: ﴿ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124]؛ والنقير: هي نقطة صغيرة موجودة في ظهر نواة التمر.

 

وقال سبحانه: ﴿ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [الإسراء: 71]؛ والفتيل: هو خيط رفيع موجود بين شقي نواة التمر.

 

فلا تحتقر صغيرًا، فرُبَّ عملٍ صغيرٍ تعظمه نيتك وإخلاصك لله، ورب عمل كبير تفعله دون نية أو إخلاص فيكون صغيرًا.

 

افرح بالإنجازات الصغيرة في طريق هدفك واكتبها، واحتفِ واحتفل بها، ثم اجعلها زادًا لإنجاز أكبر.

 

هناك فكرة ربما تساعدك على ذلك؛ وهي أنك في نهاية كل يوم تكتب إنجازًا واحدًا أو أكثر فعلته في هذا اليوم.

 

(قراءة جزء من كتاب، مساعدة شخص، تعليم جاهل، سماع درس، تعلم آية أو غيره)، وخصص دفترًا صغيرًا لذلك، وسمِّه (دفتر الإنجازات)، وبعد فترة إن شاء الله ستدهش من كمية الإنجاز الذي حققته دون أن تشعر حتى لو نسيتها، فإن ربنا ما كان نسيًّا ولا غافلًا عنها، قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ﴾ [المؤمنون: 17]، وقال سبحانه: ﴿ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴾ [الأعراف: 7].

 

بل سبحانه سميعٌ بصيرٌ عالمٌ بها، ولن يضيعها لك، فإن الله لا يضيع أجْرَ مَنْ أحسَنَ عملًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة