• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الحضارات والمناهج التنويرية

الحضارات والمناهج التنويرية
د. عبدالله بن يوسف الأحمد


تاريخ الإضافة: 3/11/2025 ميلادي - 13/5/1447 هجري

الزيارات: 167

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحضارات والمناهج التنويرية

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، أما بعد:

فإن التاريخ حافلٌ بالتجارب الحضارية والمدنية، وقد فُتِنَ قومٌ من جيل آبائنا بالحضارة الاشتراكية، وزبالات الأفكار القومية الناصرية، واليوم تَغلغلت المفاهيم الرأسمالية المادية المنبثقة عن حضاراتها المؤسِّسة لها المنظِّمة لمشاريعها، والشباب المسلم يتساءل: ما الموقف الشرعي من الحضارة المعاصرة من جهة الأصل؟

 

إن الجواب الكافي في كتاب الله تعالى لِمَن تأمل طرائقَ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في التعامل مع المنجزات الحضارية، ومَخزون العلوم والفنون المدنية في عصورهم.

 

وحسبك هدي النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين في التعاطي مع مظاهر الحضارة في الإمبراطورية الفارسية الشرقية، والإمبراطورية الرومانية الغربية، والحضارة المصرية الإغريقية.

 

إن نافذة التنوير الحقيقي في الأرض هي الإسلام؛ كما قال ربُّنا: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1]؛ قال ابن تيمية: (وعند المسلمين من العلوم الإلهية الموروثة عن خاتم المرسلين ما ملأ العالم نورًا وهدًى)؛ انتهى كلامه رحمه الله من مجموع الفتاوى، 2 /84.

 

لقد ربَّى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم على أن تلك المجتمعات المتمدِّنة بحاجة إليكم أضعاف ما تحتاجونهم؛ فهم إن ملكوا فإنما يملِكون الوسائل وأنتم تعرفون الغايات، وشتَّان بين منزلة الوسيلة والغاية.

 

وهذا لا يُلغي مطلب بذل الأسباب المادية، وتلمُّس وسائل القوة؛ حتى لا يكون المسلمون مستضعفين مغلوبين، بل قد انتفع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالوسائل النافعة التي دخلت عليهم، لكن لم يُفتنوا بأهلها، ولم يَنبَهروا بثقافات أصحابها، والمقصود هنا ردُّ المفاهيم إلى أصولها المستقيمة، وإنزالها من الشريعة موضعَها الصحيحَ، لا سيما في ظل ما يَنشره غُلاةُ الخِطاب المدني من كتابات وأفكار خلاصتها أن الله أرسَل الرسل وأنزل الكتب لقضايا هامشية ثانوية، حاشا لله، وفي الجملة فإن الغلو المدني يَنبوعُ الانحرافات الثقافية المتنوعة.

 

والله جلَّ جلاله إنما أرسل رسلَه لأسمى الغايات وأشرف المطالب، وهي إقامة الدين في الأرض، وعبادة الله وحده لا شريك له: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13]، فيا فوزَ الآخذين بنور الله، العامرين به دارَهم الأخرى.

 

ومن أمثلة الأفكار والمناهج التنويرية المستوردة: ما ابتُلي به المسلمون في خلافة المأمون من العلوم الكلامية والطرائق الفلسفية التي تبنَّاها الجهمية والمعتزلة في فَهْم الوحي، على أن منهج المعتزلة العقلاني لم يكن منهزمًا أمام اليونان والرومان، بل كان يُمثل مدرسة دينية غالية أخرَجت الفُسَّاق من الإسلام، وشرَّعت المنابذة المسلحة لأئمة الجَوْر، وقامت في وجه الفلسفة الإغريقية بنفس أدواتها، ووَصفهم العلماء بأنهم أصحاب إرادات - أي: أهل نسك وعبادة - وكان لديهم نتاج عقلاني منظَّم، وإنما زاغوا لانشغالهم عن إصلاح عُجمتهم، وتنقيرهم بالعقول في الغيبيَّات، وتقديمها على مضامين المرويات، بل لغرض الاطِّراد في المقدمات الكلامية ردُّوا الأحاديث التي يصفونها بالآحاد، وقدَّموا الأقيسة العقلية الفاسدة على الحقائق اللغوية المعروفة من لسان العرب، والحقائق الشرعية الثابتة من وحي السماء؛ إذ قالوا: القرآن مخلوق، وإذا كان مخلوقًا فهو ناقصٌ يَرِدُ عليه الخطأ كما يرد على سائر المخلوقات، الأمر الذي تَمخَّضت عنه أصولهم الخمسة المعروفة، ولم يُعرضوا عن الشرائع العملية انبهارًا بأُمة من أُمم الكفر، وتُراث أرسطو وأزلامه، فالمعتزلةُ مدرسة غُلو في الجملة، لا مدرسةُ هَوانٍ وخُنوعٍ وتَساهُلٍ، وهي منظومةٌ عقلانية متماسكة في الخارج - وإن أظهَر المحقِّقون تناقُضاتها الداخلية - تَفوق قدراتها ظاهرةَ التنوير المعاصرة وكُتَّابها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة