• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الهيمنة العلمية والفكرية للإسلام على سائر الأديان

الهيمنة العلمية والفكرية للإسلام على سائر الأديان
شعيب الحسيني الندوي


تاريخ الإضافة: 13/9/2025 ميلادي - 21/3/1447 هجري

الزيارات: 517

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهيمنة العلمية والفكرية للإسلام على سائر الأديان

شعيب الحسيني الندوي[1]

 

منذ فجر التاريخ والإنسانية تشهد ميلادَ أديان وانطفاء أخرى؛ فمنها ما انتشر في الآفاق حتى صار له ملايين الأتباع، ومنها ما بقيَ حبيسَ حدود ضيقة لا يتجاوزها، غير أن القاسم المشترك بينها جميعًا أنها خضعت لتحولات جِسام، غيَّرت ملامحها، وطمست معالمها، حتى أصبح من العسير اليومَ أن نلتمس صورتها الأولى كما انبثقت على يد مؤسسيها الأوائل.

 

فانظر – إن شئت – إلى ديانة (السنتان) أو ما يعرف بالبرهمية، وأخيرًا أُطلق عليها اسم الهندوسية، وتأمل في البوذية، وهما من كُبريات أديان المشرق؛ تجد نفسك أمام نصوص متعارضة وأفكار متباينة: تارةً تدعو إلى التوحيد الخالص، إلى الإله الواحد الذي لا يدرَك بالحواس، المنزَّه عن الصورة والجسد والصفات البشرية، وتارةً أخرى تُغرق أتباعها في بحر التعدد والآلهة المتكاثرة، وتنسُج حولها الأساطير والخرافات، أي تناقض أظهر من هذا؟!

 

أما الهندوسية الأصيلة، فقد قامت على أربعة "فيد" لا يُعلم تاريخها على وجه التحديد، تعود إلى عصور سحيقة سبقت الإسلام بآلاف السنين، ثم جاء من بعدها تراث ضخم للديانة؛ مثل: أسفار البران، والبهاغفد غيتا، ومنوسمرتي، والمهابهارت، وفي هذا الموروث تتزاحم التناقضات، وتتصادم المعاني، حتى يضيع القارئ بين متاهات متعارضة.

 

وهذا الداء عينه أصاب المسيحية، فقد كانت في أصلها آخر الأديان السماوية قبل الإسلام، أنزلها الله على عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، في أرض الشام وفلسطين وبعض جزيرة العرب، لكنها لم تسلَم من يد التحريف؛ فزِيد فيها ونقص، وغُيرت نصوصها، حتى غابت ملامح الرسالة الصافية.

 

بل إذا أمعنتَ النظر في عقائدها حول المسيح عليه السلام، وجدت شبهات غريبة مع أديان أخرى؛ فابن لله هنا، وإله متجسد هناك؛ صفات خارقة تُنسب إلى عيسى عليه السلام، وهي ذاتها تُروى عن كريشنا في الهندوسية، وعن بوذا في البوذية، لكنها ليست سوى أساطير متوارثة، اختلط فيها الحق بالباطل، وتحولت الرسالة إلى مزيج من الخرافة والخيال.

 

ثم جاء التحريف الأكبر: عقيدة التثليث، والقول بألوهية المسيح - تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا - وهي عقائد ما أنزل الله بها من سلطان، بل دُست دسًّا على الدين الحق من بقايا الأمم الوثنية، فبدتِ الأساطير وكأنها تتكرر، وإن اختلفت أسماؤها وأشكالها.

 

على الجهة الأخرى، يقف الإسلام صرحًا شامخًا، لا تعصف به رياح التحريف، ولا تُزلزله أهواء البشر، عقيدته نقية، تقوم على التوحيد الخالص: أن الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، كل الخلق عبيد له، وأعظم مقامات البشر أن يكونوا عبادًا لله، فلا بشر يُؤلَّه، ولا نبي يُعطى شيئًا من صفات الألوهية، إنما هم جميعًا رُسُل الله وعباده المُكرمون.

 

حتى المعجزات - وهي خوارق العادات التي أُجريت على أيدي الأنبياء - لم يتركها القرآن عُرضة للتأويل الفاسد، بل قيَّدها دومًا بقوله تعالى: ﴿ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 49]، فأي معجزة لعيسى عليه السلام، من إحياء الموتى إلى إبراء الأكمه والأبرص، تردد الآية في سياقها: ﴿ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 49]؛ لئلا يلتبس الأمر على العقول، وليبقى الأصل محفوظًا؛ أن القدرة المطلقة لله وحده.

 

وهنا تتجلى حقيقة الإسلام الكبرى: أنه الدين الذي حفِظ الله أصوله من التحريف، وصانه من التناقض، وجعله الميزان الذي تُعرض عليه سائر الأديان، فما وافق أصوله من عقائدها فهو حقٌّ أصيل، وما خالفه فهو باطل دخيل، إنه النور الذي يكشف زيف الأساطير، والحق الذي يمحو أوهام الخيال.

 

إنها الهيمنة العلمية والفكرية للإسلام، التي تُثبت أنه ليس مجرد دين كبقية الأديان، بل هو خاتمة الرسالات، المهيمن على ما سواه، والشاهد على الحق في تاريخ الإنسان.



[1] رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية حراء، منجلور الهند.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة