• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

التعويل الروحي

التعويل الروحي
د. فهد القرشي


تاريخ الإضافة: 22/7/2024 ميلادي - 16/1/1446 هجري

الزيارات: 1296

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التعويل الروحي

 

﴿ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ﴾ [ص: 71، 72].

 

كل معارف الدنيا التجريبية اليوم تبحث في الطين (الجسد) ولا علاقة لها بالروح. فكل التوجيهات والتوصيات المتعلقة بالصحة واللياقة والتغذية والسعادة والرفاهية وغيرها مبناها في الدراسات والأبحاث على الجسد، أما الروح فلا سلطان لأحد عليها؛ لأنها ﴿ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ [الإسراء: 85]، هذه الحقيقة ينبغي أن تجلي لك معنى ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

 

ولأننا نستطيع دراسة الجسد ولا نستطيع دراسة الروح، ولأن العلم الحديث يعظِّم العلم التجريبي ولا يلوي على العلوم الغيبية، اختصرنا العلوم في زاوية ضيقة هي تشكيلة من يقين وظن وصواب وخطأ، وغفلنا عن فضاء فسيح هو فضاء الروح، وأهملنا الطرق الموصلة إليه؛ لأننا لا نستطيع أن نُخضعها لسلطان العلم، فأصبحت العلوم تتصارع في زاوية ضيقة من نفي وإثبات وفرضية ونظرية وحق وباطل.

 

كيف نستفيء فضاء الروح ونستثمر إمكاناته؟ لا سبيل لذلك إلا من خلال نور الوحي، ومن يعرض عن هذا سيظل في ضيق إمكانات الجسد المحدودة، هكذا هي السنة الإلهية ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 124].

 

لن تستطيع فهم بركة الوقت والمال ولا سنة التوفيق والتسديد ولا عجيبة عظيم الأثر لبعض الأعمال الصغيرة إلا من خلال الاستسلام للبعد الروحي والاستمطار الإلهي؛ إذ إنك لو أخضعت بعض أعمال الموفقين لحساب الجسد لوصفتها بالمعجزات، ولن تستطيع كذلك استيعاب شدة التحمل، ولا انشراح الصدر، ولا قوة اليقين عند بعض المباركين إلا إذا عرفت قدر استصحابهم للمعية الإلهية.

 

إن احتفاء الوحي بعوامل التوحيد الإلهي والاستنان النبوي وكثرة الذكر والاستغفار والدعاء وغيرها من العوامل لتحقيق الفوز والغلبة والانتصار أكبر من ندائه للاستعداد المادي والتجهيز العُددي، وإن الربط الرباني للانهزام والضعف والفشل بالأسباب المعنوية الإيمانية أكثر من ربطها بالأسباب المادية الحسية.

 

هذا التعويل على فضاء الروح والاستمداد الرباني والاتباع للهدي القرآني هو ما يحتاج إليه كثير منا هذه الأيام؛ إذ إن الطرح "الجسدي" الصرف قد استهلك كثيرًا من أدبياتنا، وأصبحنا نحن وغيرنا من فاقدي نور الوحي، نتجاذب المجد في خندق الجسد بعيدًا عن فضاء الروح الفسيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة