• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

"نحن أحق بموسى" وفقه الانفتاح والمعايشة

نحن أحق بموسى وفقه الانفتاح والمعايشة
د. بسيوني نحيلة


تاريخ الإضافة: 24/8/2021 ميلادي - 16/1/1443 هجري

الزيارات: 5245

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

"نحن أحق بموسى" وفقه الانفتاح والمعايشة

 

"نحن أحق بموسى..." جزء من حديث نبوي متفقٌ عليه، يجسد فيه النبي صلى الله عليه وسلم -من خلال تطبيق عملي حي- بعضًا من قواعد الإسلام في فقه الانفتاح والتعايش مع الآخر، كما يؤكد على ضرورة تحديد المرجعية النبوية والاهتداء بها في ضبط العلاقات مع الآخرين -وبخاصة- أفراد المجتمع الواحد عند اختلاف الدين والثقافات بينهم.

 

يقول ابن عباس رضي الله عنه: "قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ".

 

وفي هذا المقال يحاول الكاتب أن يلتقط بعضًا من هدي النبوة في الانفتاح والتعايش مع الآخر، وبخاصة المسالم وغير المعتدي.

 

معرفة ثقافة الآخر والإحاطة بعاداته وتقاليده:

لقد أتاح النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه رؤية الغير في ممارسة شكل من العبادة داخل المجتمع، فشارك أصحابه فيما لفت انتباهه، ثم صنع حدثًا تربويًا تعليميًا، وذلك عن طريق سؤاله المباشر لأصحابه، كما تفيد رواية الإمام مسلم، قائلا: ما هذا الصيام؟، وواضح أن اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالحدث وسؤاله عنه قد تجاوز الحضور من كبار الصحابة ليصل إلى صغارهم كابن عباس الذي يعتبر أهم رواة هذا الحديث؛ وفي ذلك إشارة إلى أهمية توريث هذه المعاني ونشرها بين الشباب، فالمسلم قارئ يقظ لواقعه، متابع لما يدور حوله من عادات الناس ومناسباتهم الدينية والتاريخية، مدرك لوسائل التواصل وأهمية تنوعها في التعامل مع الآخرين.

 

الحوار والمناقشة بداية الانفتاح وطريق للمعايشة:

من أهم القواعد القرآنية التي دعا إليها الإسلام في توجيهاتٍ متكررة للمؤمنين، هو الأخذ بزمام المبادرة في الحديث مع الآخر ومناقشة المخالفين في الاعتقاد. يفهم ذلك من قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ... ﴾ [آل عمران: 64]. وهذا الحديث يترجم هذه القاعدة القرآنية في صورة واقعية، فقد توحه النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال -وهو وسيلة الحوار الأولى- عن سبب الصيام إلى بعض اليهود مباشرة، كما تشير رواية الإمام البخاري.

 

وعلى رواية الإمام مسلم -التي تفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كلف بعضًا من أصحابه بالسؤال ومعرفة السبب- يكون معنى المبادرة بالحوار مع الآخر أكثر وضوحًا وتأكيدًا؛ ففيه توجيه مباشر وتدريب هادف لمن حوله من الصحابة من خلال التفاعل العملي في صناعة الحدث والتمكن من روايته عبر الأجيال، ولا شك أن ذلك يعد من أقوى وسائل دعم المبادئ وترسيخ المفاهيم بين الأتباع.

 

إبراز عناصر الاتفاق والتأكيد على نقاط الالتقاء:

لا يمكن التأسيس للانفتاح الإيجابي عن طريق إثارة الموضوعات الخلافية أو النقاشات الصدامية، إنما دليل صدق النية في الانفتاح على الآخر، هو الحرص على التقاط المشتركات والبناء عليها، وهذا ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد التقط -أثناء سماعه للمبرارات التاريخية لصيام هذا اليوم - اسم النبي موسى عليه السلام، رمز الصمود والتحدي لأقوى ظاهرة فرعونية في تاريخ الطغاة، وهذا مما لا يختلف حوله أحد من طرفي السائل أو المسؤول، فعبر عن احترامه وتقديره له، وأعلن أحقيته في الاحتفال به؛ مما يبعث في نفس الآخر قدرًا من التقارب والتآلف.

 

ونلحظ في هذا لتصرف النبوي -أيضًا- تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على قيمة عليا لا يتنافر حولها قلب سليم، إنها الفرح لنصرة المظلوم، أيًّا كان زمانه ومكانه، ونجاته من بطش الظالم كائنًا من كان.

 

الانفتاح والتعايش لا يعني التنازل أو الذوبان:

الانفتاح الحقيقي ينطلق على قاعدة الفهم الواعي لقواعد الإسلام والتزام مرجعيته والتمسك بها في جميع شؤون الحياة، أما التنازل عن المبدأ أو الذوبان على حساب القيم، فهذا من النفاق والتلون الذي لا يمكن أن تقوم عليهما علاقة مثمرة أو سلم اجتماعي منشود. ولذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم -بعد مبادرته بالسؤال وبعد التأكيد على القواسم المشتركة - يبدأ بالتشريع لأمته في صيام هذا اليوم على منهجية الاتباع لأمره واقتفاء سنته، تقول الرواية: "فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ"، وفي ذلك بيان واضح أن تعليل صيام المسلمين لهذا اليوم هو من باب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم وتلبية لأمره الذي يُحمل على الندب هنا.

 

وبناءً على هذا المبدأ العام، يمكن فهم الروايات الأخرى التي حث فيها النبي صلى الله عليه وسلم على صيام يوم قبل عاشوراء أو بعده؛ فهذه الأحاديث مجتمعة تؤكد على ضرورة المخالفة وعدم الذوبان، وتدعو إلى التميز باتباع منهج الإسلام وقواعده، من أجل انفتاح صادق ومعايشة خالصة.

 

ما أحوج الأمة االمسلمة المعاصرة إلى هذا الهدي النبوي وغيره من الأحاديث الشريفة، لتكون على بصيرة من أمرها ونور من ربها؛ فترتقي وعيًا وفكرًا، وتعصم أجيالها من الانحرافات الفكرية والغزوات الثقافية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة