• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

قرار التقاعد عن العمل بين دافعين: العاطفة الحالمة والعقل المتزن

هشام محمد سعيد قربان


تاريخ الإضافة: 9/3/2019 ميلادي - 3/7/1440 هجري

الزيارات: 6276

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قرار التقاعد عن العمل بين دافعين:

العاطفة الحالمة والعقل المتزن


تحية عطرة للإخوة والأخوات المتأملين والمفكرين في قرار التقاعد، كما أدعوهم هنا مخلصًا أن ينتبهوا مبكرًا لمجموعة مختلفة من الدوافع خلف قرار البعض - بل الكثير ممن يعرفون - حول التقاعد، وقد نغتر بما يظهر لنا من هذه الدوافع، ولكن ما يختفي منها أكثر، ويَصدُق هذا الاستنتاج خصوصًا في ظل غياب الأبحاث العلمية والإحصاءات والتجارب الصريحة عن هذا الجانب المهم في بلادنا العربية.

 

إن البعض - بل الكثير من العقلاء والأذكياء حولنا وفي العالم - قد يدفعهم الى التقاعد مشاعر آنية عدة من أهمها: الهروب مِن ألَمٍ مِن نوعٍ ما يرتبط بالعمل النظامي، هروب نحو حلم أو وجهة أفضل يتخيلونها، ويحلمون بها، ولكنهم في الواقع لم يصلوها، ولم يُجربوها بعدُ.

 

ولهم نوع من الحق في ذلك الهروب، ولكن عليهم أن يدركوا رجحان الشحن العاطفي المؤقت الذي يُسبِّبه الألَمُ على جانب التعقل، وهذا يُخل بتوازن هذا الدافع، ولعله يطعن في صحة بعض ما يَبني عليه من قرارات وتوقعات! لماذا؟ لأن الألم شعور آني غالبًا ما يخف ويزول بزوال مصدر الألم بالتحديد، وإذا زال الألم الدافع للقرار تغيَّرت الحال، وهذا قد يُبرز جوانب ودوافع أخرى مهمة غطَّاها الألم سابقًا، فتتغير المعادلة كما يقولون مجازًا.

 

كما أن النقلة من مرحلة إلى مرحلة أخرى من حياتنا ليستْ سهلة دائمًا كما نتمنى، أو نحلم، ونتخيل في قرارة أنفسنا، ونُخيِّل لغيرنا حماسًا وبلا دليلٍ.

 

فالنقلة من حياة العمل إلى حياة التقاعد عن العمل ليست خالية من الألم؛ ولا تقترن بها سعادة معجلة ومضمونة، وتشهد لهذا تجارب القلة ممن صرَّحوا بحقيقة تجاربهم وجوانبها ومراحلها، ويُعضده الكثير من الأبحاث العلمية العالمية عن أحوال وتقلُّبات الصحة النفسية والجسدية في مرحلة التقاعد.

 

فالفطام مثلًا مؤلِم جدًّا للرضيع؛ ولكن عوده سيصلب، وبدنه سيصح لو تكيَّف وصبر وقبِله، فمن يظن أنه بمجرد تقاعده عن عمله النظامي قد ودَّع كلَّ تعب الحياة، وتخلَّص من إرهاق المسؤولية، وابتعد عن كل الآلام، فهو - مع تقديرنا لشخصه الكريم - واهم ومجانب للصواب والاتزان.

 

فالحياة بعد التقاعد - كما يُخبرنا من ذاق وعرَف وجرُؤَ على الصراحة - لم تزل ملأى بالتحديات والمسؤوليات، وأنواع مختلفة من الألم، لذا فنحن نحتاج إلى الحكمة والتكيف، والعمل على إعطاء حياتنا بعد التقاعد معنى جديدًا مَرضيًّا ومقنعًا، كيف؟

1- عن طريق مواصلة اكتشاف المتقاعدين والمتقاعدات لأنفسهم بعد التقاعد بطرق علمية ومنهجية، فمثلهم كوردة تأبى الذبول، بل تتفتق أكمامها، وتتفتح عن مزيد من الجمال والشذا.

 

2- العمل الجاد على إعادة تعريف ذواتهم عمليًّا، من خلال تفعيل قنوات جديدة من العمل والعطاء الأصيل، الذي يوافق شخصياتهم ومواهبهم الفطرية والمكتسبة، ويترفع عن مزالق التقليد الأعمى.

 

3- تحقيق التوازن في حياتنا بإعطاء كلِّ جانبٍ حقَّه، متأسين بنصيحة الصحابي الجليل سلمان الفارسي - الذي صدقها رسولنا صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ"؛ رواه البخاري، وعدم تغليب جانب من حياتنا على حساب إغفال وتجفيف جوانب أخرى مهمة.

 

نذكر في هذا السياق ما في العطاء المخلص لله سبحانه وتعالى، وإشغال النفس في نفع الخلق من أجر وراحة وبركة في العمر.

 

فما بالكم بالعطاء إذا كان مع كونه خالصًا لله ونافعًا أصيلًا، وينطلق من دواخلنا ومواهبنا الدفينة، وإبداعنا الشخصي الفريد؟

إن هذا النوع من العطاء يعني شيئًا أكبرَ وأعظم بكثير، وأننا نعمل ما نحب حقًّا، ونقضي أعمارنا فيما نرغب ونهوى، فهو ليس أجرًا وبركة وراحةً فقط؛ بل هو - فوق كل ذلك - سعادة ماتعة وغامرة ومحررة، نعلو بها على ألم هذه النقلة، بل كثير من آلام الحياة، لعلنا ننسى أو ننشغل في رياضها الوارفة عن آلامنا كلِّها بعون الله تعالى وتوفيقه ورضاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة