• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الفصل بين التراث والواقع

الفصل بين التراث والواقع
د. أسماء جابر العبد


تاريخ الإضافة: 11/12/2018 ميلادي - 3/4/1440 هجري

الزيارات: 4655

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفصل بين التراث والواقع


التراث: إنه ذلك الإرث الحضاري الذي تركه لنا أجدادنا، ونحمله بشرف لأبنائنا، إنه ذاكرة الأمة بكل تجلياتها الدينية والحضارية والثقافية والاجتماعية، والأدبية والروحية والفنية، سجلٌّ تاريخيٌّ تراكميٌّ على امتداد الزمان والمكان، هوية الأمة وثقافتها، وتاريخها وعنوان حضارتها، جذورٌ تضرب بأطنابها في الأرض عبر الماضي السحيق ثابتةً راسخة، وتمدها بما تحتاجه من غذاءٍ حتى تبقى نضرةً يانعة، إنه الضامن لاستمرارية الأمة وتحقيق التوازن بين ماضيها وحاضرها، وطريفها وتالدها.

 

وفي نفس الوقت ليس قيدًا يكبِّلنا ويعوق سيرنا عن التقدم والتجديد ومسايرة العصر، وفي عصرٍ أصبح فيه شبح الغزو الفكري يطاردنا ويمزِّق أملنا في الانبعاث من جديد، ويجعلنا تابعين لا متبوعين، ومقلدين لا مبدعين.

 

وحين انحطَّت الهِممُ، وشُغِلنا عن إرث آبائنا بأعباء الحياة وماديتها، وجدنا أنفسنا نستيقظ وقد قرعت آذاننا تقنيات الغرب وفنونه، فانبهرنا بها ثم تساءلنا: لماذا تقدم الغرب وتأخرنا؟!

 

نعم، ليس في التراث حلول جاهزة لكل مشكلاتنا المعاصرة، ولكننا نجد فيه أصولًا هادية، وفتح آفاق لخبراتٍ معرفية، فالعودة له احتماء وارتكاز ومنطلق، نفكر من خلاله، ونحيا به، ونبني عليه، نستمد منه رؤيتنا للحاضر واستشرافنا للمستقبل، فالانفلات من جذورنا التراثية معناه موتنا حضاريًّا، نُصاب بالتشتت والاغتراب، واختلال التوازن والاضطراب.

 

نريد إحياء تراثنا ونشره وخدمته بما يليق بقيمته وعراقته، نريد ترجمته وتقديمه للأجيال القادمة في صورة مشرفة لائقة، نريد تصفيته من كل شائبةٍ علِقت بمنهله الصافي في عصور الانحراف والتردي، لذا يجب علينا دراسته دراسةً نقديةً هادفةً إيجابيةً لا سلبية، فهذا من وسائل العناية به ولا شك، فالمتأخر لا يجب عليه أن يتبنى كلَّ ما جاء به المتقدم، خاصةً إذا كان اجتهادًا بشريًّا يخضع للنقد وإعادة البناء.

 

بَيْد أنه يجب التفريق بين ما في التراث من عمل إنساني وجهد بشري، أو وحي رباني؛ حتى لا نضفي عليه كله صفة التقديس، فالبشر غير معصومين من الأخطاء.

 

وعليه تُردُّ الجهود البشرية والآراء الفقهية إلى إطارها الصحيح من القرآن والسنة، ثم نعمِد إلى الآداب والفنون، فنرد كلًّا منها إلى حظيرة الدين الحق، ونصحِّح ما ورد من أخطاء فردية نشأت عن انحرافات فكرية.

 

ولكي نكون منصفين لا مخطئين، علينا أن نقرأه قراءة سياقية وظيفية، دون إغفال للجانب التاريخي والبيئة المؤثرة فيه، واستقراء حيثياته مرجعيًّا وتاريخيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وننطلق أولًا وآخرًا من نصوص الوحيين فهمًا وتأويلًا وتحليلًا.

 

نعم ننفتح على النتاج الإنساني العالمي، ونفيد من تجارب الآخرين ومعطيات التقدم، وفي نفس الوقت نحافظ على أصالتنا وتراثنا، ثوابت ومتغيرات، وصلابة ومرونة، لا جمود ورعونة.

 

إن التراث قابل للتجديد والتخصيب في كل آن، حين تتوافر أدواته من عقولٍ ناضجةٍ، وضمائر حية تفهَم الإسلام وتخدمه، فوظيفة التراث أن يفتح آثارًا جديدةً للمعرفة، لا أن يغلق باب التفكير والاجتهاد والإبداع، فلقد حث الإسلام على الاجتهاد وجعل لمن يخطئ نصيبًا من الأجر.

 

وانها لإحدى روائع الإسلام أن يثير في الأمة كل نبوغها ويحرِّك كل طاقتها، ويخرج خبء العبقرية المستكنة في أهلها!

نريد ثقافة تجمع بين أصالة القديم ومحاسن الحديث، ويتوافق مع إطار الشرع، ويثبت أن هذا الدين صالحٌ لكل زمانٍ ومكان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة