• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الكتابات الهدامة وبؤس ازدراء الدين

الكتابات الهدامة وبؤس ازدراء الدين
نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 5/9/2018 ميلادي - 25/12/1439 هجري

الزيارات: 9304

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكتابات الهدَّامة وبؤس ازدراء الدين


تُركِّز الكتابات الحَداثيَّة اليوم بشقَّيها الفكري والفلسفي اهتمامَها على مركزية الإنسان، وتمجيد العقل البشري بمغالاة غريبة، تجاوزتْ معها كل الغيبيَّات، في محاولة مُتعمَّدة لتقديس العقل الإنساني بذريعة الموضوعية، وتحت أوصاف العلمية والعقلانية والاستنارة تارة، والبنيوية والتفكيكية، وغيرها من التسميات تارة أخرى.

 

ولعلَّ الهوَس بمعطيات العلوم المعاصرة، وما أنجزتْه الثورة المعلوماتية والتكنولوجية من إنجازات مادية ملموسة، هو ما شَجَّعها على التبجُّح بالمنجزات العلمية وتقديس الإنسان، والمسِّ بالمقدَّسات الغيبيَّة، وازدراء الدين، وإنكار الخالق، في مسلك فوضوي بائس، بعيد عن العلمية الحقَّة، والموضوعية المنصِفة.

 

ومع أن مماحكات بعض الحداثوية، والملحدين، وإن اختلفت ألفاظُها، وتنوَّعَتْ طرائقيَّةُ عروضها، لا تختلف من حيث الجوهر عن مقولات المغالطين من مشركي عرب الجاهلية الذين أذعنوا في نهاية الأمر لحقيقة الخالق، والإرادة الإلهية في الخلق والتدبير، فإن من الضروري الإشارة إلى أن التعاطي مع الغيب وما وراءه، ينبغي أن يتمَّ وَفْقًا لمنهجية العلوم الإسلامية المعتمدة في هذا المجال، وليس فقط بمعيار العلم التجريبي، والعقل الفلسفي المجرد.

 

فكما أن علوم الطبِّ تُدرَس بمنهجيَّات لا تصحُّ إلَّا في بحث العلوم الطبية، وأن علوم الفيزياء لا تُدرَس إلَّا من خلال المنهجية المعتمَدة في بحثها وهكذا، فإنه لا يصحُّ أيضًا من باب أَولى، أن تجري دراسة الظواهر الغيبية والدينية إلَّا من خلال منهجية المعرفة الإسلامية المتراكمة في هذا المجال.

 

وهكذا فإن ازدراء الدين والإساءة إلى الذات الإلهية والأنبياء، إنما هو حالة متخلِّفة، وظاهرةٌ غير حضارية ابتداءً، وتفتقر إلى الحد الأدنى من اللياقة في احترام المعتقدات الدينية، حتى إذا ما تمَّ غَضُّ النظر عن أي معايير دينية تمنَع أو تُحرِّم الازدراء والإساءة.

 

ولعل ظاهرة الإلحاد التي تزدري الدين، إنما تعكس حالة جفاف معنوي، وإفلاس رُوحي؛ بل علمي، فليس كل ما لا يُدركه العقل أو ما لا تُحِسُّه، وتُحيط به الحواسُّ، يجب أن يُنكر؛ لذلك يبقى حال الملحد كحال راعي إبل يُنكر جبال الهملايا؛ لأنه لا يراها ماثلةً أمامه في اللحظة.

 

وإذا ما غابتْ عنا كُلُّ الحقائق من الذرَّة إلى المجرَّة، فلا شكَّ أن حقيقة الموت اليقينية التي نُواجِهُها يوميًّا في معيَّتِنا، والتي سنُواجِهُها حقَّ اليقين في ذواتنا يومًا ما مهما كابَرْنا، هي أكبرُ برهانٍ على تهافُت الإلحاد أمام حقيقة الذات الإلهية التي خلَقتِ الموتَ والحياةَ، والتي ليس بمقدور أحد أن يتحكَّم بأجلهما مهما بلغ من العلم والسطوة.

 

وتجدُر الإشارة إلى أنه حتى الآن لم يتقاطَعِ العلمُ في أدقِّ تفاصيله ومكتشفاته مع حقائق الدين؛ بل إن تناغُمَ العلم في مكتشفاته مع القرآن الكريم، أذهلَ العلماء والفلاسفة، فبدأ الكثير منهم يُعلِن إسلامه عن قناعة علمية تامَّة دون أن يطلب منه أحدٌ ذلك، ومن هنا فإن الكتابات الهدَّامة، والدعوات إلى الإلحاد، إنما هي تعبيرٌ مُتهافِتٌ عن حالة ضياع فكري، وجفاف رُوحي، واستلاب معنوي، تُغذِّيها عواملُ كثيرة، لعل في مُقدِّمتها ثقافة الكَسْب المادي، وضجيج العصرنة الصاخب، وغياب التربية الدينية الصحيحة، وغيرها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة