• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

الازدواجية السلوكية وأثرها على الأمة الإسلامية

الازدواجية السلوكية وأثرها على الأمة الإسلامية
د. أسماء جابر العبد


تاريخ الإضافة: 10/6/2018 ميلادي - 27/9/1439 هجري

الزيارات: 8504

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الازدواجية السلوكية، وأثرها على الأمة الإسلامية


في الوقت الذي تنتظر فيه الأمَّةُ من شبابها النهوضَ بأعبائها، والوصولَ إلى مكانةٍ مرموقةٍ لائقةٍ بها، تجد الازدواج قد أصبح سِمةَ العَصْر، حتى بِتْنا نشكُّ أنه السِّمة الحديثة للشخصية الحضارية، تراه في المسجد مُصلِّيًا صلاةَ المسلمين، ثم هو خارج المسجد يتبنَّى كلَّ فِكْرٍ دخيلٍ على الإسلام؛ سواء كان فكرًا اشتراكيًّا أو شيوعيًّا أو رأسماليًّا، أو غير ذلك من الأفكار، فلماذا نُؤمِن ببعض الكتاب ونكفُر ببعض؟! وتراه يأكل أموال الناس بالباطل، أو يكتسب مالَه من حرامٍ، ثم يذهب به للحج، أليس من أُمِر بالصلاة أُمِر باتِّباع التشريعات، ومن أُمِر بالعبادات أُمِر بالمعاملات؟! يفرط في العبادات ولا يُبالي بتربية أبنائه ومراعاة أخلاقهم، يُصلِّي ويحج ويعقُّ والديه، ويظلم زوجه ويُسيء عِشْرتها، أيُّ دِينٍ هذا؟!

 

تراه في الشرق مع أهل الشرق، ثم تراه في الغرب متبنِّيًا أفكارَ أهل الغرب، يعتبر السلوك الدخيل على الإسلام مَغْنَمًا سلوكيًّا، ﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النساء: 143]، تراه في الفرح والنعيم حامدًا شاكرًا، ثم تراه في المصيبة مُتسخِّطًا جازِعًا.

 

كم من ناصحٍ بليغٍ ينصَحك ولا ينتصِح، لا وازعَ دينيَّ ولا سلوكَ اجتماعيَّ، فكيف - بالله - يُؤثِّر في الناس؟!

ازدواجية سلوكية، وتناقضات أخلاقية لمسناها في الأفراد، فانعكست سَلْبًا على المجتمعات، نُفْرِطُ في جانب، ونُفرِّط في جوانب، ألسنا خيرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ للناس؛ لوسطيتها وإنصافها، إننا بحاجة ماسَّة لفقه السلوك عِلْمًا وتطبيقًا، وإلى الرجوع إلى الدين الحق، وما يُمليه من قواعد وشرائع، فهو كَالسورٍ يَعْصِمُ السالكَ في الظلام من التردِّي في هاوية سحيقةٍ.

 

كم من مفاهيمَ وأفكارٍ وقِيَمٍ وتصوُّراتٍ لا تمُتُّ للإسلام بصِلَةٍ اقتبسناها من غير المسلمين، وأصبحنا نَدين بها أكثر منهم دون تمييزٍ بين النقي الأصيل والقادم الدخيل، وقد تحطَّمَتْ أخلاقُنا أمام سَيْل التطوُّر الجارف، ثم ندَّعي ولاءَنا للإسلام.

 

إن هذه الازدواجية يَلْفِظُها الإسلامُ، ويرفُضها رَفْضًا تامًّا؛ فهي لا تُؤثر فقط في المجتمع برُمَّته؛ بل في الوجود الإنساني بعمومه وكُلِّيَّتِه.

 

فأي نهوض للأمة وأفرادُها متناقضون سلوكيًّا، ومتخبِّطون خُلُقيًّا، ومُتذبْذِبون في مُعاملاتهم، ومتأرجحون في مبادئهم، وقد انهار عندهم كلُّ اليقين والْمُثُلِ، وفُقِدَتْ الثقةُ بين الأفراد، فاهتزَّ الصَّفُّ بكامله.

 

نعم، قد تعصف الحياة بالإنسان فتُؤثِّر سَلْبًا في سلوكه، وتَجرفه بعيدًا عن مساره الصحيح؛ فهناك فِتَنٌ في السراء، ومِحَنٌ في الضراء، تجعل الحليمَ حيرانَ، لكن المسلم الحق يحاسب نفسَه، ويردُّها سريعًا كلما ابتعدت قليلًا عن منهج ربِّها، وتجاوزتْ حدودَها.

 

إنه فنُّ التفوُّق على المغريات، تُفتَحُ له الدنيا، فَيَركُل كلَّ أمجادها الباطلة، وزخارفها الزائلة، ويظل لائذًا بمسلكه وعبادته، ومبادئه ورسالته، واقفًا أمامها في يقين الحق وثباته، لا يتلعثم عَزْمُه، ولا يبرح نهجه، ولا يتخلَّى عن مبادئه؛ فلا ترى العين في طول حياته وعرضها من تفاوت.

 

ويصبر على الأهوال في سبيل الله؛ لا في سبيل نفسه ونَفْعِه، ولا يزيغ، ويظل ثابتًا على مبدئه حتى يطويه الموتُ، ويُطوِّح به إلى أعماق النسيان؛ لعلمه علمًا يقينًا أن الإسلام لا يَقبَل أن تنقسِمَ الذات، وتنفصم النفس، ويخالف القولُ الفعلَ.

 

إذا أمرت غيرك بشيء فكُنْ أوَّلَ مُبادرٍ لفعله، وإذا نهيْتَ عن شيء، فكُنْ أوَّلَ مُنْتهٍ عنه ومجتنبٍ له، واجعَل باطِنَكَ كظاهِركَ، بل أحلى، وسِرَّكَ كعَلانِيَتِكَ، بل أجْلَى، والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء الصراط.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة