• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

العقل في الإسلام: إقدام أم إحجام؟

زكرياء أبو يحيى


تاريخ الإضافة: 14/4/2018 ميلادي - 29/7/1439 هجري

الزيارات: 5402

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العقل في الإسلام: إقدام أم إحجام؟


أذِن الله للعقل بالتأمل والتفكير، ولم يسد عليه يوماً باب الاجتهاد والإبداع؛ بل مدح أولي الألباب الذين يتدبرون في آياته ودلائل عظمته: بعقولهم التي حرروها من أسر التقليد والتبعية العمياء، مهتدين بها إلى معرفة الله وتوحيده؛ في حين أنه وصف بسخافة العقل وبلادة الذهن كل من يصر على دفن الحقيقة في التراب، مقاتلاً دون معتقدات آبائه الباطلة الضالة: ﴿ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ (الأعراف:179).

بل إن عدم توظيف العقل التوظيفَ الصحيح هو سبب الحرمان من رحمة الله في الآخرة: ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ (الملك:10).

 

لكن العقل البشري مهما أوتي من ذكاء وبصيرة؛ لا يمكنه في المسائل الشرعية إدراك الصواب الذي يوافق عين مراد الله: دون الرجوع إلى الوحي المنزل والاستناد إليه في الفهم والاستدلال والاجتهاد.

 

وحتى أكمل الناس لبًّا، وأصفاهم حجراً، وهم الصحابة رضوان الله عليهم: لم يكونوا يصيبون الحق بعقولهم المجردة، بل كانوا دائماً يرجعون إلى ما ينزل على نبيهم من فرقان وتبيان؛ به يسترشدون وإليه يتحاكمون، ممتثلين في ذلك قوله تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ (الشورى:10).

ففي هذه الآية رد بليغ على أدعياء المدنية والتقدم، الذين يصفون من تمسك بشرع الله بـ: ضيق الأفق، والتحجر الفكري، واحتكار الحقيقة، والانغلاق على الذات، والغفلة عن الواقع.

أما التمرد والانفلات والتسيب: فذلك هو التحضر عندهم، وسبيل النهضة والارتقاء.

 

إن انقلاب الموازين والمفاهيم لدى القوم: مردُّه إلى تلبيس الشيطان وتصويره الباطل بصورة الحق.

فبدل الانقياد والإذعان، يكون العناد والطغيان، وتحدي الملك الديان؛ وتصير الاستجابة الفورية لحكم الله ورسوله: مؤشراً على خلل في الرأي، وضحالة في الفكر والوعي.

 

وذلك تماماً ما وصف به الكفار الأولون إخوانهم من المؤمنين برسالة نوح عليه السلام إذ قالوا: ﴿ وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ﴾ (هود:27):" يعني أن أراذلنا اتبعوك بأقل الرأي وهم إذا فكروا رجعوا عن اتباعك" (تفسير الماوردي ج2 ص465) فالتشكيك في أصول الدين والتعرض لها بالنقد والتجريح: أصبح اليوم حرية تعبير، ورمز تطور وحضارة تدعو لنبذ كل قديم، وتبني كل جديد.

 

كل هذا باسم: "العقل الحر" أو "العقلانية" أو "الحداثة" وغيرها من المسميات المسمومة، والشعارات المزعومة؛ والتي تسعى بخطى ماكرة وحثيثة للنيل من حمى الدين، وهدم حصنه المتين.

 

ورغم أن حمَلة هذا الفكر ينفثون سمومهم منها ويشنُّون هجماتهم من خلالها: إلا أن جنود الحق لهم بالمرصاد؛ يفضحون مخططاتهم ويفندون شبهاتهم، ولهم في الجولة الأخيرة: ﴿ نصر من الله وفتح قريب ﴾ (الصف: 13).

 

فللعقل في الإسلام مكانة عظيمة لم يحظ بمثلها في غيره من الأديان: إذ هو مناط التكليف وسر التشريف، والكل مطالب بإعماله في تحصيل منافع الدنيا والآخرة، وكل ما يخدره أو يعرقله عن أداء مهمته يدخل في دائرة المحرمات والممنوعات؛ ولكن أن يصير العقل إلهاً معبوداً، يخضع لسلطانه كل شيء: فذلك من رفعه فوق قدره، وإعطائه ما ليس من حقه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة