• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

المعلقات الخمس (حوار نفسي)

د. جمال يوسف الهميلي


تاريخ الإضافة: 11/3/2018 ميلادي - 24/6/1439 هجري

الزيارات: 6720

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعلقات الخمس

(حوار نفسي)


 

بينما نحن نتناول طعام العشاء في احدى الأمسيات، استوقفنا أحدهم وقال: "هذه تذكرني بحديثٍ للحبيب صلى الله عليه وسلم!!، فقلنا له: ما هو؟ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها، قيل: يا رسولَ اللهِ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ.." [1]، ثم بدأ الحديث عن واقع الأمة وتكالب الأعداء عليها وخاصة في هذا الزمان، ونحن – بطبيعة الحال – شاركناه الرأي وأكثرنا من الاستدلال على ذلك.

 

عدت إلى المنزل، وجال في خاطري: ما الذي جعلنا نسترسل بالحديث عن واقعنا وتكالب الأعداء علينا؟

وبعد طول تأمل ونظر - ولعلك تشاركني الرأي -، أدركت أن تلك حيلة نفسية، فنحن نحاول أن نجرد أنفسنا عن المسؤولية ونضع اللوم على غيرنا، لتخرج النفس بريئة فهي لا تحب أن يكون اللوم متوجهاً لها.

ثم تعمقت أكثر وقلت كفى يا نفس ألست جزءاً من هذا الواقع، كفى بك بحثاً عن معلقات تضعين عليها تقصيرك وتكاسلك!!، فخاطبتني: فمن المسؤول إذن؟

فإذا بالجواب يقفز أمام ناظري: أصحاب المسؤوليات الكبيرة، فبأيديهم التقرير، ومعهم مفتاح التغيير.

 

وما هي إلا لحظات ثم عدت إلى رشدي فقلت لها: نعم هم يتحملون جزءًا من المسؤولية لما مكنهم الله، ولكنكِ أيضاً لك دور!، فلا تضعي كل اللوم عليهم!

فقالت: ما تقول في العلماء أليسوا هم الملامين، فهم الموّجِهون وهم القادة غير المُتوجين وبكلامهم يسير القاصي والداني؟


وبعد لحظة: قلت نعم، لكنك لن عن تُسألي عن تقصير غيرك، فعودي إلى صوابك وأحسني جوابك.

فقالت: وأين تذهب من تأثير الاعلام وسطوته، فالناس على دين إعلامهم، أم أنك تتناسى ذلك؟

 

فقلت: لم أتناسَ، ولكن أين عقلك في حسن الاختيار والانتقاء، وما دورك في إصدار ونشر المفيد بدل النياحة على البليد، ألم يقولوا: " أن تُشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام "، فأين شمعتك؟

فهجمت عليَّ: ألست جزءاً من هذا المجتمع، وكم في مجتمعك من مغالطات وسلوكيات، وأنت من أكثر المعانين منها، أم أن تلك العلاقة خارج الحسبان!!

 

فقلت: ليس خارج الحسبان، لكنكِ رضيت بالتقليد دون محاولة التجديد، وقبلت هوان الركود دون مقارعة غير المفيد، ولم تسعي لتقديم خطوة ولو بالكلمة والعبرة!

حينها قالت: ما تقصد، أيقع اللوم عليَّ وحدي، أتحملني ما لا أحتمل، وتضع على عاتقك ما لا طاقة لي به؟

 

فقلت: حاشا وكلا، فأنا عبد لله ومنه آخذ منهجي وطريق حياتي، فأنا وأنت جزء من المسؤولية فعلينا التفكير فيما يجب أن نَفعل لا فيما يجب أن يُفعل.

اسمعي معي: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ هذه قالها ربنا بعد غزوة أحد، وخاطب بها الصحابة الكرام –رضي الله عنهم-، فقد أحال القضية إلى " من عند أنفسكم".

فطأطأت رأسها وقالت: لكن هذا في موقف واحد؟

 

قلت: بل تكرر، فلنقرأ معاً ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ﴾، إنها تذكرنا بما قاله بعض الصحابة عن اعجابهم بكثرتهم، فكانت النتيجة في بداية المعركة لصالح عدوهم، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم نرها، فانتصر المؤمنون، لاحظي كل السبب من الداخل " أعجبتكم".

قالت: يا الله، أنا أسيرة لتلك "المعلقات الخمس"، حتى أصبحت لا أرى لنفسي موقعاً في خارطة التغيير؟

 

قلت: تلك "المعلقات الخمس" ليست كل المعلقات، فهناك الكثير والكثير لدى النفس والشيطان، والمهم ألا تركني لتلك المعلقات ولنبادر بالجد والعمل وندع التواني والكسل.

وضعت رأسي على الوسادة، واستسلمت للنوم بعد ذكر الدعاء.

تصبحون على خير..



[1] " صحيح ": صحيح الجامع الصغير للألباني برقم 69992.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة