• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

التثقيف الذاتي: إشكاليات التشويش وضرورات التحصين

نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 17/2/2018 ميلادي - 2/6/1439 هجري

الزيارات: 7107

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التثقيف الذاتي

إشكاليات التشويش وضرورات التحصين

 

لا شكَّ أن القراءة مُتعةٌ فاضلة؛ بما هي وسيلة للتبصير، وأداة للتعلُّم، وذلك تساوقًا مع متطلَّبات قانون الارتقاء بالمعرفة، والتطلُّع لاكتشاف المزيد من الحقائق العلمية، مما لا نعلمه منها الآن، على قاعدة: ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 3 - 5]؛ ولذلك فإن المطلوب السعيُ لتحصيل المعرفة، والانكباب على قراءةِ ما يمكن أن يطَّلع عليه القارئ من كتب.

 

ولا ريب أن الجمع العشوائيَّ للمعرفة بالقراءة التي تفتقر إلى منهجية واضحة في تحصيل المعرفة - قد يشوِّش الأفكار، ويخلق ثقافةً قلقة، ومرتبكة؛ الأمرُ الذي قد يضع القارئ المتلقِّيَ في دوَّامة من القلق الفكريِّ، والضياع الثقافي؛ بحيث يصعُب عليه تلمُّسُ صحة المعلومة التي حصل عليها، ويتعذَّر عليه التيقُّن من دقَّتها.

 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن القارئ بأسلوب التثقيف الذاتي، يمكن أن يحصل على قدر كبير من المعارف في شتى المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والدينية، والفلسفية، ومن ثم فإن القارئ - بغض النظر عن هوايته - يكون قد ألمَّ بشيء من المعرفة عن كل شيء قرأ عنه، ويقينًا فإن الإلمام الشامل والتحصيل المعرفي بالتثقيف الذاتي يفتح نافذةً واسعةً للقارئ للاطِّلاع على أفكار الآخرين، وثقافتهم، إلا أن خلفيته الاجتماعية، ومستوى وعيه الحضاري، والتحصيل العلمي له، في اللحظة - تظل هي المعاييرَ الشخصية التي تُحدِّد قدرته على القَبول والرفض والتفاعل مع متحصلاته المعرفية من وراء تلك القراءة.

 

ولعل الثقافة الرقمية المعاصرة التي أفرزتها ظاهرة الشبكة العنكبوتية المفتوحة بلا قيود، في كل الاتجاهات والمجالات، والتي اخترقت بتداعياتها السلبية أدبيَّاتِنا وثقافتَنا، رغم كل ما أفرزته من إيجابيَّات - قد فتحت نوافذ التثقيف الذاتي المباشر على مصراعيها للجميع، دون فرزٍ للصالح من المعرفة من الطالح منها؛ ممَّا زاد من إشكالية تشويش القارئ العادي غير المنهجي، وأرَّق هاجسه، عندما وضعه أمام مسؤولية الاختيار وفقًا لمعاييره الذاتية، لا سيما إذا كان غير مُحصَّن الوعي فكريًّا، ودينيًّا، وثقافيًّا، وحضاريًّا.

 

ولتلافي سلبيَّات التثقيف الذاتي، بما يمكن أن تتركه من تشويش وإرباك في ذهن القارئ، فإن على القارئ أن يعتمد منهجية محدَّدة في قراءاته، وذلك بانتقاء المعرفة التي تناسب توجُّهاتِه، وذلك من خلال الاستفادة من المنهجيات المدرسية، والاستعانة بالمختصِّين من المفكرين والدعاة والكتَّاب، بحيث يكون أفضل حالًا في التحصيل النوعيِّ للمعرفة من نظيره الذي يتهافت على القراءة الذاتية بشكل عشوائي، ليكتشف أن ذاكرته قد تمَّ حشوها بكمٍّ كبير من المعلومات المتنوِّعة التي قد تصطدم بعضها مع بعض إلى الحد الذي يصل بها إلى حالة التناقض في نهاية المطاف، وما يترتَّب على ذلك من إرباك فكريٍّ ومعرفي، هو في غنًى عنه.

 

ولذلك فإن اقتحام الساحة الثقافية بالتهافُت غير المنهجي في القراءة، مع كل ما يُفرزه من فوائد في رفع مستوى وعي القارئ غير المتخصِّص، وفتح أفقه الفقري على مصادر تغذية ثقافية متنوِّعة ومتباينة المقاص - فإن الأمر يتطلَّب من القارئ الحصيف ألَّا يلج تلك المجالاتِ التي تُخلخِل عنده قيم الأصالة، وتُزعزع معتقداتِه الدينية، وتُشكِّك في أصالة قيمه ومبادئه؛ حتى لا يكون عرضة للاستلاب والضياع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة