• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

مهارات الأمن الفكري (1)

مهارات الأمن الفكري (1)
د. جمال يوسف الهميلي


تاريخ الإضافة: 27/11/2017 ميلادي - 9/3/1439 هجري

الزيارات: 8947

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مهارات الأمن الفكري (1)


"دولة بوياس في أمريكا الجنوبية"، لعلك لم تسمع بهذه الدولة؟!

في عام 1820م، وفي لندن، ظهر شخص اسمه: "جريجور ماكجرويجور"، وادَّعى أنه حاكم دولة "بوياس في أمريكا الجنوبية"؛ حيث باع أراضيَ في بوياس، واستأجر سفينة من أجل المستوطنين الجُدُد، والذين اشترَوا بحماس، وعندما رَسَت السفينة في أمريكا الجنوبية، أخبَرَهم السكان المحليُّون بأنه لا يوجد مكان يُدعى "بوياس"، مات أغلب المستوطنين بسب الأمراض، لكن الأغلب الذين تمكَّنوا من النَّجَاة كانوا معتقدين أنهم ضحايا المحتال "ماكجرويجور".

 

إنَّ تصديق الخدعة لا يتعلَّق بثقةِ وكفاءة ودهاء المخادِع، بل بثقتنا فيمن يخدعنا.

هذه القصة الحقيقة تعبِّر عن مهارةٍ من أهمِّ مهارات الأمن الفكريِّ، وقبل الخوض في هذه المهارات، وكيفية اكتسابها والتربية عليها، لا بد من التعريج بماهية المهارات، وماهية الأمن الفكري، وماهية مهارات الأمن الفكري؛ فهي بوابة الدخول، فلنطرُقْها.

 

أمَّا المهارة، فهي الإتقان والإجادة بحيث يمكن للإنسان تنفيذُها بدرجةٍ احترافية دون عناءِ تفكيرٍ، أو عملٍ غزير.

أمَّا الأمن الفكريُّ، فهو الاطمئنان إلى سلامة المنهج واستقراره في استقبالِ وتحليلِ المعطيات المادية والمعنوية، مع منهجيةِ توظيفها بما يخدم قيمَ ومبادئَ المجتمع، سواء على المستوى الفرديِّ أو الجماعي والمجتمعي.

 

ومن ذلك نستطيع القول: إن مهارات الأمن الفكريِّ هي إتقان الفرد لسلامة منهجيَّتِه في التعامل مع الحياة استقبالًا وتحليلًا وتوظيفًا بما يتوافق مع قيمِ وثقافةِ المجتمع.

 

ولما كان الإنسان مخلوقًا عظيمًا، وشأنه خطير، والمجهول عنه كثير؛ أصبح من الصعب حصرُ المهارات التي تُكسبه المنهجية السليمة، خاصةً مع كثرة المتغيِّرات، وتفتُّح الحضارات، وتبادل الثقافات؛ لذا فإني سأجتهد في كتابة أهمِّ مهارات الأمن الفكريِّ، وأدعو الله أن يوفِّقني ويسدِّدني في بيانها.

 

مهارات الأمن الفكري (1)

 

بالنظر إلى خارطة البناء الفكريِّ للإنسان، يمكن القول: إن ثمة حزمًا مهارية وليست مهارات (الحزمة مجموعة من المهارات)، وإنها أربعة حزم:

1- حزمة المدخلات.

2- حزمة التخزين.

3- حزمة المعالجة.

4- حزمة المخرجات.

 

فالمعطيات تدخل إلى العقل، والذي بدوره يقوم بتخزينها ومعالجتها، ثم يُخرجها بعد المعالجة لتكون نتائج علمية أو عملية؛ فالبداية من استقبال المعطيات، والنهاية بنتائج المخرَجات.

 

1- حزمة المدخلات (حُرَّاس البوابة):

وهي المسؤولة عن إدخال المعطيات إلى العقل والذهن، وعادةً ما تكون الحواسُّ الخمس هي الأداةَ المستخدمة في الإدخال، لكن الإنسان يستطيع التحكُّم بهذه الأدوات وفق مهاراتٍ محدَّدة؛ وذلك لضمان سلامة المدخَلات، فكلَّما كانت المدخلات سليمةً، كان ذلك أدعى لسلامةِ المخرَجات، والعكس صحيح، ومن هذه المهارات:

• الملاحظة: وهي من أهمِّ المهارات إنْ لم تكن أهمَّها، وتعني: القدرة العالية على استخدام أدوات الإدخال بشكلٍ محترف ودقيق، يستطيع التمييزَ بين تفاصيل الأمور فضلًا عن عمومها.

 

• التوافق: فلا يُسمح لكلِّ ما يعارض القيم والمبادئ (المنظومة الثقافية) بالعبور، سواء كان صورًا أو كلامًا أو قراءةً، فأول سؤال يجب التمهير عليه هو: هل هذا يعارض منظومتي[1]؟ ومن أولويَّات منظومتنا الثقافيةِ ثوابتُ ديننا السمحة، فكلُّ ما يعارض ديني وإيماني يجب على الحرَّاس إبعادُه وعدم السماح له إلا في حدودٍ ضيِّقة ولغرض نبيل.

 

ولتحقيق هذه المهارة ينبغي تنميةُ مراقبةِ الله في نفسي، وليكن شعاري: إنَّ الله يراني.

وهذا يتطلَّب بلا شكٍّ تحديدَ الثوابت والتمهير عليها منذ الصغر، كما يتطلَّب معرفةَ المتغيِّرات والقدرة على المرونة فيها.

 

• المصداقية: فالعبد الموفَّق هو مَن يُرزق التدقيق والتثبُّت في كلِّ ما يُعرَض له أو عليه، قلا يقبل ولا يرفض، بل يتأنَّى ويتحقَّق؛ ففي ذهنه حارسٌ يمنع دخول المعطيات قبل التثبُّت منها مهما كان مصدرها البشري، باستثناء ما صحَّ عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولعل قصة المخادع "ماكجرويجور" من الأمثلة على أهمية المصداقية والتحقُّق من المعلومة؛ فقد تكون نتائج ذلك وخيمة؛ فقد مات بعض المستوطنين.

 

• التركيز: فالكم المعلوماتي كبير جدًّا، وهو يتطوَّر ويتجدَّد بشكلٍ مستمرٍّ، فلن تستطيع الإحاطة بكلِّ العلوم والمعارف، لكنها ستنتقي منها وفق ثلاثية التركيز:

مهارات الأمن الفكري (1)

1- التحديد: تحديد أهدافي.

2- الارتباط: مدى ارتباط المعطيات بأهدافي.

3- السماح: وهو السماح لدخول المعطيات إلى ذهني، بناءً على مدى ارتباطها بأهدافي؛ فقد تكون المعلومة صحيحةً ومفيدةً لكنها غير مرتبطة بأهدافي، فلا أسمح لها.

 

بفضل الله ثم بفضل التمهير على تلك الرباعية، سيكون الخط الأول للأمن الفكري قد تحقَّق، لكن قبل الانتقال إلى الحزمة الثانية لا بد من التنبيه لقضية مهمَّة جدًّا جدًّا، وهي:

أننا نعيش ضمن هذا العالَم نؤثِّر ونتأثَّر، نُعطي ونأخذ، نستقبل ونرسل، مما يعني أنه من الصعب جدًّا (إن لم يكن من المستحيل) الاحتجاب عن العالم والعزلة عنه، بل إننا مقتنعون بضرورة التعايش مع العالَم، والاستفادة مما لدى البشرية، ولكن هذا له ضريبة، وأخطر ضريبة هي تسلُّل كمٍّ من الأفكار والمدخلات، وتجاوزها حرَّاس البوابة، والدخول إلى العقل، وهذا أمر طبعي؛ لذا علينا ألا نحزن كثيرًا؛ وإنما نواجه هذا بمهاراتِ ما بعد البوابة والدخول إلى الذهن.

 

فأنت لن تستطيع منع الملوثات من الدخول، لكنك تستطيع التخلُّص منها بإذن الله.

وللحديث بقية.



[1] قد أسمح بدخول المعارض من أجل معرفته والرد عليه، لكن هذا له ضوابطه؛ راجع كتابنا: "صناعة الفكر".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة