• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

بعيدا عن الجدل

بعيدا عن الجدل
عبدالعزيز كحيل


تاريخ الإضافة: 6/11/2017 ميلادي - 17/2/1439 هجري

الزيارات: 5337

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بعيدًا عن الجدل

 

لا، لن أنساقَ إلى حَلْبة أيِّ جدل عقيم، ولن أخوض في المسائل المنتهية، والقضايا الهامشيَّةِ؛ هذه ليست هوايتي، وأوقاتي أثمنُ من أن أضيِّعَها فيما لا ينبني عليه عملٌ.

 

لستُ مستعدًّا لأن أكون فريسةً لمن يتصيَّدون الشُّبهات من هنا وهناك، ويروِّجونها ويريدون منا - أنا وأمثالي - أن نفرغ جهدنا، ونُسخِّر أوقاتَنا في الجدال حولها كأنها ابتكارات آخر صيحة، في حين هي آراءٌ شاذةٌ للمستشرقين، نشروها منذ مدد طويلة للتشويش "علميًّا" على القرآن والسُّنة والتاريخ الإسلامي، لو تتبعتُ هؤلاء المجادلين لقضيتُ عمري في الخروج من شُبهة سمجة، للدخول في أخرى وثالثة وعاشرة.

 

ومن الغرائب أن مروِّجي هذه الشبهات من غُلاة العلمانيين يدَّعون السعي للتقدُّم، وهم يجرُّوننا إلى الخلف، ويزعمون الاصطفاف مع الإبداع، وهم يُكرِّسون التقليد، أفليس من الأفضل الاشتغال بالعلم النافع، والعمل المجدي؟ هل رأيتم عبر تاريخنا الثقافيِّ صاحب شبهة شبع من المِراء، ورجع إلى الجادَّة، وسلَّم بالحقائق؟

 

لا أقبل أن يُوضع الإسلام في قفص الاتِّهام لأقوم بالدفاع عنه، ألتمس له الأعذار، وأتوسَّل التخفيف في الحكم عليه، لا، الإسلام هو الحقُّ، ومهمَّتُنا التقدُّمُ به وخدمة قضايا الأمة، وليس المراوحة لإرضاء هذا الطرف أو ذاك، وإذا كان عمر الشُّبهات طويلًا، فإن حقائق الإسلام وحُججَه ساطعةٌ قويةٌ دامغةٌ تدحض الزَّبَدَ، ليس من خلال الجدل العقيم، ولكن بإصلاح العقول والقلوب والسلوك، ونشر الثقافة الدينية الأصيلة البيِّنة.

 

سئمنا شبهاتهم حول المرأة والأقليَّات غير المسلمة، وانتشار الإسلام بالقوة، وكيفية جمع القرآن وعلم الحديث، وأحداث الفتنة الكبرى، وصولًا إلى ما يسمُّونه "الإسلام السياسي"، ونحو ذلك مما تفنى الأعمارُ في الجدال حوله، وقد وجدوا من يُسايرهم في هذا النهج، وأكثرُهم لا علم له ولا معرفة عميقة بالمواضيع التي يثيرونها؛ وإنما يتَّبعون الأهواء، ويركبون العمياء، ويَخبِطون خَبْطَ عشواءَ، وربما لا يحافظ الواحد منهم على صلاته ووِرده، ويرون أن لهم الحقَّ في تناول الموضوعات والمحاور والمسائل! ولو اشتغلوا بتقوى الله، والاستزادة من العلم الشرعيِّ، وتهذيب النفوس، وإتقانِ أعمالهم، لكان أجدى لهم، وأنفَعَ للمجتمع.

 

على كلِّ حال، أنا لا أُستدرَج إلى هذه الحَلْبة، وأُفضِّل ساحات العلم والعطاء، والتفاعُل الإيجابيَّ مع كل مَن ترك المِراء، وطلب النقاش الجادَّ، والحوار المثمر.

 

وفي جانب المتديِّنين طامَّات أخرى؛ فقد ذكر المؤرِّخون أنه عندما كانت الجيوش الإسلامية تُحاصر القسطنطينية حتى أوشكت على السقوط، كان كبار رجال الدين المسيحي مجتمعين في إحدى كنائسها يُناقشون مسألةً خطيرةً جدًّا، هي "هل للمرأة روح؟!"، بالاشتغال بمثل هذه التُّرَّهات يَضيع الدين والعلم، وتَسقط الدول والحضارات.

 

مثل جميع طلبة العلم لا أتضايق من النقد؛ لكن من سوء الأدب، ومن التعالُم، فلْيردَّ كلُّ من أراد على من أراد فيما أراد؛ بشرط أن يرفع المستوى، ويتحلَّى بالأدب الجمِّ، وماذا يَضيره أن يكْسوَ ألفاظَه أحسنَ الحُلل؟ هذا دأْب أصحاب النفوس الكبيرة، ولْنترك الصغائر للصغار، فقد ذكروا في الأخبار: "أنهم جاؤوا رجلًا من ذُكران الرجال، فقالوا: جئناك في حُويجة، فقال: اطلبوا لها رُوَيْجِلًا".

 

وكم أتمنَّى أن يترك بعض إخواننا التعالُم، فالسؤال من أجل التعلُّم أفضلُ من الزعم والادِّعاء، وخوضُ الإنسان فيما لا يُحسن يُظهر تعثُّره، ويكشف سقطاته.

 

لقد تعلَّمنا من ديننا الإيجابية، وإعطاءَ كل شيء ما يستحقُّ من الاهتمام - لا نزيد ولا ننقص - وألَّا ندخل حوارًا إلا للتعلُّم والتعليم والتبادُل النافع، فإذا خلا من ذلك آثَرْنا الانسحاب؛ حفاظًا على أوقاتنا وأخلاقنا، وهذا ما ألزمت نفسي به، وكيف لا؟! وقد رأيتُني في إدبار عن الدنيا، وإقبالٍ على الآخرة، وهأنذا أحفظ أنفاسي من أن يضيع منها نَفَسٌ في غير فائدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة