• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

رسالة قبل الهزيمة!

رسالة قبل الهزيمة!
محمد نصر ليله


تاريخ الإضافة: 16/10/2017 ميلادي - 26/1/1439 هجري

الزيارات: 4437

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رسالة قبل الهزيمة!

 

كان العالم قبل ١٠٠ عام أو أكثر قليلًا سليمًا مُعافًى من هذا الخطر، ولكن كلما تقدم الزمان أصبح مُعرَّضًا للإصابة بهذا الخطر دون أن يشعر!

 

"العولمة" Globalization ببساطة شديدة، هذا المصطلح وما يندرج تحته أو يتفرَّع منه يكاد يكون أكثر الأمراض خطورةً على المجتمعات الشرقية، بل لا أكون مخطئًا إن قلتُ: على كل المجتمعات ذات الحضارة أو الثقافة الخاصة!

 

لن أتحدث هنا عن تعريفات اصطلاحية، أو مؤلفات علمية معقَّدة، ولكنني سأختصر الموضوع اختصارًا؛ لطول الحديث فيه.

إذا أردنا تعريفها اختصارًا: "فهى عملية جعل الشيء عالميًّا في مداه وتطبيقه".

وكلمة (الشيء) هنا المقصود بها: "كل شيء" ثقافيًّا، واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، وعسكريًّا، وسياسيًّا... إلخ.

 

تكمن الخطورة هنا كما بينَّا آنفًا على المجتمعات ذات الثقافات الخاصة أو الحضارات الخاصة، ففكرة العولمة لا تحتمل تنوُّعَ الثقافات، أو الإبقاءَ على حضارةٍ ما، في أي قُطر من العالم، إلا تلك التي تعمل تحت ظل الشمولية العالمية "الكونية"!

 

العولمة تعمل على نشر ثقافة المصَدِّر على حساب ثقافة المستقبِل، بل تعمل على فرضها فرضًا، وحين يكتمل فرض تلك الثقافة في المجتمع المستقبِل لها، تختفي حضارة ذلك المجتمع تحت أقدام تلك الحضارة الهشة التي لا جذور لها، نعم هي هشَّة تمامًا؛ لأنه حتى تتحوَّل الثقافة إلى حضارة، فهي تحتاج إلى مئات السنين حتى تُرسخ أقدامها في المجتمع، ويكتمل شكلُها أو صفاتُها البنائية، وهذا ما لم يحدث في العولمة!

 

تكلم الراحل محمود محمد شاكر - وهو الأديب المصري المعروف - عن خطر دخول ثقافة أجنبية على الثقافة العربية، في مقدمة كتابه "المتنبي"، تلك المقدمة التي عُني بها أشدَّ عناية، لدرجة أنها طُبِعت وحدها أكثر من مرة، وكانت بعنوان "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"، وتكمن أهمية الرسالة في أن شاكرًا نفسَه كان يعيش في مرحلة خطيرة من صراع الثقافات؛ مرحلة وصلت إلى الطعن في الثقافة العربية والإسلامية، وكان أشد هذه المراحل هو الطعن في نسبة الشعر الجاهليِّ، وما سيترتب على نجاح ذلك الطعن من الطعن في الإعجاز البلاغي واللُّغوي في القرآن الكريم؛ مما يؤدي حتمًا إلى انسحاق جذور الهُوية!

 

الهجمة العولمية على الثقافات مختلفة الخطورة، ولكن من أهمِّ مظاهر انتصارها في المجتمعات: انتشار المدارس الأجنبية التي تُعلِّم الأجيال ثقافةً "منقطعة الجذور" عن ثقافة مجتمعهم، ناهيك عن أُسَرهم، فيخرج الطالب ممسوخَ الثقافة، مُشَوَّه العقل، ومُشَتَّتَ الفكر؛ فيكون في المجتمع ساخطًا على كل ما فيه من قواعد، يعتقد بأنها تخنقه؛ لأنه بالطبع نشأ على ما يخالفها تمامًا، وينتقل الشابُّ بعد تخرُّجه إلى مرحلة البحث عن مجتمع واقعيٍّ يعيش فيه ثقافةَ العولمة تلك؛ فيبدأ في الدعوة إلى فكره، وإدخال ما يُخالف كلَّ فطرة بشرية سليمة؛ حتى يؤسِّس لنواة مجتمع مشوه فكريًّا كفكر المؤسِّس، وما يفعله أتباع تلك المناهج في بلاد الشرق أدلُّ دليل على ذلك؛ من نشر للإلحاد والعلمانية، إلى نشر الشذوذ واعتباره أمرًا فطريًّا طبيعيًّا، وكذلك الإباحية الجنسية!

 

اليومَ، ما يحدث من تغيُّر أخلاقي أو ثقافي في أقصى المشرق العربي، تجد له نظيرًا في أقصى المغرب الإسلامي، بل الأمر وصل لدرجة الظن أو الاعتقاد بأن الأمر مُرتَّب، ويصدر من جهة عليا إلى إداراتها التنفيذية التابعة؛ من كثرة تطابُق الأحداث.

 

بل الأمر نفسه أصاب الشرقَ العنيد في آسيا، فأصبحت الثقافة الآسيوية في انحسار، واستُبدلت بما تنتجه العولمة، اللهم إلا دويلات أو مناطق صغيرة عُزلت بعدما رفضت ذلك الغزو الفكريَّ القاتل!

 

الهند على سبيل المثال، كانت صاحبة أحد أعظم الحضارات الشرقية؛ بل كانت تضمُّ بين جنباتها حضارةً إسلاميةً عظيمةً، سقطت الهند ضحية هجمات العولمة؛ فاختفى كثيرٌ من ملامح حضارتها واندثر، ولم يتبقَّ من حضارة الهند إلا مسخٌ، ويظهر هذا أكثر في أفلامها التي صارت كأنها من إنتاج هوليود الأمريكية!

الآن نحن في مرحلة سحْق الثقافات لتبقى ثقافةٌ واحدةٌ؛ ثقافةُ العولمة، ثقافةُ القُطْب الواحد!

فهل من أمر يحدث فيحفظ ثقافة الشرق وحضارتَه؟! ويحفظ ثقافة العرب والقرآن؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة