• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

العقل الواعي في مقابل الرأي المعارض

العقل الواعي في مقابل الرأي المعارض
امحمد الخوجة


تاريخ الإضافة: 26/9/2017 ميلادي - 6/1/1439 هجري

الزيارات: 6449

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العقل الواعي في مقابل الرأي المعارض

 

لَمَّا خلق الله الإنسان حباه من المقوِّمات ما يَليق به ليتعايش مع الكون، سواء باعتبار هذا الإنسان امتدادًا وعنصرًا مهمًّا في الكون وجزءًا منه، أو باعتباره كائنًا يتعدَّد فتختلف خصائصه وميوله واتجاهاته.

 

ومن أهم المقومات التي يتمتع بها الإنسان: العقل، تلك البوصلة التي توجِّه الإنسان لأن يُميز ويُغربل ويُمحِّص، إلا أن هذا العقل لا بد له من وسيلة تساعده لأن يبقى في تجدُّد مستمر، بحسب تطوُّر الحضارة، وتوالي الأحداث والوقائع، وأما الوسيلة التي تحفظ تجديد العقل، فهي المعرفة التي تؤهِّل الإنسان لأن يتعايش مع الكون ومَن فيه من نبات وجماد وحيوان.

 

والفَهم السليم للإسلام هو الذي يقي المرء الانزلاقات الخطيرة التي تُمزِّق العلاقات، وتُشتت الأواصر؛ لأن أول ما دُعِي إليه الإنسان هو المعرفة (العلم)؛ قال ربي عز وجل: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾ [البقرة: 31]، وإنما حصل هذا موازاةً مع رفض إبليس أن يسجد لآدم بأمر من رب العباد، بمعنى أن رأي إبليس كان معارضًا لأمر الله سبحانه، لكن هل أعرض الحقُّ عز وجل عن رأيه ونحَّاه من الكون؟! أبدًا، بل استجاب له حين طلب منه الإنظار: ﴿ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الأعراف: 14]، وهذا هو المنهج الرباني لمواجهة المخالف والمعارض بالحجة وبالتي هي أحسن؛ لأن حجة إبليس كانت واهية، فالخَلْق من النار ليس هو مقياس التفضيل والمكانة، إنما العلة كانت في الامتثال والطاعة، وهو الأمر الذي كان من المفروض أن يُقدِم عليه إبليس!

 

وعليه، فهل مِن المفترض لنا أن نَكيل مكاييل السب والشتم والقدح لكل مخالفٍ؟!

إن الفكرة ينبغي أن تُجابَهَ بالفكرة، وهذه الفكرة محلها ومنطلقها العقل الذي تشرب برحيق العلم والمعرفة والبحث، وإلا فإننا نعلم بيقين أن سبَّ أهل الديانات الأخرى لا يجوز، وهو من باب سد ذرائع سبِّ خالق الكون، وقد يكون من باب ترك فرصة للآخر الذي قد يُغير أفكاره.

 

ولو عُدنا إلى قضية تعلُّم الأسماء - (المعرفة والعلم والتعلم) - لوجدناها عُرِضت على الملائكة ولم يَفقهوا كُنهها، ومعلوم أن إبليس كان من الجن، وبلغ بعبادته درجة الملائكة؛ أي: إن الأمر كان يهمه أيضًا، ولذلك أعرض ونأى بجانبه، ولم يرضَ بالسجود تقديرًا واحترامًا لآدم.

 

ومن خلال ذلك نُدرك أن صقل العقل بالمعرفة، أمر ضروري لمجابهة الرأي المخالف، بل احترامه وعدم الطعن في ذوات المخالفين؛ لأننا لا نجد أبدًا في القرآن الكريم أن الله عز وجل يَعيب خلقة إبليس، أو ينتقص من شكله وجسمه، ومع الأسف هذا هو الذي يحصل عند بني البشر؛ إذ غالبًا ما ينتقصون الأجساد والصور والأشكال، لمجرد أن صاحبها صدرت منه بعض الأفكار التي تخالف أفكارنا، وقد يرى أصحابها أنها سليمة!

 

فضرورة حضور العقل الواعي بهذه الأمور وغيرها، أصبحت حاجة مُلحة، ولا مناص من الانفكاك عنها؛ لأن الدعوة إلى استخدام العقول أمر وارد بقوَّة، وما كانت الآيات المتشابهة مثلًا في القرآن الكريم، إلا من أجل تحريك وشحذ تلك العقول للبحث في الحقيقة التي يمكن أن يتوصل إليها، من خلال اعتماد أساليب وآليات لفَهم المتشابهات من النصوص، وهذا التشابه هو الذي نتج عنه اختلاف فرقٍ كثيرة من المسلمين، فعُقِدت المناظرات، وأُلِّفت الكتب، ووُجِّهت الرسائل والردود، ولكن كل ذلك إنما كان في إطار النقد الموضوعي المعتمد على العقل ومقارعة الحجة بالحجة، بعيدًا عن السب والتعصب، اللهم ما كان يَند من البعض، وغالبًا ما كان يجرح صاحب ذاك الأسلوب، وعلى هذا تتأسَّس فكرة مُفادها أن القوي اللبيب هو مَن يملك معرفةً تَجعله يُقنع الآخر بلباقةٍ وحكمة، وحتى إن لم يقتنع صراحةً، فعلى الأقل يَترك له بعض الإشكالات التي تُؤرق مَضجعه، وقد يأتي يومٌ يُغير فيه رأيه وأفكاره، ولنا في إسلام عمر رضي الله عنه - وغيره ممن كانوا يعارضون رسول الله - قصةٌ وعبرةٌ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة