• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

اليأس من إمكانية التقدم والرقي

اليأس من إمكانية التقدم والرقي
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي


تاريخ الإضافة: 12/2/2017 ميلادي - 16/5/1438 هجري

الزيارات: 4678

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اليأس من إمكانية التقدم والرقي


هناك من أبناء الإسلام من يرى أن الأمة الإسلامية كانت في كثير من مراحل التاريخ ذات حضارة متميزة في مختلف المجالات، وقد تراجعت هذه الحضارة كغيرها من الحضارات الفارسية واليونانية والرومانية، وقد اندثرت ولا تقوم لها قائمة في الحاضر والمستقبل.

وهناك من أبناء الإسلام من يرى من باب الغيرة على الدين، وحب الخير للناس أن يبثوا فيهم التمسك بالجانب الشرعي فقط من فروض العبادات ونوافلها والمحافظة عليها أشد المحافظة، لأنه حسب زعمهم وتصورهم أنه يصعب اللحاق بركب الأمم المتقدمة، فبيننا وبينهم مسافات بعيدة من التقدم والرقي، ومن الصعوبة بمكان اللحاق بهم، ولو بذلنا الكثير من الأوقات والجهود.

 

إن هذه الآراء والتصورات وإنْ كان صدورها من أناس لهم مكانتهم في التأثير، ولكن هي بدون شك قاصرة وفيها خطورة كبيرة جداً على الأجيال المسلمة وخصوصاً إذا تشربوا واقتنعوا بها، لأنها تبث فيهم اليأس والإحباط وعدم العمل الجاد المثمر في الجوانب العلمية والتقنية.

وبالتأكيد أن هذا ليس صحيحاً البتة، فلا بد من العمل الجاد والتخطيط الجيد؛ لأن الدول المتقدمة اليوم وإن كانت لديها مقومات الحضارة المعاصرة، لكنها تفقد جوانب أساسية في دوام الأمم والحضارات، ألا وهو التمسك بدين الله تعالى عقيدة وشريعة، وكلنا رأى ما حدث لدولة الاتحاد السوفيتي، ثاني أكبر دولة في العالم، حيث انهارت وتشتت دويلات؛ لأنها كانت رمزاً للإلحاد، وما يتبعه من شيوع الرذيلة، وألوان متعددة من الفساد والفجور.

 

إن بث اليأس في الناس وتقنيطهم من صلاح الأمة في الحاضر والمستقبل، بلا شك مخالف لهدي القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿ يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87][1] ومخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يبث التفاؤل في الصحابة - رضوان الله عليهم - عند أحلك الظروف وأقساها.

 

ومن ذلك ما أورده البخاري رحمه الله في تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الطائف، وكانت من أشد المواقف التي مرت عليه صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله، وقد أرسل الله تعالى له جبريل عليه السلام ليأمر ملك الجبال ليطبق على أهل الطائف الأخشبَيْن، فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم: " أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا "[2].

 

إن الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى بث الأمل والتفاؤل في نفوس المسلمين عموماً، وأن الله تعالى ناصر دينه وجنده، قـال تعالى: ﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [آل عمران: 13] [3]، وقال تعالى: ﴿ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ﴾ [الصافات: 17] [4]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51] [5]، وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28][6].

 

وقد وعد الله تعالى، وهو أصدق القائلين، ولن يخلف الله وعده: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55] [7].

 

قال الشنقيطي - رحمه الله -: "إن الله وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات من هذه الأمة ليستخلفنّهم في الأرض، أي ليجعلنّهم خلفاء الأرض، الذين لهم السيطرة فيها، ونفوذ الكلمة، والآيات تدل على أنّ طاعة الله بالإيمان به، والعمل الصالح سبب للقوّة والاستخلاف في الأرض ونفوذ الكلمة"[8].

 

فينبغي على كل المؤسسات الدعوية والتربوية العامة والخاصة أفراداً وجامعات التأكيد على أهمية بث الأمل والتفاؤل وإمكانية تقدم الأمة ورقيها؛ لأن الله تعالى قادر ولا يعجزه شيء؛ أمره بعد الكاف والنون جل جلاله وعظمت قدرته، المهم أن نعمل ونجتهد، ونخطط بأقصى طاقات العمل والاجتهاد والتخطيط الإنساني، ثم نترك النتائج لله تعالى؛ لأنه هو المدبر والفعال لما يريد.



[1] سورة يوسف، الآية رقم: 87.

[2] البخاري، صحيح البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، حديث رقم: 2992.

[3] سورة آل عمران، الآية رقم: 13.

[4] سورة الصافات، الآية رقم: 17.

[5] سورة غافر، الآية رقم: 51.

[6] سورة الفتح، الآية رقم: 28.

[7] سورة النور، الآية رقم: 55.

[8] الشنقيطي، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ج 6، ص 36.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة