• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

بلوغ العشرين.. نظرة في صفحات الماضي

أبو مالك العوضي


تاريخ الإضافة: 16/8/2007 ميلادي - 3/8/1428 هجري

الزيارات: 9505

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
بينا أنا أقلب أوراقي، وأتأمل في مدوناتي، إذ وقفتُ على هذه الكلمات التي كنتُ كتبتُها منذ أربع عشرة سنة، فأعدتُ تأملَها، وحمدتُ الله عز وجل على الاحتفاظ بها، وصرتُ كأني في حلم أستعيد هذه الأيام وكأنها رأي عين.
وهذا ما كتبتُ:

تمت لي عشرون سنة ...
ولست أدري بِمَ أكملُ العبارة السابقة ...
أأقول: فقط! ... أم أقول: عشرون؟!! .... أم أقول: أخيرًا!

أحسست بإحساس غريب لما تذكرت أن ذلك اليوم الذي مر بي قريبا كان متمما لعشرين عاما لي، ولم أدرِ أأضحك وأبتهج وأستبشر ببقية الحياة، أم أبكي وأحزن لما فرط وفات من عمري؟!

وقلَّبتُ الأمور في ذهني فلم يرجح لدي شيء؛ فتلك العشرون كانت مليئة بالخير والشر، فإذا ما تذكرتُ أيام الهناءة والسعادة وراحة البال كنت كالحالم الذي لا يشعر بما حوله، وإذا ما تذكرتُ الشرور والآثام والجرائم والمبكيات والمهمات والملمات والصعاب والمقلقات والمزعجات ... إلخ انقبضتُ، واحتويت على أمر جسيم، وأكننت في نفسي ما تشيب له الولدان، وأتذكر أيام اللعب فأفرح وأحزن؛ الفرح للسعادة والحزن للضياع .. أوليس ذلك محسوبا من عمري؟ أولست مسئولا عنه؟

وأتذكر أيام الضنى والتعب والطلب والجوع والسهر والسفر والجهد والكد فأفرح وأحزن؛ الفرح لشعوري بأنني استفدت من أيامي ولم أضعها هدرا، وأنفقت أوقاتي فيما يجب وينفع ويبقى على الدوام أثرُه وهو بعدُ غير ناقصٍ لي من عمري شيئا، ولا من رزقي شيئا.

والحزن لخوفي أن يكون ما أجهدتُ نفسي فيه لم يكن بإخلاص، وخشيةً ألا يأتي التعب بجدواه فأفقد المسروق وأعاقب بالقطع!

انتابتني رغبة عارمة في البكاء ... البكاء ... البكاااء
نِعْمَ المريحُ للنفس .. البكاء
نعم المذهب للهموم ... البكاء
نعم المفرج للآلام .. البكاء

وينتهي البكاء ... ينتهي بالفرح ... لأنه قد استنفد المجهود وأخرج مكنون المكدود.
وما أشبِّهه إلا بحمام الماء البارد الذي يصيبك بالرجفة وتخرج منه نشيطا كأنما قد ولدت من جديد.

ثم أشعر في وقت أن تلكم العشرين مرت كأن لم تكن وكأن لم أستفد منها شيئا.

وتارة أشعر أنني شيخ كبير أفادتني التجارب والعناء وكأن هذه العشرين قد استطالت لثلاثين أو أربعين أو ...

أشياء كثيرة جدا مرت بي وأشياء كثيرة أذكرها، والذي لا أتذكره أكثر جدا.

وعندما أراجع بعض ما كتبت منذ زمن أدهش وأُشْدَهُ لأنني لا أكاد أذكر منه شيئا، ففي أي مطاوي الذاكرة ذهب ذلك؟ وفي أي معاطف الحافظة استخفى؟ وتحت أي ظلة من ظلل الأيام المنسية توارى؟

أجدني تارة شديد النشاط والعزيمة مُجِدا في الطلب وكأنني استيقظت من رقدة فوجدت القطار قد فاتني فأنهكت عَظْم الرجل في العدْوِ لبلوغه.

وأجدني تارة فلا تظنني السابق من كسلي وفتوري – ولا أضر من الفتور! – عن العمل، وإضاعتي وقتي في التفاهات.

أيتها العشرون الماضية!
لا تظني أنك بانقضائك لن تستمعي لي، فإني عازم على مخاطبتك.

سأخاطبك ... سأخاطبك سواء أسمعتِ أم لم تسمعي ... سأخاطبك ... وإنني أعلم أنما أخاطب نفسي.
أخاطبك فأقول:

أيتها العشرون الماضية!
عليك بالرفق والرحمة، وعليك بأن توصي العشرين الآتية – إن قدرها الله – بي خيرا فإنني أرجو أن يكون لي فيها من الخير أكثر مما كان لي فيك.

أيتها العشرون الماضية!
ما كان أقساك على طفل أو يقاربه قلبتيه ظهرا لبطن، وحولتيه أماما وخلفا؛ حتى صار حُوَّلا قُلَّبا فلا يدري أيشكرك أم يكفر مسعاك!

أيتها العشرون الماضية!
إياك أن تظني أن في انقضائك ما يجعلني يائسا، لا!، بل إن الخطأ هو الحامل على الصواب، وهو الدافع للحق، وهو المبصر بالمهاوي، والمبين للمهالك، وهو الذي يجعل المرء يترك الشر عن علم وتجربة وخبرة؛ فيعرف الضرر كيف يضر والنفع كيف ينفع.

أيتها العشرون الماضية!
عليكِ مني السلام؛ فأظنك قد أديتِ واجبك فاذهبي فلستُ حاقدا عليكِ، ويكفيك أنك قد جعلتيني مستعدا للمقبل – إن كان – بخير إن شاء الله عز وجل.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- بارك الله فيك
ابوالحسن - المملكة العربية السعودية 02/12/2010 09:15 AM

هذا حصاد تربية نافعة
أسأل الله أن يزيدك من فضلة وواسع رزقه.

6- دعاء
عبدالرزاف محمدصالح - البحرين 06/02/2010 08:52 PM
ماشاء الله عليك بارك الله فيك
5- ما شاء الله
ابو علي العنزي 21/12/2009 01:15 PM
بارك الله في عمرك وعلمك
4- نفع الله بك
عمر الانصاري - السعودية 03/01/2008 07:08 PM
ليت عشريني التي تكاد أن تنتهي كعشرينك المنتهية.
3- جزيت خيرا
أبو عبد الرحمن السالمي - السعودية 21/08/2007 02:37 AM
جزيت خيرا، وبورك فيك.
2- رائع
محمد - قطر 19/08/2007 03:16 AM
السلام عليكم
أسلوب رائع وبليغ
وياليت شبابنا يعلم أهمية الوقت والعمر
وصدق من قال : أعمارنا , أعمالنا .. لا أيامنا
أحسن الله إليك
1- هذا أيام العشرين ... فما بالك اليوم
أسامة بن الزهراء 18/08/2007 05:18 AM
بارك الله فيك يا أبا مالك
با له من أدب
هذا ما كتبته أيام العشرين
فما بالك اليوم
لا حرمنا منك أخي الحبيب
محبك وأخوك / أسامة
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة