• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

النهضة العربية

محمد الخطيب


تاريخ الإضافة: 22/9/2016 ميلادي - 20/12/1437 هجري

الزيارات: 4387

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النهضة العربية


النهضة حالة روحية فيها حيوية ويقظة وقوة، تسري في الأمة سريان النور مع الفجر وتمتد بشدة وسرعة فيكون أشبه بالضحى الماتع يريك معاني الفتوة جمالاً ونشاطاً وهمة (فهي كذلك ماثلة بصور مادية)، وإن كانت بحقيقتها قوى معنوية، ولا ينكرها إلا من رانت على قلبه الشهوة أو الضغينة أو من كان على بصره غشاوة لجهل أو غفلة أو همة قاصرة، وعلى هذا فالنهضة العربية حقيقة متبلورة، وصورة ناطقة، وأقرب دليل على وجودها أننا نتحدث عنها وندعو باسمها، وأن تتوارد الأسئلة عنها والأبحاث فيها والنصائح التي تقدم بين يديها ومن خلفها، ليمهد سبيلها وتسدد خطواتها.

 

إن النهضة قوة، وكل قوة توجِّه وتوجَّه، وإلا كانت كالسيل طغياناً لا خير فيه إلا قلة، ثم لا يكون هذا الخير إلا بعد زواله، لذلك علينا أن نتدبر الأهداف التي نريدها، فنتصور المستقبل كما نهوى، ثم نرسم الخطط والبرامج العملية...

 

فأما الخطط فهي مرسومة، وما أكثرها؛ تراها في برامج الجمعيات والأحزاب والنوادي وما إليها، وكلها تدور حول مستقبل يعكس صورة الماضي العربي بعزه ومجده وهذه البرامج بحقيقتها متوآلفة، وإن كانت بمظاهرها أو بعض فروعها أو في وجهات نظرها، متخالفة.....

 

إن نهضتنا العتيدة لم تجد سبيلها الممهد إذ اعترضتها نكبات روعت الناس بأهوالها؛ فاستدعت نكوصاً ووقوفاً واتخاذ سبل ملتوية، غير أنها مع ذلك ما انفكت تسير بروح النهضة وعزيمة النهضة، ففي وقوفها إقدام، وفي نكوصها إقبال، وفي التواء سبيلها غاية.

 

لذلك فإن المفاجأة ما انقضت بروعتها واستقرت الأبصار على ما حل بنا، حتى عادت إلى النفوس طمأنينتها، طمأنينة من وطد نفسه، لا من ركن إلى دعة، فهب المتململون وهب الداعون، ولا يزالون بسبيل من التعارف قبل منح الثقة رأس مال القيادة.

 

وإذا أردنا أن نقول في هذا الموقف كلمة تمليها العبرة والخبرة فإنا نقول بإيجاز: هذه نهضات الأمم على اختلافها، وهذه نهضة الأمة العربية بإسلامها، فلنعتبر بها جميعها، ولنتخذ منها المبادئ الجامعة ولنسلك سبلها الممهدة مما نراه موافقاً لمزاج أمتنا، لئلا نعاكس فيها الطبيعة، فنضيع جهوداً نحن أحوج إلى استثمارها، وأوقاتاً نحن أحوج إلى اغتنامها. إن الأمة شعوب راحلة، تخلدها مع بقاء النوع عادات موروثة وأخلاق متماسكة ومبادئ قويمة، وعقائد مرشدة تصور أحلاماً مثلى تكون كنجمة القطب مناراً يستحث الجميع ويلقي عليهم أشعته.

 

وإن الشعب جماعة كبرى تحتاج إلى أواصر محكمة، وقيادة حكيمة، توفق بين الحاجات الفردية والآمال الشخصية وتمركز في الأحياء صورة الماضين بأشباحهم، والآتين بمواكبهم، وتجعل منهم أمة ذات مكانة.

 

لذلك فإنا إذا استهدفنا في نهضتنا الحاضرة أن نكون أمة خالدة محترمة، وجب علينا أن نتدبر الصلات الروحية في الأمة، والمقومات المادية في الحياة، والعناصر المؤيدة، وأن نسعى إلى ذلك سالكين أقرب السبل.

 

فأما الصلات الروحية، فنجدها في العقائد والأخلاق والوطنية الخالصة نفهم الدين والوطنية رباطاً محكما لا طائفية ممزقة وحزبية مبيدة.

 

وأما المقومات المادية فنجدها في الزراعة – وبلادنا بدرجتها الأولى زراعية – والتجارة والصناعة، على أن نفهم منها مصلحة الأمة جمعاء وأن المادة والإنتاج وسيلة لا غاية.

وأما العناصر المؤيدة فنجدها في القوة وتربية الرجولة، وروح الجندية الصحيحة.

 

ومتى عرفنا ذلك بتفصيله حق المعرفة، حتى يكون بمنـزلة الشعور المقيم لا الفكرة الطارئة، ونظمت لجان تقوم بحدودها لتحقيق فروع هذه الغايات الشاملة، وكانت إلى جانب ذلك دعاية، تنبه الشعور بصورة مستمرة، وتوقظ الضمير العام في الأمة، حتى لا يتاجر بوطنيتها المخادعون الذين عرفتهم أوروبا باسم (Demagogue) هم وأحزابهم فيؤخذ الوطن من غفلة باسم «الثقة»، فإننا عند ذاك نسير إلى الأمام بخطوات «يابانية» بل «إسلامية» تعيد ذكرى رجالات رعوا بأمسهم شاة، ثم جاءهم الإسلام فأحسنوا رعاية الأمم!

 

إن كل قطر عربي ما يزال حتى الساعة يسير ضمن الحدود التي رسمتها له السياسة الغربية المستعمرة، اللهم إلا في شعوره، فإنه كالموج يحطم الحواجز الإقليمية المختلقة ويمتد إلى آفاقه الرحبة، فإذا استمر السير إقليمياً، كان الخطو بطيئاً، وقد يؤدي إلى مالا تحمد عاقبته، وإذا أعاد سيرته ففكر السوري بمصالح العراقي، وفكر الحجازي بمصالح اليمني، وفكر المصري بمصالح المغربي وهلم جراٍ وعمل العربي في جميع هذه الأقطار بروح واحدة، كانت الغاية الكبرى «وحدة العروبة» قريبة التناول رغم مكر السياسة العربية الاستعمارية؛ ولا بد لهذا من تقوية الشعور المشترك بكل مناسبة وأقرب وسيلة هي رحلات شباب العروبة إلى مختلف أقطار عروبتهم، ليثيروا كوامن شعور الإخاء، فيصقلوا صدأ السياسة الإقليمية الطارئة وطبيعي أنه متى كان اجتماع كان كلام، ومن بعد الكلام خطط وبرامج وأعمال.. فأين العاملون؟

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثالثة، العدد التاسع، 1356هـ - 1937م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة