• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

عصر السرعة والخفة والسطحية

د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري


تاريخ الإضافة: 28/8/2016 ميلادي - 25/11/1437 هجري

الزيارات: 6164

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عصر السرعة والخفة والسطحية

 

أكتب هنا لأجيالنا الشابَّة الصاعدة؛ لأني أعرف أنَّ هناك مَن شبَّ عن الطوق، ولم تعد له رغبة في أن يسمع للآخرين أو عنهم؛ لذلك فالأمل معقود على مَن لم تتلطَّخ بصيرته بعدُ بفيروس السرعة، الذي لم يعد يفرِّق بين الأمور التي ينبغي الإسراع فيها، وتلك التي تتطلَّب تأنيًا ورويَّة.

 

كلُّ شيء له آداب وأصول، والسرعة لا تعد استثناءً، من ملاحظاتي الشخصية، أستطيع أن أجزم أن أغلب شعوبنا العربية يسيل لعابها وراء البريق اللَّامع، ولا تعرف القيمةَ إلَّا من خلال رؤى الآخرين عنها.

 

للأسف، تتشكَّل أغلب معارف شعوبنا العربية على طريقة "الأكل السريع" (Fast Food)، على الأقل هذا ما تكشفه لنا "وسائل" المعرفة المختلفة، كل شيء على الخفيف، ويا ليت كان الشعار: ما خفَّ حمله وغلا ثمنه! مثلًا (تويتر) أسرع، ومتابعوه أكثر خفَّة، كل ما يهم المتابعين هو كلمة أو عبارة أو سطر لا يكتمل، الفيسبوك أيضًا كلَّما كان على الخفيف اعتبر أفضل - صورة، عبارة، سطرًا، سطرين - يَنتهي الأمر بمجرد ابتعاد العين عن المكتوب.

 

أنا لا أقلِّل من تأثير وأهميَّة هذه المواقع؛ فالنوافذ التي تفتحها لا تقدَّر بثمن، إنما القصد إعراض الكثيرين عما وراء النوافذ؛ بحجَّة مواكبة السرعة، نريد أن نكبر سريعًا لنكون شيئًا ما، ولكن نكتشف أنَّ العمر تقدَّم بنا ولم نكبر معرفيًّا.

 

ستلاحظ أيضًا أن أكبر المشاهدات يحصدها المشهورون من الكتَّاب بمختلف مشاربهم، ولكن قلَّما تجد مادَّة دسمة للفكر مع أكثر هؤلاء، ربما - بل أكيد - عرفوا من أين تؤكل الكتف؛ مادة خفيفة مما يَطلبه الجمهور، لا تُسمِن ولا تغني من جوع معرفي أو فكري.

 

دعك من أصحاب الشهرة، يمكن ملاحظة عدد المشاهدات التي تُظهرها بعض مواقع النت من كتابات مَن لم يحظوا بشهرة، الملاحظ أنَّ أكبر عدد من المشاهدات يتركَّز على المواضيع الخفيفة، والتي لا تتطلَّب تفكيرًا؛ مثل مواضيع العواطف والمشاعر، الغناء، الرياضة، "كيف تصبح مليونيرًا في خمسة أيام"... إلخ - غالبًا، شعار العصر العربي الحاضر هو: مرِّر عيونَك وانطلق، لو لم يكن هذا الأمر ظاهرة، لما لفت الانتباه له، ولكنه للأسف ظاهرة مجتمعية مَرَضيَّة.

 

باختصار: عندما يكون هذا هو الحال، فلا سبيل لتقدُّم أي مجتمع مهما كانت آماله ورغباته، فهي تظل آمالًا ورغبات، ولم تتعدَّ للفعل، ما دُمنا نهرُب من التفكير وبذل الجهد حتى في أهمِّ ظاهرة صحيَّة عرفتْها المجتمعات وهي القراءة، ونزل بها كلام الله في أولى آياته على الإطلاق آمرًا: ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1]، فلا مجال للحديث عن أي تقدُّم من أي نوع، بل العكس هو السائد والذي سيستمر.

 

﴿ اقْرَأْ ﴾؛ تعني: تفكَّر، تدبَّر، تجوَّل ببصرك وبصيرتك في هذه الحياة، إنَّها لا تعني فقط القراءة والكتابة كما نعرفها بحروفها الأبجدية، لا تعجب بشيء وتمر عليه مرور الكرام! "مرور الكرام" ليس هذا موضعه بلا شك؛ "مرور الكرام" له أصوله وآدابه، كما للسُّرعة أيضًا مكانها وأصولها وآدابها.

 

﴿ اقْرَأْ ﴾؛ تعني: خذ وقتك، وحاول أن تفهم، لا شيء يمكن أن يعود عليك بالنَّفع ما لم تبذل مجهودًا فيه، لا يتعلَّم قيادة السيارة مَن همُّه أن يقودها بسرعة في أولى أيامه، لا شيء يقود للمهارة إذا بدأ ومفهوم السرعة مسيطرٌ على الذِّهن، لا يمكن تعلُّم لغة في خمسة أيام؛ فالمهارة والمعرفة تحتاجان لتأنٍّ وممارسة وبذل مجهود.

 

الأيام تمر سريعًا، فلا نجعلها أسرع بتسرعنا، وخاصة عندما يتطلب العمل تأنيًا وإتقانًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة