• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

العالم بين التخصص الدقيق والموسوعي

العالم بين التخصص الدقيق والموسوعي
د. مصطفى عطية جمعة


تاريخ الإضافة: 30/7/2016 ميلادي - 25/10/1437 هجري

الزيارات: 14277

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العالِم بين التخصص الدقيق والموسوعي


من المهم وجود العالم الموسوعي الذي يحيط بأكثر هذه العلوم ويتقنها، ولكن هذا العالم نادر الوجود، بالنظر إلى كثرة العلوم الشرعية، وتعددها، وتعمقها، وما أضافه علماء الإسلام على كل علم منذ القدم وإلى عصرنا، مما يجعل من الصعب أن يلمَّ كل عالم بأسس العلم وعمقه وأطرافه ودقائقه وقضاياه. إنه تحدٍ يشغل كثيرًا من الباحثين الذين ينظرون إلى العلماء القدامى العظام ويرون أنه ليس في الإمكان الوصول إلى ما وصلوا إليه علمياً، خاصة عندما يرون مصنفاتهم ضخمة الحجم، متنوعة الموضوعات، أمثال: الخليل بن أحمد، ابن جرير الطبري، عبد الله بن كثير، ابن الأثير، القرطبي، الحسن بن الهيثم، ابن سينا، ابن رشد، الشافعي، ابن تيمية، والجاحظ، وغيرهم.

 

ولمناقشة هذا الأمر، من المعلوم أن هناك تفاوتاً في القدرات، وأن العلماء الموسوعيين على نوعين:

النوع الأول: الموسوعيون المبدعون:

وهؤلاء الذين نبغوا في عدة علوم، وبعضها ابتكر علوماً جديدة، مثل الإمام الشافعي بتأسيسه علم أصول الفقه، والخليل بن أحمد وتأسيسه لعلم العروض، وهؤلاء يتميزون بسعة المعرفة والاطلاع على علوم عديدة وغزارة الإنتاج العلمي، والأهم قدرتهم على الإضافة العلمية الحقيقية إما بتأسيس علوم جديدة، أو بترسيخ وترتيب علوم موجودة أو بطرح نظريات جديدة، وكل هذا يتجمع في مؤلفات كثيرة تتوارثها الأجيال، وتمثّل مراجع علمية معتمدة، ويصبح العالم نقطة مضاءة في التاريخ العلمي بشكل عام.

 

النوع الثاني: العلماء الموسوعيون المجمِّعون:

وهؤلاء ظهروا طيلة التاريخ الإسلامي، وكان دورهم عظيماً يتمثل في تجميع جهود العلماء وتنسيق إنتاجهم العلمي في مجلدات ضخمة، عكفوا عليها سنوات، وهم صحيح لم يضيفوا علوماً جديدة، إلا أنهم حفظوا العلوم المتوافرة، وجمعوها في مجلدات وموسوعات، خاصة إبان المحن والأزمات التي أصابت الأمة الإسلامية، وهددت بضياع العلم. والمثال الأبرز في هذا، عند هجوم المغول (التتار) على بغداد، وإحراقهم مكتباتها العامرة أو إلقائها في نهر دجلة، وقد حوت مئات الآلاف من الكتب والمجلدات [1]. فنهض علماء الأمة ليذودوا عن العلم، فقاموا بعمل الموسوعات الضخمة، وأعادوا فيها تسجيل العلوم وجمعوا شتاتها في موسوعات ضخمة لحفظ العلم، وهو ما حدث أيضا إبان فترة التأخر الحضاري للأمة الإسلامية، حيث اتجه العلماء لهذا التوجه. ولعل المثال الأبرز معجم لسان العرب للفيروزأبادي الذي جمع فيه كل ألفاظ العربية، وجعله موسوعة جامعة.

 

إن مفهوم الموسوعية لا يعني الإحاطة بكل العلوم، بقدر ما يعني اتساع دائرة المعرفة العلمية لعلوم متعددة، والعلماء الموسوعيون المبدعون القدامى كانوا نابغين في ثلاثة أو أربعة علوم أو أكثر، ولكنهم كانوا على دراية ومعرفة بسائر العلوم الأخرى، وهذا ما جعل مؤلفاتهم عميقة التناول، موسوعية المعرفة، جديدة في الإضافة العلمية.

 

فمن السلبيات التي نراها الآن ظاهرة العالم المغرق في تخصصه الدقيق، دون اطلاع على علوم أخرى، أو الضلوع في التعرف على هموم الأمة والمجتمع. فالتخصص الدقيق مطلوب في عصرنا، ولكن الغرق فيه، بأن يجعل العالِم حدوده تنتهي عند حدود تخصصه، أمر غير مطلوب، وكلما كان العالم مثقفا كان هذا أدعى إلى إثراء تخصصه الدقيق، وإفادة مجتمعه من حوله.

 

جاء طرح هذه القضية في دراستنا، إيمانا بأهمية العالم الموسوعي، أو ذي الثقافة الموسوعية الثرية، بجانب إتقانه لتخصصه الدقيق، آخذين في الحسبان أن تعدد العلوم، وكثرتها، واتساع مجالاتها واهتماماتها، والإضافة العلمية التي تحدث كل ساعة، وحاجة العالِم إلى المتابعة الحثيثة للجديد في مجال تخصصه. فنقول: نعم للعالم ذي الثقافة الموسوعية، ليكون متابعا لقضايا الأمة، ومشكلاتها، رابطا تفكيره بالمستجدات في حياة الأمة.

 

عندما نشدد على الموسوعية فهذا يعني عالما متين التأسيس العلمي، بامتلاكه العلوم الأساسية في مجال تخصصه، مثل الفقيه والأصولي، لابد أن يحيطا بعلوم القرآن والحديث والتفسير والفقه واللغة.. إلخ، ثم تأتي الثقافة الموسوعية بإبحاره في علوم أخرى، مثل علوم الاجتماع والتاريخ والفلسفة والسياسة والاقتصاد والتربية وغيرها. وبالتالي تكون الثقافة الموسوعية تالية على العلوم المؤسسة وعلى التخصص الدقيق، وتكون مفتاحا لكل باحث لفهم المزيد عن العالم حوله، فلا يمكن فهم قضايا العصر والإنسان من منظور واحد، لأنها متشابكة في أسبابها، ولكي نقرأها جيدا لابد أن نقف على مختلف أسبابها وجوانبها ومن ثم تأتي المناقشة والحل موضوعيين.

 

وهذا مهم في مجال الفروض الكفائية لأننا نريد العالِم موسوعي الثقافة الذي يقرأ قضايا عصره ومجتمعه بشكل علمي، متسلحا بمعارف مختلفة. وعندما يجتهد فهو يجتهد من خلال تخصصه الدقيق في قضية ما، بعدما يستوفي كافة جوانبها، وتكتمل الرؤية لديه، من خلال جملة المعارف والعلوم التي استقاها من ثقافته، وأيضا من خلال مشاورة المختصين في المجال المراد، وهو في مشاوراته يستفيد من رصيده الثقافي الموسوعي في تلقيه المشورة. ولنضرب مثالا على ذلك، لو أراد الفقيه أن يفتي في قضية طبية مثل زراعة الأعضاء، فعليه أن يستشير أهل الطب، ويدرس مختلف جوانب القضية، وأبعادها النفسية والاجتماعية، متعرضاً إلى من يبيعون الأعضاء بقصد التجارة ومن يتبرع بها صدقة، ومن ثم تكون الفتوى مستندة إلى أكبر قدر من المعارف والعلوم.



[1] انظر للمزيد: محنة الإسلام الكبرى أو زوال الخلافة العباسية على أيدي المغول، د. مصطفى طه بدر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط2، 1999م، ص177-180.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة