• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

وهن الأمة: مرض مزمن أم سوء تشخيص؟

عمر إبراهيم المدرس


تاريخ الإضافة: 29/5/2016 ميلادي - 22/8/1437 هجري

الزيارات: 6107

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وهن الأمة: مرض مزمن أم سوء تشخيص؟


يقول المؤرِّخ الإنكليزي الشهير توينبي صاحب كتاب (دراسة للتاريخ): إنَّ الأمم والحضارات كالإنسان، تمرُّ بمراحل مختلفة حتى تصِل إلى القمَّة والارتقاء، ثمَّ بعد ذلك تتراجع وتضمحلُّ لتحلَّ محلها أمَم جديدة، ويرى توينبي أنَّ هناك حضارات بدت عليها علامات الشَّيخوخة والموت؛ منها الحضارة الإسلاميَّة، التي فقدَت عناصر الديمومة والبقاء؛ كما يقول.

 

ولستُ هنا في محلِّ مناقشة رأي توينبي، إلَّا أنَّ رأيه يبقى رأيًا بشريًّا، يصيب ويخطئ، ولكن المؤكد في هذا الموضوع أنَّ الكثير من أبناء الأمَّة - إن لم يكونوا الأغلبيَّة - يرَون ما يراه توينبي ويوافقونه؛ لأنَّهم وصَلوا إلى مرحلةٍ حرجة من اليأس والاستسلام بسبب واقع الأمَّةِ المرير والمتفاقم، وأن الأمَّة في مرَض مزمِن لا يمكن لها الشِّفاء منه مهما أجريَت عمليَّات الاستئصال والتخدير، وعمليات الإنعاش والصَّدمات المختلفة.

 

هذه النَّظرة السوداء تعشش في أذهان الكثيرين؛ بل كما قلت: أغلبية الأمَّة، وهي ترى ما يحصل بالأمَّة من نزيفٍ يومي، واستنزافٍ لقدراتها وشبابها وطاقاتها في الحروب والمعارك والأحداث اليومية الدامية، وسيطرة شِبه مطلقة لأيادي الغَرب بمقدَّرات الأمَّة وطاقاتها.

 

ولكن يَبقى السؤال الجوهري: ما هو السَّبب لكلِّ هذا التراجع والانتكاس الذي تعيشه الأمَّة؟ هل السبب في طُرُق المعالجة والاستشفاء، أم أنَّ المرض مزمِن لا يمكن علاجه وإنهاؤه؟ وعندها على الأمَم أن تتقبَّل انتهاء حضارتها وتاريخها، وتستسلم وتسلِّم الأمور لغيرها.

 

إن علاج العلة يبدأ من تَشخيص المرض وتحديده، فهنا أخطأَت الأمَّة بمفكِّريها وعلمائها ومثقَّفيها وكل مَن غابت عنه حقيقة المرَض، وهو أنَّ الأمَّة تمرُّ بمرَض فكري قبل أن يكون غيره؛ ذلك المرض الفكري الذي يعالِج النتائجَ ويترك الأسبابَ لتولِّد نفسَ تلك النتائج، المرض الذي يَصنع المفتاح قبل أن يتعرَّف على القفل، ويعطي الدواءَ قبل أن يشخِّص الداء.

 

هذا المرض الفكري والتثاقل المعرفي يصبُّ جامَ غضبه على الخارج؛ أي: الدول المعادية والمؤامرات التي تَستهدف الأمَّةَ، لكنَّه يتغاضى بصورة واضِحة عن الأسباب الداخليَّة والمداخل التي مهَّدَت لكلِّ تلك التحركات والمؤامرات، فمن أين تدخل الرِّيح لولا أن الباب مفتوح! ولولا وجود الوهن؟!

 

((حُبُّ الدنيا، وكراهية الموت))؛ بهذه العِبارة القصيرة عرَّف النبيُّ صلى الله عليه وسلم الوَهن، وهذه العبارة على وجازتها تحمِل في طيَّاتها دلائل كثيرة، فهي لا تتعلَّق بالموت والحياة فقط، بل تتعدَّى لتشمل صراعَ الداخل؛ الصراع بين الإنسان والنفس، وصراع المادة مع الروح، والجمود مع الحركة، والتثاقل مع الانتقال، والخمود مع الإبداع والتغيير.

 

الوهن الفكري والروحي يتحوَّل هنا إلى وَهن عضلي وجسدي، ونفسي واجتماعي، ومعرفي وثقافي وديني؛ ليشمل كلَّ مظاهر الدِّين والدنيا، فيؤثِّر على الأمة والحضارة؛ لأن الدَّافعية الذاتية في تلك الأمَّة بدأت تَخمد وتتراجع، فيصبح اهتمام الأفراد اهتمامًا ماديًّا صرفًا، وبالتالي يصير اهتمامهم فرديًّا نفعيًّا لا يتعلَّق بالأمَّة.

 

هنا تكمن العلَّة الأولى، وهي كما قلنا: علَّة فكريَّة روحية، تكدَّسَت في أذهان أبنائها، وبناء على التشخيص الخاطئ من تصنيف المرَض على أنَّه مرض مادِّي لا فكري وروحي، كان لا بدَّ أن تكون طُرق علاجه طرقًا مادِّية؛ لأنهم لا يرون القضيَّة قضيةَ فكر معوج يفتقر إلى الرؤية السليمة والعلاج الموضوعي، ولا يرون القضيَّةَ قضية روح باهتة في الأمَّة تفتقر إلى العزيمة والديمومة والطاقة التي تَدفعها بكلِّ قوة إلى العمل والحركة؛ وهي طاقة الإيمان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة