• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

امرأة من أهل الجنة

امرأة من أهل الجنة
فاطمة الأمير


تاريخ الإضافة: 8/12/2020 ميلادي - 23/4/1442 هجري

الزيارات: 5185

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

امرأة من أهل الجنة

 

الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده حمدًا يليق بجلاله وعظمته، وأشكره شكرًا يوازي فضله ونعمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

هل تخيلت يومًا أن تمتلك القصور والأموال، هل تخيلت يومًا أن يكون لديك خدم وحشم، لديك من المال ما يغنيك العمر بأكمله، حياة رغدة ليس بها أي مشقة أو تعب.

 

هل تخيلت أن تترك كل هذا العالم بثرائه وتقبل على عالم جديد، عالم لمس أوتار وفطرة قلبك.

 

سأروي لكم اليوم قصة فيها من الثبات ما فيها، قصتنا اليوم أحباب الله عن سيدة من سيدات نساء العالمين.

 

إنها السيدة آسيا بنت مزاحم امرأة أكبر طاغية في زمانه، إنها زوجة فرعون عدو الله، كانت تعيش متنعمة في قصرها بين الجواري والعبيد، ملكة متوجة على عرش المملكة، ولكنها لم تتأثر أو تتلوث فطرتها من مشاركة فرعون عالمه وملكه، بل إنها ثبتت على الحق عندما أنار الله لها الطريق بمشعل نور رباني، فكانت سببًا في نجاة سيدنا موسى عندما التقطه جنود فرعون من اليم، فعندما رأته السيدة آسيا رأت وجهًا يتلألأ نورًا، فقالت لفرعون: ﴿ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾ [القصص: 9].

 

وعندما دعا موسى عليه السلام إلى التوحيد، آمنت به ماشطة قصر فرعون، إلى أن علم فرعون ذات يوم بإسلام وإيمان الماشطة بموسى، فقالت لفرعون متحدية إياه: ربي وربك الله، فأمر بقذفها في النار هي وأولادها جميعًا، ثم ما لبث أن علم فرعون أيضًا بإسلام زوجته السيدة آسيا فيما بعد، عندها أقسم فرعون الطاغية أن يذيقها أشد العذاب.

 

هذا المتكبر الذي ظن أنه الإله ورب كل هؤلاء الناس، بئس الظن الذي ظنه، كان يقول: أنا ربكم الأعلى، حاشا لله أن يكون له شريك، فهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، ثم جمع القوم، وقال لهم: ماذا تعلمون في آسيا بنت مزاحم، فأثنى عليها القوم، ثم قال لهم: إنها تعبد إلهًا غيري، فقالوا له: اقتُلها، عجبًا لهذا التناقض وعجبًا لهذه القلوب المريضة التي تغيِّر رأيها في لحظة.

 

نادى فرعون في جنوده، فأوتدوا لها الأوتاد، وشدوا يديها ورجليها، ووضعوها تحت أشعة الشمس المحرقة، بل إنه أمر جنوده بوضع صخرة كبيرة على ظهرها وهي التي كانت بالأمس بين قومها ملكة متوجة، متنعمة بالملبس والمأكل، تحت يديها آلاف الجواري والعبيد، واليوم تُذَلُّ وتُهان، وتُقتَل بأبشع الصور.

 

وقبل أن توضع الصخرة على ظهرها، رفعت بصرها إلى السماء وقالت: رب ابنِ لي عندك بيتًا في الجنة، طلبت جوار الله، ولم تبالِ بالتعذيب والإذلال آنذاك.

 

وقبل أن تُلقى الصخرة على جسدها، أبصرت منزلها في الجنة، ففاضت روحها وألقيت الصخرة على جسد لا رُوح فيه: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11].

 

ففازت بحسن ثباتها، فلقد أبصرت نور الحق، ولبَّت نداء الله، وآمنت بربها الله الواحد الأحد في أشد الظروف صعوبة.

 

صدَقت الله ولم يضرَّها كفرُ زوجها، أو تغيرت وتكبرت مثله، بل عرفت الحق وثبتت عليه، لقد جعل الله السيدة آسيا مثالًا في الثبات والصبر عند الشدة، والابتلاءات والتصديق بالله والإيمان به وحده، فكوفئت ببيت في الجنة، بل ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه بأنها من سيدات نساء العالمين؛ "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ".

 

انظروا إلى هذا العطاء من الله لسيدة ثبتت في زمن امتلكت فيه كل شيء، ونحن كم تهاونَّا، وكم تركنا من أوامر الله.

 

لنثبت على الحق، ونتَّبع المنهج الإسلامي لنفوز بجنة عرضها السماوات والأرض تنتظر من يطرق أبوابها، أسأل الله لي ولكم الثبات والإخلاص لله قولًا وعملًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة