• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

ضوابط المؤرخ في تعامله مع الأحداث التاريخية من وجهة نظر ابن خلدون

د. عمر بن محمد عمر عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 22/11/2017 ميلادي - 4/3/1439 هجري

الزيارات: 10209

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضوابط المؤرخ في تعامله مع الأحداث التاريخية

من وجهة نظر ابن خلدون


يجب على المؤرِّخ في دراستهِ للأحداث التاريخيَّة الانضباطُ بالضوابط المنهجيَّة التي تعصمه مِن الزللِ الذي أصابَ كثيرًا من المؤرِّخينَ القُدامَى والمعاصرين؛ ومنها:

1- سَعَة الثقافة.

2- الربطُ بين الحوادث ارتباط العلة بالمعلول والماضي بالحاضر.

3- قياس الغائب بالشاهِد.

4- عدم الاعتماد على مجرد النقلِ دونَ تحليلٍ.

5- الإلمام بقواعد السياسة والعمران في المجتمع الإنسانيِّ.

 

•وقد عبَّرَ ابن خلدونَ عن هذا كُلِّهِ بقولهِ:

"إنَّ المؤرخ مُحتاجٌ إلى مآخذَ متعددة، ومعارفَ متنوعة، وحُسْنِ نظر وتثبُّت، يُفضي بصاحبه إلى الحقِّ، ويبتعد به عن المَزلات والمَغالِط؛ لأنَّ الأخبار إذا اعتُمِد فيهَا على مجرد النقل، ولم تحكم أصولُ العادة وقواعد السياسة والعمران والأحوال في الاجتماع الإنسانيِّ، ولا قِيسَ الغائب منها بالشاهدِ، والحاضرُ بالذاهبِ - فربما لم يُؤمَن فيهَا مِنَ العثور ومزلَّة القَدَم، والحَيْد عَن جادَّة الصدق، وكثيرًا مَا وقعَ للمؤرِّخين والمفسِّرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع؛ لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا، ولم يَعرِضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبَروها بمِعيارِ الحكمة، والوقوف على حقائق الكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبارِ، فضَلُّوا عَن الحقِّ، وتاهوا في بَيْداءِ الوهم والغلط.

 

كما يحتاج المؤرخ إلى العلمِ بقواعد السياسة، وحقائق الموجودات، واختلاف الأمم والبقاعِ والأعصار في السِّير والأخلاق والعوائد، والنِّحل والمذاهب وسائر الأحوال، والإحاطة بالحاضر مِن ذلك، ومماثلة ما بينه وبين الغائب مِن الوفاق، أو بَوْن ما بينهما مِن الخِلاف، وتعليل المتَّفق منها والمختلف، والقيام على أصول الدولِ في الملك، ومبادئ ظهورها، وأسباب حدوثها، ودواعي كونِها، وأحوال القائمين بها وأخبارهم؛ حتى يكون مستوعبًا لأسباب كُلِّ خبره، وحينئذٍ يعرض خبر المنقول على صحة ما عنده من القواعد والأصولِ، فإنْ وافقها وجرى على مقتضاها، كان صحيحًا، وإلا زيَّفه واستغنى عنه"[1].

 

وعلى هذا؛ فالتاريخ ليس مجرَّدَ ماضٍ انتهى، بل هو جزءٌ مِن نهر حياتهم الذي تتدافع بينَ شُطآنِهِ أمواجُ التقدُّم أو التخلُّف، فيكاد الماضي ينسكب في الحاضر، ويكاد الحاضر ينصهر بين مَعبَرَيِ الماضي والمستقبل.

 

وعلى هذا أيضًا يتأكَّد أنَّ مجتمع المسلمينَ ليسَ مجتمعًا مستقبليًّا مُطلقًا سائِحًا في الرؤى والأحلام، ولا مجتمعًا حاضريًّا مطلقًا غارقًا فيما حوله من آمالٍ وآلامٍ، ولا مجتمعًا ماضويًّا مطلقًا يحنُّ إلى الماضي ويريد أن يرجعه كما كان؛ وإنَّما هو مجتمعٌ يعيش في تواؤُمٍ بين الماضي والحاضر والمستقبل، تتفاعل فيه قوى الجميع في ذاتِه بإدراكٍ مُتَّزنٍ صحيحٍ، وشعورٍ يَقِظٍ دقيق، فيكون مِن أثر هذا التفاعل العلميِّ مجتمعٌ عريق، وهذا ما يجعل المسلمين أشدَّ اهتمامًا بالتاريخِ مِن غيرهم.

 

ومِن هنا احتلَّ التاريخ مكانةً مرموقة من الثقافة الإسلاميَّة، سواء في التكوين الثقافيِّ للمسلم، أم في الحياة الاجتماعيَّة والأدب، أم في النشاطات السياسيَّة؛ حيث إنَّ فلسفة التاريخ عندَ المسلمين تُعنَى بربطِ التاريخ بجميع ظواهرهِ السائدة في البيئة الإسلاميَّة، في كُلٍّ واحدٍ مُتَّسقٍ، فيشعرونَ بالتاريخِ شعورًا حيويًّا فاعِلًا؛ (لأنهم يصنعون التاريخ)، أمَّا غير المسلمين - (خاصة الماركسيين واليونانيين) - فيشعرونَ أنَّ التاريخ هو الذي يصنعهم ويصنع نشاطهم الفكريَّ والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.

 

وعلى هذا؛ فليس التاريخ أحداثًا متلاحقة عشوائيَّة، أو شروطًا وأسبابًا، أو اندفاعاتٍ، أو ماضيًا عابرًا، بل إنَّ التاريخ تصنَعُه المشاريع البشريَّة، والأهداف الجزئيَّة المرحليَّة، كما تصنعه نداءات الله تعالى وإنذاراته الغاضبة، كما يصنعه الإيمان، ذاك هو التاريخ بشمولِهِ وكليَّتهِ؛ لأنَّ الإنسان هو الإنسان، وهو على ما هو عليه[2].



[1] المقدمة (ص 17 - 28).

[2] ما يعد به الإسلام - جارودي (ص21)، طبعة دار العروبة - دمشق 1983م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة