• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / من ثمرات المواقع


علامة باركود

كاتب عامود "فاضي"!

آسية آل رشود

المصدر: موقع: الإسلام اليوم

تاريخ الإضافة: 9/8/2010 ميلادي - 29/8/1431 هجري

الزيارات: 4703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بلغةٍ مباشرة:

إن أردت أن تكون كاتباً صاحبَ عمودٍ يومي "فاضي"، فعليك أن تكون واعياً بالقضايا من حولك بطريقة "دَلخَة"، والوعي "الدَّلخِي" يتطلب أن تُعرِّجَ على عناوين الصحف، وتسمع موجز الأنباء ولا شيء أكثر.. صدِّقني لو فعلت ما هو أكثر فلن تجدَ فرقاً..

 

وبعدها، أضف تفاصيلَ "دلخة" من عندك.. ولتكن حشواً، حروفاً مسروقةً من دكانٍ رخيص، مقادير طبخة تسرقها من كتاب النخبة الخاص بزوجتك، مقالاً لصديقٍ لك في صحيفةٍ أخرى، أي شيء.. ولن يكتشفَ أحدٌ ذلك.. صدقني..

 

أما إن أردت أن يُشارَ إليك، ويُنادى عليك، ويُرسل إليك الكثير من المديح، والكثير من الشتائم، والكثير من القيل والقال فاكتبْ عن فتوى جديدة..

 

ولتبلغ من الشهرة مبلغ النار من العلم.. فلتضعْ مع الفتوى بهاراً، ولتطالبْ بفصل المفتي أو الحجر عليه، فإن حُجِرَ عليه فقد استرحت، وإن لم يُحجر فستكون قد نلتَ ما أردتَ وانتظرت، أي أنكَ ستكونُ اشتهرت.

 

ولِتُخبرَ القارئ بأنك كاتبٌ تحملُ هماً تربوياً تستحق لأجله أن تلتصق بعمود الصحيفةِ يومياً، فاكتبْ عن التعليم.

 

ولكن انتبهْ من أمورٍ ثلاثة:

لا تكتبْ عن تجربةٍ قرأتها، ولا عن برنامجٍ تحلمُ بأن يتم تطبيقه، ولا عن فلسفةٍ تحلمُ بأن يتبناها نظامنا التعليمي، ولا حتى عن التطورِ المأمول من الوزارة الجديدة.

 

وبدلاً من ذلك: فلتَكتُبْ عن مناهجِنا الصدئة، ومعلِّمِينا الخرِفين، ونظامنا التعليمي السيّئ المهترئ "التعبان".

 

وإن أردتَ أن تكتب عن المناهج الحديثة؛ فلتنسَ كل شيء ولْتكتُب عن الحمار في صفحة غلاف الرياضيات للصف الثاني الابتدائي.

 

أما إن أردت أن تكون مع زمرة المثقفين، وتُدعى إلى السبتيات، والأحديات، والخميسيات الثقافية، والصوالين الأدبية، فلتكن حلاّقاً أو عفواً ناقداً في أحد الصوالين الأدبية، ولتثق بأنكَ لست مضطراً لقراءة جميع النصوص والأدبيات المنشورة، بل بدلاً.. كل ما عليك فعله هو أن تبحث عمّا مُنِعَ منها ولْتَقُم بتمجيده، ثم قُم بحلقِ كلّ مقالٍ تناولها وصاحبه، ولتحاول تصنيفه، ثم لتضرِبَ عليهِ بعصا الإقصاء..  وصدّقني.. ستكونُ بعدها كاتباً يحملُ هماً ثقافياً..

ولِيُقالَ بأنكَ كاتبٌ بحر، وفي كل قضيةٍ لك ميناء، فلتكتبْ عن الرياضةِ أيضاً..

 

وإن أردتَ أن تكتب عن هذه الأخيرة، فلتنسَ كل شيء وليكفِكَ منها أن تُذكي الصراع بين الزعيم وغريمه (أبو) أصفر و أزرق، وتذكّر أنه وإن كان صراعهم على كرةٍ من هراء.. عفواً.. من هواء، فإنّ هذه الكرة استطاعت أن تتدحرج على كروشِ الأثرياء، وأن تفرطَ خيطَ جيوبهم وتنثُرَ نقودَهم يمنةً ويسرة.. فلا تحتقرها.. أبداً.. إنها أكبر من أن تكونَ شيئاً منتفخاً فحسب.. إنها شيء له أبعاده الدائرية المنغلقة!

 

وأيضاً..

عليكَ أن تتجاهل "هند" المحرومة من النفقة، و"سارة" التي لم ترَ أبناءها لسنينَ طويلةٍ عجاف، ولتكتبْ صبحاً وعشياً عن قيادةِ المرأة.. صدقْني نساؤنا لا يعانين سوى من مشكلةِ القيادة.. ولتذهب قضايا تضاريس شوارع الرياض، وزحمة الطرق في "ستين داهية".. إنها لا فائدة منها ولا طائل.

 

ولتنسَ أُسَراً تحت خطِّ الفقر، أو لِتتناساهم.. لا فرق، ولتكتب عن رحلاتك، وعن قفشاتك، و"دلاَخاتك" المُدقِعَة في "التَّدلخُ".

 

وإن "بَلَشتَ" جداً، ولم تجد "لبلشَتِك" من مخرج.. فلتقُلها بصراحة كما قالها أحدهم.. بأن رئيس التحرير  يطلبُ منك (550) كلمة، وأن لا قضية لديك اليوم، ولا شخص ببالك لتمارِسَ عليه الشخصنة، ولا مزاجَ لك في الضحكِ على الذقون، وأنكَ تفكر بعد كتابتك لهذه الجمل الأربع كم تبقى لكَ من حرف لتنهي المقال!

 

ولْتعلَم بعد هذا كله، بأنك إن كنتَ تريد أن تكونَ كاتبَ عامودٍ (فاضي) فلتعمل بما جاء فيما كتبتُ هنا، أما إن كنتَ تريد أن تكون كاتب عامودٍ آخر.. فاعلم أن ما قرأت لن يفيدك بشيء..

 

ثمَّ لتعلمَ أخيراً بأني لا أحاول هنا أن أنتصر لأحدٍ على أحد، ولا أن أدعمَ قضيةً دونَ أختها، إنما أقوم برسم ملامحٍ ما.. لعلي أحظى بمكانٍ ما.. فقط لا شيء بيني وبينك.. لا شيء غير ذلك.. صدقني..

 

بيني وبينك:

يقول لوغان بيرسال سميث: "ما أحبه في الكاتب الجيد ليس ما يقوله، وإنما ما يهمس به"..

وعلى افتراض بأني كاتبة جيدة، فإني أتمنى... فقط أتمنى.. أتمنى لكَ صباحاً جميلاً.. فقط لا شيءَ آخر..

صدّقني..!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة