• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية


علامة باركود

ما وراء الجانب التعبدي للطهارة في الإسلام

ما وراء الجانب التعبدي للطهارة في الإسلام
نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 17/4/2014 ميلادي - 17/6/1435 هجري

الزيارات: 7504

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما وراء الجانب التعبدي للطهارة في الإسلام

 

أَوْلى الإسلامُ النظافةَ اهتمامًا بالغًا لافتًا للنظر، حتى إنه جعلها شرطًا في أداء الصلاة التي هي عمود الدين؛ حيث لا تُقبَل من العبد إلا إذا تَطهَّر لها، وأزال عن جسمه وثوبه ومكانه الأدرانَ والنجاساتِ؛ لذلك كان الوضوء شرطًا لأداء الصلاة، حيث يتم به تنظيف أعضاء الجسم التي تتعرَّض للغبار والأوساخ أكثرَ من غيرها، على قاعدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ﴾ [المائدة: 6]، كما أوجب الإسلام الاغتسالَ والتطهرَ البدنيَّ، باعتبار أن غُسل الجمعة واجبٌ على كل مُحتلِم، وكذلك السواك، وأن يَمَس من الطِّيب، وألزم المسلم طهارة الثياب، والملابس، على قاعدة: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4].

 

ودعا الإسلام إلى طهارة الفم؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أَشُقَّ على أُمَّتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة))، وذلك لتلافي صُفْرة الأسنان بإهمال تنظيفها، ونَتَن رائحة الفم: ((ولا تَدخُلوا عليَّ قُلْحًا بُخْرًا)).

 

كما أن الإسلام ألزم المسلمَ بطهارة المكان؛ أي (بيئته) بمعنى آخر، وذلك بمقياس: ((وإماطة الأذى عن الطريق))، حيث بتوفر هذه الشروط مُجتمِعة، يكون أداء الصلاة بشروطها عندئذ لا غبار عليه.

 

وأوجب الإسلام أيضًا نظافةَ الطرقات، والأماكن العامة: ((لا يَبولَنَّ أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يَغتسِل فيه، ولا يَغتسِل أحدكم في الماء الدائم وهو جُنُب)).

 

وإذا كانت الكشوف العلميَّة المعاصرة قد توصَّلت إلى ضرورة اعتماد النظافة للوقاية من الأمراض، بعدما تَمكَّن الإنسان من اكتشاف المجاهر المتطوِّرة، وتأكَّد له بيقين تام وجود الجراثيم والميكروبات التي لا تقف لحظة عن التكاثر، ومن ثَمَّ فلا بد من إزالتها بشكل دَوْري ومستمر، لتقليل أعدادها، بحيث يتمكَّن الجسم من مجابهتها؛ إذ ما لم تتمَّ إزالتها من الجسم عدة مرات في اليوم، فإنها بتكاثرها الهائل، وفعاليتها الحيوية، تُنهِك الجسمَ، وتُسبِّب للإنسان الكثيرَ من الأمراض.

 

ويبدو أن الإسلام عندما جعل النظافة أمرًا تعبُّديًا عقديًّا بمعيار: ((الطُّهور شَطر الإيمان))، إنما قصد أن يجعل منها وازعًا رُوحيًّا، يُعزِّز في نَفْس المسلم سلوكًا ذاتيَّ التنفيذ، عند تطبيق قواعد تكليف النظافة تعبُّدًا لله تعالى، من دون الحاجة إلى رقيب خارج ذاته، طمعًا في الحصول على الثواب، باعتبار: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، ولكن المسلم بأدائه هذا التكليف التعبدي للطهارة، إنما يقي نفسَه في ذات الوقت شرَّ الأوبئة والأمراض التي تنقُلها تلك الميكروبات التي تتطفَّل على تلك الأدران والأوساخ التي يتخلَّص منها بشكل مستمر بالطهارة البدنيَّة، والمكانية البيئية، وهو ما قد يُفسِّر أحدَ أهم مقاصد ما وراء البُعد التعبدي للطهارة، ويُجسِّد أحدَ أبرز تجليات الطب الوقائي في الإسلام، الجديرة حقًّا بالتأمل والتدبر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة