• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية


علامة باركود

التعرق .. لا تأكل خبزك إلا من كد يمينك وعرق جبينك

التعرق .. لا تأكل خبزك إلا من كد يمينك وعرق جبينك
أ. د. جميل مسعود الكواكبي


تاريخ الإضافة: 7/4/2014 ميلادي - 7/6/1435 هجري

الزيارات: 22201

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التعرق

لا تأكل خبزك إلا من كد يمينك وعرق جبينك


كلمات نسمعها كثيراً ولا نعيرها أي انتباه في حين أن لها تأثيرها في الحياة الاجتماعية من وجهتين:

وجهة خلقية بتعليمها الاعتداد بالنفس والاتكال على الله ثم على الساعد بتلقينها الشمم وأنفة ذل الاستعطاء والكسل وأكل تعب الغير.

 

ووجهة صحية قد لا تقل عن الأخلاقية شأناً إن لم تميز عنها كما يتضح لك مما يلي:

نبذة عن التعرق:

العرق ينظم حرارة البدن الداخلية بأن يرطب سطح الجسم وبالتالي يبرده بالتبخر، وهو معدل للحرارة المحيطية الخارجية إذ ينبع من مسام الجلد حسب ارتفاع درجة الحرارة فيأخذ بالتبخر فيرطب الجسم أيضاً.

 

إن ميزان الحرارة يدل على درجة مرتفعة من الحرارة في الحميات التي يكون فيها الجلد جافاً والأدوية التي تخفض الحرارة تستدعي في الوقت عينه التعرق ويعزى هبوط الحرارة في مثل هذا الحال إلى التعرق أيضاً.


هذا من جهة ترطيبه للبدن وتعديله للحرارة الداخلية والخارجية بصورة طبيعية (فيزيائية) فقط أما من الوجهة الكيماوية فالعرق ليس بماء بسيط بل فيه كثير من الأملاح منحلة، ويكفي أن نذكر أن للعرق رائحة بل روائح مختلفة حسب الأمراض ومن مختلف التطورات الحيوية وحسب العروق البشرية واختلاف الجنس ومن الناس من بلغت به الفراسة درجة يستطيع معها تشخيص بعض الأمراض بمجرد الانحناء على مريض وشم راحة عرقه مما يدل على أن العرق يحتوي على بعض المواد المنحلة فيه تختلف بالحالة الصحية عن الحالة المرضية بل إن في الحالات المرضية أيضاً يظهر اختلاف بيّن، وأن الجلد بإفراغه تلك العناصر المنحلة عرقاً يقوم بنجدة الأعضاء المفرزة التي أهمها الكبد والكليتين.

 

يوجد في هذا السائل مواد شتى منها الملح، وما يقال له بلغة الفن بوله، وسلفات السودا وفصفات السودا وكوسترين وبعض الحموض الدسمة الطيارة التي تعطيه الرائحة الخاصة.

 

فالرائحة هذه تختلف باختلاف الأشخاص وهي إرثية عائلية بحيث لو اقتضى تعيين وراثة شخص بسائر الوسائط يأتي تعيين الحموض الدسمة الطيارة التي يفرزها عرقه فيما بين أهم الأدلة التي تقطع كل شك، وليس هذا موجباً للعجب إذ الشخص ناشئ من خليتين من الأبوين كونتا خلية واحدة فهذه الخلية الأولى تحوي جميع العناصر والغرائز التي في الخليتين المنشقتين من الأبوين وبديهي أن يكون الفرع حاوياً عناصر الأصل وغرائزه جميعها.

 

ثلاث حالات في الحياة تترافق مع التعرق: الدفاع ضد الحرارة المحيطة، الهجران الذي ينته معه المرض، الجهد الذي يقتضيه العمل، إلا أن النتيجة في التعرق في كل هذه الأحوال متفاوتة كثيراً. ففي الجو الحار الرطب يظهر التعرق بسرعة وكذلك إذا ستر الجسم بألبسة كثيرة وفي الحمام وأهم من ذلك إذا وضع الشخص في محمم ذي هواء جاف ترى العرق يتصبب منه بكثرة ففي مثل هذه الحالة لا يمتاز العرق عن الماء البسيط بكثير إذ لا يحوي أكثر من 4-4,5 غرامات من الملح محلولة في لتر ماء في حين أن العرق المفرغ بالتعب العضلي يحوي 24 غراماً أو أكثر من الأملاح في اللتر. وإن كمية العرق تختلف أيضاً فمن العرق المفرغ بالتعب العضلي تكفي 10 سم2 (لوزن كل ليكون من الحيوان) لقتل الكلب على أن ستة أضعاف هذا المقدار من العرق المفرغ بالوسائط الآلية كالحمام والمحمم لا تبدي أي تفاعل سمي في الحيوان.

 

ولو وزن العمال أجسامهم قبل ابتداء العمل صباحاً وكذلك مساءً بعد انتهاء العمل لرأوا أنهم نقصوا نقصاً ظاهراً وأنهم يستعيضون هذا النقص بما يشربونه من المياه أثناء العمل وأثناء الطعام.

 

إنهم لو علموا فضل ذلك العرق الذي جرف من أجسامهم السموم التي تكونت بنتيجة التعب العضلي، والقيمة الصحية العظمى لقطعة الخبز التي يأكلونها والتي تمتاز كثيراً مادة ومعنى، من التي يأكلها من لا يصرف هذا الجهد للحصول عليها ولو أدركوا الصحة والعافية اللتين يكسبونهما بسبب ذلك لمشوا بين سائر طبقات الناس شامخي الرؤوس مبتهجين بالتاج الذي يزينون به رؤوسهم وهو:

تاج الصحة "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" (حديث شريف) وبعدم وجود من يمن عليهم بمنح الخبز إليهم سوى الله تعالى عن طريق كد اليمين وعرق الجبين.

 

الحميات تصيب الإنسان وربما تدوم عدة أيام ويبقى الجلد جافاً كما أن الكليتين تلك المرشحتين يشح ترشيحهما فيظهر البول قليلاً وعكراً والتسمم الداخلي الذي يبدو في هذه الأحوال ينشأ عن الاقتصاد في الإفراغ ولكن يأتي يوم من الأيام تهبط الحرارة فجأة أو تدريجياً فإذا البول يصبح غزيراً وإذا الجلد ينبع منه العرق كثيراً ويشكل سيلاً جارفاً معه كمية كبيرة من ذيفان الجراثيم والسموم الناشئة من فضالات العضوية عندئذ يستبشر الطبيب والمريض وأهله بهذا الهجران ويعد المرض قد انتهى ويدخل المريض في النقاهة.

 

فإن كان عرق الإنسان السليم حاملاً كمية من السموم والذيفانات فكم منها في عرق المريض من المقادير العظيمة كما في المصابين بداء الملوك (النقرس) وداء السكر والشقيقة والرثية المفصلية المزمنة ومن عنده مرض في الكلى وسوء الهضم وقصور الكبد الخ.

 

اعلم أيها القارئ أنك تجني فائدة جليلة بالتعرق الإجباري بالتعب العضلي إذ لو حللت عصارة قميصك المبلل بالعرق الغزير بعد التعب لدهشت من المقدار الذي يحويه من السكر والبولة وحمض البول وسائر الأملاح ولعجبت من زوال جميع الآلام التي كنت تعانيها في مفاصلك وفي رأسك وسائر أنحاء جسمك.

 

إني أنصحك أن تشغل عضلاتك وأن تتعب نفسك بصورة معتدلة لأن هذا التعب لا يضيع سدى، فالعمل العضلي المعتدل ينبه دوران الدم وينشطه لأن العضو الذي يشتغل يستجلب إليه الدم أربعة أمثال العضو المستريح (الجسم الذي لا يندي يصدأ؛ مثل عامي) وبنشاط العضو تتسع عروقه وينقص توتر الشرايين ويخف عبء القلب فيسهل عمله.

 

العمل العضلي ينبه الأعصاب أيضاً، وينبه الحواس والإرادة والعقل لأنه يزيل من الجسم بالإفراغ الفضالات الناتجة من الاحتراق العضوي، فيسلم الجسم من الأوجاع، فتستريح الأعصاب مما ينبهها ويضعفها ولا يخفى أن (العقل السليم في الجسم السليم).

 

اعمل لكسب عيشك بكد يمينك وعرق جبينك تحز شرفاً بابتعادك عن ذل طلب العيش ببذل ماء الجبين (الحياء) كما أنك تكسب صحة وعافية ومن حاز العافية حاز كل شيء، حاز الدنيا والدين.

 

وبهذه المناسبة أنقل ما روي عن النبي العربي عليه الصلاة والسلام أنه أتاه يوماً رجل وطلب منه أن يعلمه دعاء يفيده في دينه ودنياه فقال له: "سل الله العافية" فأتاه الرجل في اليوم الثاني وفي اليوم الثالث أيضاً يطلب منه دعاءً فأعاد عليه النبي عليه السلام العبارة نفسها ثم أضاف إليها قوله: "يا هذا إنك إذا حزت العافية حزت دنياك وآخرتك".

 

وفي الحقيقة أن من حاز العافية أمكنه العمل لدنياه واستعان برزقه (الذي يتوفر حينئذ) على العمل من أجل الآخرة فيكون من المفلحين.

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد الخامس، 1356هـ - 1937م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة