• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية


علامة باركود

حكم مسألة الموت الرحيم

محمد هادفي


تاريخ الإضافة: 25/2/2014 ميلادي - 25/4/1435 هجري

الزيارات: 15874

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكم مسألة الموت الرحيم


إن التطرُّق إلى هذه المسألة هو من مُنطلَق التوضيح والتنوير؛ حيث إنها تَطرح جدلاً واختلافًا كثيرًا بين الناس عامة بين مؤيِّد ورافض، وأرى أن هذه المسألة لكي نفصِّل فيها لا بدَّ أن نُخضِعها إلى مقياس الحكم الحق المبني على الحجة والمنطِق والعقلانية؛ فذلك فصلُها وحكمها.

 

حيث إن هذه المسألة تتمثَّل - بتبسيط - في أن الطبيب المعالج لحالة مرَضيَّة معيَّنة يرى أن الشفاء منها شبه مُستحيل، ويرى أنها تُعاني الألم والمعاناة، وبناءً على طلب المريض يقوم بتسهيل عملية الموت وتقريبها؛ وذلك بدفعه أو قتله؛ أي: يقوده إلى الموت.

 

هذا التعريف المبسَّط لما يُسمَّى عملية الموت الرحيم إذا تأمّلناه تأملاً منطقيًّا عقلانيًّا إنسانيًّا، نرى أنه يقدِّم لنا الإجابة الحاسمة لهذه المسألة، فالمريض كائن حي على قَيد الحياة لم يَبلُغ مرحلة الموت بعدُ ولم يُدرِكها، ولو كان في أسوأ الحالات وأعسرِها من حيث شدَّةُ الألم والمُعاناة، هذا المريض يَبقى لديه - ولو في حالته تلك - وميض أمل - ولو كان خافتًا ضئيلاً - بقدوم الفرَج والعلاج، بل إن حالته تلك لم تدفعه إلى طلب الموت بإرادته؛ أي يقدم عليه بنفسه، وهذا دليل قاطع أن المريض لا تدفعه حالته إلى الموت ولو كانت صعبة.

 

إذًا؛ هنا لا بد من التساؤل عن الدافع الذي يُشجِّع ويدفع المريض إلى طلب ما يُسمى بالموت الرحيم، هنا لا أجد مفرًّا من إلقاء المسؤولية على الطبيب من حيث إن مهنة الطب غايتها نبيلة، وهي الدفاع عن الحياة، ولو تضاءل الأمل وتقلَّص إلى آخر اللحظات، يجب على الطبيب أن يكون مُتفائلاً كادحًا ساعيًا إلى البحث عن العلاج، وهذا التفاؤل في حد ذاته هو نوع من أنواع العلاج النفسي والروحي للمريض؛ فلا إقرار بعدم وجود الشفاء، ولا اعتراف باليأس، وهذا يجعل المريض بعيدًا عن التفكير في ما يُسمَّى "الموت الرحيم" مؤمنًا بإمكانية العلاج، فلماذا نحثُّه ونُشجِّعه على الإقدام على الموت؟


كما أريد أن أشير إلى جزئية أخرى تتعلق بالقُصَّر أو الأطفال، ومدى تطبيق ما يُسمى الموت الرحيم عليهم، فالقاصر أو الطفل لم يبلغ مرحلة التقرير الإرادي شرعًا وقانونًا، فلماذا نَحكم عليه بالموت؟! ولو كنا نظنُّ أنه يعاني ويتألم إلى حدِّ طلب الموت، لذهب إليه الإنسان بنفسه؛ أي: لقام هو بهذه العملية إراديًّا دون انتظار دور الطبيب.

 

إذًا - حسب رأيي - مسألة الموت الرحيم يجب أن تكون مرفوضة من كل إنسان عاقل منطقي في أحكامه وآرائه، ولا سيما من قِبَل الأطباء، سواء كان المعنيُّ طِفلاً أم راشدًا.

 

الموت الرحيم إقرار الطبيب واعترافه بموت المريض من مرضه، وسَحقٌ لأمل الشفاء والعلاج الذي هو أصل ومنبع وجود مهنة الطبيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة