• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية


علامة باركود

فصل جني الترفاس أو الكمأة

د. نيروز بن زقوطة


تاريخ الإضافة: 18/1/2014 ميلادي - 17/3/1435 هجري

الزيارات: 42346

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فصل جني الترفاس أو الكمأة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله سيدِ الأولين والآخرين، وعلى آله الطاهرين الطيبين، و﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43].

 

قد تُسَمَّى نبات الرعد أو بنات الرعد، ومهما تكون هذه التسمية، فهي تعني أنها تنمو مع الأمطار الرعدية الغزيرة التي تكون مع نهاية الشتاء وبداية الربيع، إنها الْمَنُّ المذكور في القرآن الكريم، وهي الكَمْأَة المذكورة في السُّنَّة النبوية المطهرة، وتُعرَف في الجزائر والمغرب العربي باسم: "الترفاس"، يسميها أهل الصحراء "لحم الأرض" لذوقها الفريد.

 

هي فطريات جذرية (Mycorrhiza) تنتمي إلى نوعين (Terfezia) و(Tirmania) تنمو تحت الأرض مع جذور نباتات أخرى بطريقة التعايش (Symbiosis) كنبات القصيص والإجرد من النوع (Helianthemum).

 

جاء في لسان العرب أن الكمء: نبات يُنَقِّضُ الأرض فيخرج كما يخرج الفُطْر، وقيل الكَمْأَةُ: هي التي إلى الغُبرة والسَّواد، والْجَبْأَةُ إِلى الحُمْرةِ، والفِقَعةُ البَيْضُ، وكمأ الرجل: تشققت رِجلاه، والكَمي يعني التخفي وعدم الظهور؛ فالكمأة لا تظهر للعيان حتى تتشقق الأرض عنها، وقد تُعرف نسبة للنباتات التي تنمو معها، والكَمْأة تكون في الأرض من غير زرع أو سقي؛ فهي منة الله تعالى لعباده، وسُمِّيت كمأة لاستتارها، فهي مخفية تحت الأرض، لا ورق لها ولا ساق، وتوجد في الربيع، وتُعتَبر من أطعمة أهل البوادي، وتكثُر بأرض العرب، وأجودها ما كانت أرضها رملية قليلة الماء، وهي أصناف، ويكثر الكمء خلال السنوات التي تعرف مناخًا جيدًا عند مجاري الأنهار؛ حيث توجد كميات متنوعة من النباتات العائلة، وتُعَد المنطقة الممتدة من شمال إفريقيا إلى حدود آسيا الوسطى محيطًا طبيعيًّا لانتشار الكمء.

 

لقد ذكر الله تعالى الْمَنَّ في مواضع ثلاثة من القرآن الكريم، حيث قال: ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 57]، وقال أيضًا: ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 160].

 

وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾ [طه: 80، 81].

 

أما في الحديث، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وماؤُها شِفاءٌ للعين))، وجاء في سنن النسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الكَمْأَةُ بَقِيَتْ من المن، وماؤُها شفاء العين))، وفي مسند أحمد عن أبي هريرة أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تذاكروا الكمأة، فقالوا: هي جُدَرِيُّ الأرض، وما نرى أكلها يصلح، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((الكَمْأَة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الْجَنَّة، وهي شفاء من السَّم))، وجاء في فتح الباري رواية الطبري من طريق ابن المنكدر عن جابر قال: كَثُرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فامتنع قومٌ من أكلها، وقالوا: هي جدري الأرض، فبلغه ذلك فقال: ((إنَّ الكمأة ليست من جدري الأرض، ألاَ إن الكمأة من الْمَنِّ)).

 

وأخرج الترمذي في جامعه بسند صحيح إلى قتادة قال: حُدِّثْتُ أن أبا هريرة قال: ((أخذْتُ ثلاث أكمؤٍ أو خمسًا أو سبعًا، فعصرتْهُن، فجعلت ماءهن في قارورة، فكحلت به جارية لي، فَبَرِئت))، وذكر الزرقاني أن المتوكل أمير المؤمنين العباسي رَمِدَ، ولم يزدد باستعماله الأدوية إلا رمدًا، فطلب من الإمام أحمد بن حنبل إن كان يعرف حديثًا في ذلك، فذكر له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وماؤُها شِفاءٌ للعين))، فأرسل المتوكل إلى طبيبه يوحنا ابن ماسويه المسيحي، وطلب منه أن يستخرج له ماء الكمأة، فأخذ الكمأة فقشرها ثم سلقها فأنضجت أدنى النضج، ثم شقها، وأخرج ماءها بالمِيل، فكحل به عين المتوكل، فبرئت في الدفعة الثانية، فعجب ابن ماسويه وقال: أشهد أن صاحبكم كان حكيمًا؛ يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في حقيقة ماء الكمأة وكيفية استخراجه.

 

أظهرت عديد من الدراسات الكيميائية أن الكمء تحتوي على البروتينات والأحماض الأمينية الأساسية بنسبة تصل إلى 27 %؛ بحيث تفوق أغلب النباتات والفطريات الأخرى، كما تحتوي على الدهون، الألياف الغذائية، حمض الأسكوربيك، المعادن والسكريات، كما أن ذوق الكمء الخاص هو نتيجة وجود مكوِّنات أخرى، وهي الألدهيدات، الكيتونات، الأحماض العضوية، والمركبات الكبريتية، لكن نِسَب وجودها تختلف من نوع لآخر بحسب المنطقة والتربة ومكوناتها، ونظرًا لغناها بهذه المواد الطبيعية فهي تُعتَبَر غذاءً متكاملاً.

 

تتميز الكمأة بخواصَّ علاجية عديدة؛ أهمها: الخاصية المضادة للبكتيريا، والخاصية المضادة للأكسدة، وقد استُعْمِلت عدة أجناس بكتيرية تتسبب في أمراض العيون الشائعة، وكانت المستخلصات المائية ذات تأثير كبير، اقتداء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

كما استُعْمِلَت مستخلصات الكمأة ضد بكتيريا الرمد الحبيبي أو التراخوما، وقد أثبتت الدراسات فاعلية الكمء ضد هذه البكتيريا، ويرجع ذلك خاصة لوجود بروتينات ذات تأثير مضاد بكتيري.

 

وفي الأخير وجب التذكير أن فصل الربيع قادم ليُذَكِّرنا بنعمة من نعمه تعالى علينا، ومعجزة فيها الغذاء والدواء، وهي الكمأة، وما وجودها بالصحراء وفي فترة بداية الربيع إلا لحكمته تعالى، وهي معجزة أخرى؛ فأمراض العيون - كالتراخوما والالتهابات الحساسية - تنتشر في منطقة انتشار الكمأة من شمال إفريقيا إلى الشرق الأوسط في فترات الحرارة التي تبدأ مع فصل الربيع، خاصة في المناطق الصحراوية، وبهذا جعل الله مكان وزمان وجود العلاج موافقًا لمكان وزمان وجود المرض.

 

قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل: 93].

 

﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة