• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية


علامة باركود

حاسة اللمس عند الإنسان

حاسة اللمس عند الإنسان
أ. د. علي فؤاد مخيمر


تاريخ الإضافة: 12/8/2018 ميلادي - 1/12/1439 هجري

الزيارات: 124054

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حاسة اللمس عند الإنسان


إن حاسَّة اللمس في الإنسان لا ترقَى في أهميتها إلى مرتبة الحواسِّ الأخرى؛ كالسمع أو الإبصار مثلًا، والواقع أن حاسة اللمس ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجلد الذي يُغلِّف أجسامنا من كل ناحية.

 

وحاسَّة اللمس هي الحاسَّة التي نتعرَّف بها على الأشياء عند ملامستها، ونتعرَّف على شكل وصلابة الأشياء بوساطة هذه الحاسة، ونشعُرُ بالدفء والبرودة والألم والضغط من خلال لَمْسنا للأشياء.

 

فالجلد هو أول ما يتعرَّض مِن جسم الإنسان لأية مؤثرات خارجية، ولذلك يطلق عليه «الحواس الجلدية».

 

والواقع أن الخلايا الحسية التي تستقبل المؤثرات الخارجية لا توجد في أماكنَ محدَّدة من الجلد، بل هي موزَّعة في صورة بُقَع غير منتظمة الشكل، تنتشر على سطح الجلد كله، ويزداد الإحساس باللمس حينما يكثُرُ عدد الأعصاب، ويُمثِّل طرف اللسان قمة الإحساس باللمس، بينما يُمثِّل ظهر الكف أضعف أجزاء الجسم استجابة للمس، وتعدُّ أطراف الأصابع وطرف الأنف من الأجزاء بالغة الحساسية.

 

الإحساس بالدفء والبرودة:

إن الأعصاب التي تشعر بالدفء والبرودة ليست موزعة في الجسم بشكل متساوٍ، فمثلًا إذا وضَعْنا إبرة ساخنة في مكان ما مِن سطح الجلد، فإننا نشعر بالحرارة، على حين إذا نقلنا هذه الإبرة إلى مكان آخر مجاور للمكان الأول، فإننا قد لا نشعر بالحرارة على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى وجود الخلايا الحسية المُعَدَّة لاستقبال الحرارة في المكان الأول، وغيابها عن المكان الثاني، وكذلك الحال في إحساسات البرودة أو الألم أو اللمس.

 

الإحساس بالأشياء:

هناك حُوَيصلات حسِّية منتشرة في الجلد تستقر في الطبقات العميقة من الجلد، فعن طريق هذه الحويصلات الموجودة في جلد الأصابع مثلًا، نستطيع أن نحصل على كثيرٍ من المعلومات فيما يتعلق بالأشياء التي تلامسها، ففي الظلام الحالك - حيث تتعذَّر الرؤية - نستطيع بعد ملامسة سطح ما أن نعرف إن كان هذا السطح من الزجاج، أو الخشب، أو الحديد، أو الكاوتش، كما نُدرِك أيضًا إن كان هذا السطح خَشِنًا أو أَمْلَس، أو إن كان جافًّا أو مبتلًّا، أو غير ذلك من المعلومات التي نحصل عليها عن طريق اللمس.

 

ومن عظمة الله تعالى أنه يوجد بالجلد عدَّةُ ملايين من الحويصلات الحسية أو المستقبلات العصبية، وهي تُشكِّل النهايات الحرة للأعصاب الجلدية، وتبلغ حاسة اللمس عند الإنسان درجةً مرهفة جدًا، فمثلًا أطراف الأصابع تستطيع الإحساسَ بحركة اهتزاز لا تزيد على (0,2 ميكرون)، علمًا بأن الميكرون يساوي (جزء من المليون من المتر)، وهذا ما يدل على عظمة الخلق وحكمة الخالق عز وجل الذي منحنا هذه الرهافة في الإحساس.

 

وبعضُ الأطفال يُولَدون فاقدين للحس خلقةً، مما ينتهي بهم للموت المبكر؛ لأن الحسَّ يقوم بوظيفة التنبيه والإنذار ضد المخاطر التي يتعرَّض لها الإنسان في حياته.

 

آلية عمل الخلايا العصبية للمس:

نضرِبُ المثال الجليَّ الواضح للجميع، أنه إذا دخلت المطبخ فجأةً، وعلى المَوقِد وعاءٌ به نوعٌ من الحلوى ذو رائحة طيبة، وفي الوعاء مِلعَقة، فإذا لمست الملعقة صِحْتَ: آه، وتركتَها بسرعة، حتى قبل أن تعرف أنها ساخنة، فيا ترى ما الذي جعلك تجذِبُ يدَك بعيدًا في سرعة؟!

 

إنك حين تلمِسُ المِلعَقة الساخنة تُؤلِم السخونةُ خليةً عصبية في جلد إصبعِك، وهي خليةٌ عصبية طويلة تمتدُّ مِن طرف إصبعك صاعدةً خلال ساعِدِك وكَتِفِك، حتى تصل إلى عمودك الفِقْري تحت العنق، فهناك رسالةٌ ساخنة تندفع كالبرقِ خلال الخلية العصبية على طول المسافة من الإصبع حتى النخاع، وهناك تُنقل الرسالة إلى خلية عصبية أخرى تمتدُّ من النخاع إلى عضلات الذراع، وهذه الرسالة تجعل عضلات الذراع تُبعِد اليد عن المِلعَقة الساخنة، وفي نفس الوقت تندفع رسالةٌ عصبية أخرى بسرعة البرق خلال خلية عصبية مبدؤها من النخاع ونهايتُها إلى المخ، وخلال هذه الخلية تصل رسالة تقول: أصابعك تُحِسُّ شيئًا ساخنًا، وهذه الرسالة تجعل المخ ينشط ويُفكِّر في إدارة الأزمة وتخفيف الألم، بوجود مرهمٍ للحروق، أو إحضار مِلعَقة أخرى، إلى غير ذلك من الأفكار.

 

ومِن خلال هذه الخلايا العصبية في جلدك تشعُرُ وتُحِسُّ وتتعلَّم شيئًا من الدنيا حولك، ولكن حاسة اللمسِ ليست إلا أحد المشاعر التي تتعلم بها شيئًا عما يدور حولك، مع وجود الحواس الأخرى (الذوق والشم والنظر والسمع)، ومن خلال هذه الحواس تتعرَّف على ما ينفعك وتبتعد عن الأشياء التي تضرك.

 

فيا أخي الكريم، ما عُرض هنا في الحواس أمورٌ مختصرة جدًّا، ولكن حسبي الإشارة السريعة الإعجازية؛ لنرى عظمة الخالق سبحانه وتعالى في أجسامنا، وصدَق ربُّ العزة إذ يقول: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21].

 

فهذه آيةٌ كبرى من آيات الله الدالَّة على عظمته، مع قلة كلماتها التي تدلك على عظمة الله مِن خلال جسمك، وهو أقرب شيء إليك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة