• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية


علامة باركود

الأمراض السارية

الأمراض السارية
محمد هادفي


تاريخ الإضافة: 2/5/2017 ميلادي - 6/8/1438 هجري

الزيارات: 39813

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأمراض السارية

(مرض خمج بفيروسات العوز المناعي المكتسب - سيدا)

 

إن مسألةَ الأمراضِ السَّارية تعدُّ من المسائل الشديدة الأهمية من حيث خطورتُها، ومن حيث ما قد تسبِّبُه للناس من انشغالٍ مخافةَ الإصابة بها؛ نظرًا لطبيعتها السارية أو المُعْدِيَة أو المتنقِّلة.

وقد تعزَّز ذلك، خاصَّةً مع التطوُّر الطبيِّ الذي شهدته الإنسانية، الذي مكَّن من اكتشاف هذه الأمراض ومعرفتها.

 

لذا؛ كان من المهم التطرُّقُ إلى هذه المسألة بطرحها وتعريفها، والنظر إليها بعمقٍ تأمُّلًا وتفكُّرًا واستنتاجًا؛ إذ يُعدُّ مرضًا ساريًا، كلُّ مرض يُعزى إلى عامل خمجيٍّ محدَّد، أو إلى إفرازاته السامَّة؛ مما يطرأ فجأةً بسريان ذلك العامل أو إفرازاته من موضعٍ معيَّن إلى متلقٍّ، سواء مباشرة بواسطة شخص أو حيوان مصابين، أم بصورة غير مباشرة عن طريق تدخل وسيط حيوانيٍّ أو نباتيٍّ أو ناقل أو من المحيط الخارجيِّ.

 

ومن أبرزِ هذه الأمراض المكتشَفة والمعروفة نذكر التالي:

• الهيضة (الكوليرا).

• الحمّى الصفراء.

• الجذام.

• الطاعون.

• الحمّى البرعمية.

• خمج بفيروسات العوز المناعيِّ المكتسب (السيدا)، الذي يُعَدُّ الأشهرَ والأكثر تداولًا وتأثيرًا بين الناس.

 

من ذلك أرى الآتي:

لقد أجمع البشر - والمتخصِّصون منهم بخاصة - في مجال الأمراض السَّارية أن الأمراض السارية هي أمراض مُعْدِية متنقِّلة تسري وتنتشر بين البشر؛ لذلك اكتسبت هذه الأمراضُ صبغتَها الخطرة، حيث إن طبيعتها المُعْدية والسارية أدَّت إلى توقُّع إمكانية تحوُّلها إلى سببٍ في حدوث كوارثَ وَبَائيةٍ مُفنيةٍ للبشر، سواء تلك التي توصَّل الإنسان إلى علاجها، أم تلك التي لم يتوصَّل إلى علاجها أو اكتشافها بعدُ، وذلك يقودنا إلى الإقرار بحقيقةٍ لا يمكن نفيُها، وهي أن الأمراض السارية موجودة حول الإنسان، محيطة به، بمعنى أن إمكانيةَ إصابة الإنسانِ بها وعدواها وانتقالها إليه واردة ممكنة.

 

بمعنى آخرَ أنه بالنظر إلى طبيعة الأمراض السارية، فالإنسان معرَّض لانتقالها إليه؛ فهي موجودة رائجة في محيطه بشكلٍ لا يمكِنُ حصرُها أو الإحاطة بها أو ضبطُها أو تحديدُها بصفةٍ كاملة أو تامَّة أو مضمونة، رغم كل تدابير الحرص والوقاية المبذولة قصد مقاومتها، فإمكانية ظهورها أو اكتشافها أو انتقالها واردة، ومن ذلك اكتسبت تلك الأمراضُ صبغتَها الخطرة والمُقلقة والمخيفة للإنسان.

 

• لكن السؤال الذي يُطرح: لماذا لم يبلغ تأثيرُ الأمراض السارية أعلى درجات الكارثة الوبائيَّة المُفنِية اللافتة للانتباه، المهدِّدة لوجود الإنسان بشكل يجعلها الشغل الوحيدَ والأهمَّ الذي تواجهه الإنسانيَّة، بالنظر إلى طبيعتها السارية والمُعْدية والمتنقِّلة، وبالنظر إلى عدم إمكانية حصر فرضيات ظهورها أو تنقُّلها أو انتشارها؟

 

فلْننظرْ مثلًا إلى حالة أي مجتمع إنسانيٍّ قبل ظهور مرض سارٍ معيَّن أو اكتشافه: هل لوحظت حالةُ الكارثة الوَبائيَّة الجماعيَّة؟ بمعنى هل عَمَّ المرضُ الناسَ بشكلٍ أُعلنت معه حالةُ الوباء العامِّ رغم وجود الحالة المصابة ضمنهم، أو وجود حالات أخرى لم تكتشف بعدُ؟!

 

ويتجلَّى ذلك بأكثر وضوح في حالة تجمُّع إنسانيٍّ مصغَّر وضيِّق؛ مثل: داخل عائلة أو سكنى جماعية.

فعند اكتشاف الحالات المُصابة وظهور المرض، نجد حالاتٍ سليمةً؛ أي: لم تصب بذلك المرض رغم طبيعته المُعْدية والسارية، إضافةً إلى تباين درجات الصمود والمقاومة له واختلافها من إنسان إلى آخر.

 

• ألا يدفعنا ذلك إلى طرح إمكانية وجود موانع صادَّة ومقاومة للأمراض السارية قد يكون منطلَقُها ومصدرُها نابعًا من الإنسان، ويقودُنا إلى التساؤل عن السبل الداعمة والمقوِّية لتلك المناعة، والسبل المضعِّفة والمقلِّصة لها؟

 

♦ طرح مسألة الأمراض السارية وتأملها بعمق قد يمنح للإنسان طمأنينةً وراحةً من حيث إمكانيةُ الوقاية أو العلاج منها، تلك الطمأنينة والراحة التي يفقدُها الإنسانُ كلما تذكَّرَ وانشغلَ بالأمراضِ الساريةِ، ويعيشُها ويذوقُها كلما انشغل عنها أو نسيها.

 

أمراض سارية طبيعتُها السَّرَيَان والانتقال والعدوى، ولكنها لم تمثِّل خطرًا يهدد وجود الإنسانيَّة بمفهوم الفناء قطُّ، ولم تبلغ درجة الوباء العامِّ كشغل وحيد يواجه اهتماماتِ الإنسان ومشاغلَه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة