• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية


علامة باركود

مقدمة في البديهيات والمسلمات في علم الرياضيات

مقدمة في البديهيات والمسلمات في علم الرياضيات
م. خيري السوفي


تاريخ الإضافة: 13/7/2016 ميلادي - 8/10/1437 هجري

الزيارات: 77445

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة في البديهيات والمسلمات في علم الرياضيات

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده.

وبعد:

فإنه ما من علمٍ أراد الإنسانُ أن يُضفي عليهِ درجةً عاليةً من الوضوح واليقين، إلَّا وسعى في شرح مصطلحاته وتفسيرها بأقرب المعاني وأوضح البيان والتبيين، بَيْدَ أنَّه لا يمكن تحقيق ذلك بطريقةٍ مثاليَّة محضة.

 

ذلك أنَّ كلَّ تعريفٍ لمصطلحٍ ما يحتاج أساسًا إلى غيره من المعاني والمصطلحات الأخرى التي تَحتاج بذاتها أيضًا إلى شرحٍ وتفسير، وهكذا تسير التعريفات وتتتابع إلى ما لا نهاية.

ولما كان الأمرُ كذلك في كل أنواعِ العلوم، كان التراجعُ والتسليمُ ببعض المصطلحات الأساسيَّة أمرًا ضروريًّا حتميًّا.

 

وعلى هذا النحو سارت الأمورُ في الرياضيَّات؛ حيث اصطلح الرياضيون على مفاهيمَ أساسيةٍ كانت بمثابة الأصول التي تُبنى عليها مختلف المعارف الرياضية الأخرى، ثم جعلوا مجموعةً من القضايا الرئيسيَّة وسلَّموا بقبولها دون إقامة حجَّة أو برهان على صدقها أو مشروعيتها، وتسمَّى هذه القضايا بالبديهيَّات وبالمسلَّمات.

 

وعلى ضوء ذلك، لا يقع قبولُ أي مسألةٍ رياضيَّة أخرى - لاحقة - إلا إذا قامت على هذه المسلَّمات أو البديهيَّات، فإذا حصل ذلك، كانت هذه النظريات محل تصديق وعمل، وإلا فلا عبرة بها؛ وتسمَّى هذه العملية التي تُقرر بها القضايا بالبرهان، كما تُسمَّى عمليةُ إقامة قضيَّة على قضيَّةٍ أخرى بالاشتقاقِ أو الاستنباط، وتُسمَّى القضيَّةُ التي تُشتق أو تُستنبط بالنتيجة.

 

في تعريف البديهيَّات ( axiome ) والمسلَّمات ( postulat ):

يقوم الاستدلالُ الرياضي على العقل المجردِ - في أغلب أحيانه - ويستند في ذلك إلى جملة من المبادئ العقلية؛ من أبرزها البديهيات والمسلَّمات، وهي قضايا أوليَّة نستند إليها للبرهنة على قضايا أخرى، فهي أساس الاستدلال، ولا تحتاج إلى استدلال آخر.

 

فالبديهيات (axiome) تُعبر عن أشياء صحيحة بالبديهة، ونقوم بالتسليم على صحتها دون نقاش، أما المسلَّمات (postulat)، فهي أيضًا أشياء نسلِّم بصحتها بالسليقة، دون إقامة البرهان على صحتها؛ بيد أنَّ الفارق بينهما أنَّ الشكوك التي تحومُ حول المسلَّمات مبررةٌ أكثرَ من التي قد تقوم حول البديهيات؛ بمعنى أن التشكيك في المسلَّمات أسهل من التشكيك في البديهيَّات.

 

والبديهيَّات تؤخذ بشكل أساسي على أنها صحيحة ولا تحتاج إلى إثبات، وهي تعتبر بديهية الصحة في بعض نظريات المعرفة - الأبستمولوجيات - فالبديهيات تمثِّل حقائق ذاتية الصحَّة تستند إليها بقيَّة المعارف.

 

كذلك فإنَّ البديهيَّة موجودةٌ أساسًا في نسيج العقل، أما المسلَّمة فهي من إنتاج العقل؛ فهو الذي ابتدعها بُغيةَ استعمالها وإدخالها في سلسلةٍ من المسائل والقضايا.

 

والأولى تكون عامَّة، أما الثانية فهي خاصة، فلكلِّ علمٍ مسلَّماته، بل قد تتعدَّد المسلمات في علم واحد؛ كما هو الحال في مجال الهندسة.

 

من جهةٍ أخرى؛ فإنَّ البديهيات تعتبر بمثابة المبادئ العقلية الأوليَّة، وبالتالي فهي سابقة على المسلَّمة التي لا ينبغي أن تتنافى معها، لكن البديهية ليست كافية لتأسيس علمٍ ما؛ ولذلك فإن المسلَّمة مكملة لها باعتبارها قضايا أوليَّة في العلم.

 

في التمييز بين البديهيَّات والمسلَّمات:

إن شدَّة التشابه والتداخل التعريفي بين البديهيَّة والمسلَّمة جعل كثيرًا من العلماء لا يميِّزون بينهما في العصر الحديث، فانقسموا على ضوء ذلك إلى مدرستين:

1 - المدرسة الإقليدية أو الكلاسيكية: حيث يذهب أنصارها إلى التمييز بين البديهيات والمسلَّمات، معتبرين في ذلك أنَّ البديهيات قضايا عامَّة يفرض صدقها، ولا يمكن مناقشتها ولا رفضها، فهي قضايا عامَّة تحمل الصدق؛ مثل بديهية: "الكل أكبر من الجزء"، فالضرورة التي تتميَّز بها البديهيات لا تتمتَّع بها المسلَّمات؛ لأنها فكرة خاصَّة، سلَّم بها الباحث الرياضي لأجل بناء برهانه، فهي أقل درجة عن البديهية.

 

2 - أما أنصار المدرسة المعاصرة أو اللاإقليدية، فيعتبرون أنَّ التمييز بين البديهيات والمسلَّمات أمر ثانوي لا جدوى منه، وبالتالي تقبل هذه البديهيَّات والمسلَّمات بنفس الدرجة كمقدمات افتراضيَّة لبناء البرهان الرياضي.

 

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- مفال رائع
معروف - المغرب 13/08/2016 05:28 PM

مقال رائع وهذا في مجال اختصاصي ،كأستاذ رياضيات ومهتم بتاريخ العلم و أعلامه المسلمين وغير المسلمين .
إلا انني اريد التنبيه أن ترجمة (بديهي) في نظري هي(evident )وليس axiome كما جاء في المقال .
والله أعلى و أعلم .
تحياتي والسلام عليكم .

1- شكر
فخوره بأمتي - فلسطين 13/07/2016 06:11 PM

شكر الله لكم وجزاكم خيرا على هذه الفائدة أيها الكاتب الفاضل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة