• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات فكرية


علامة باركود

ضرورة العناية بخطباء المساجد والمدرسين الدينيين

ضرورة العناية بخطباء المساجد والمدرسين الدينيين
عدنان عقدة


تاريخ الإضافة: 23/3/2015 ميلادي - 3/6/1436 هجري

الزيارات: 5097

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضرورة العناية بخطباء المساجد والمدرسين الدينيين


شرعت الصلاة في الجماعة لحكمة سامية لا تخفى فائدتها، ولا يمكن جحدان قيمتها، غير أن الفائدة من اجتماع المسلمين في مساجدهم خمس مرات في اليوم قد تضاءلت في زماننا هذا تضاؤلاً كبيراً، فإن اجتماعهم قد اقتصر الآن على أداء الصلاة المفروضة دون نصح أو إرشاد أو خطبة في مصالحهم وأحوالهم، وما ينفعهم ويفيدهم في حياتهم، وإذا وجد شيء من ذلك فهو إلى النقص والتأخر وقلة الجدوى أقرب منه إلى الكمال والتقدم وسمو الفائدة.

 

يروعك أن تدخل المسجد الأموي (وهو أعظم جوامع دمشق عاصمة الأمويين، ومهوى أفئدة المسلمين)، فلا تجد فيه حلقات تقام فيها الدروس النافعة، بل استعاض الكثيرون من رواد الجوامع عن سماع النصائح والمواعظ، بالنوم والقيلولة (في البيوت التي خصصت لأن يذكر اسم الله فيها)، ولو أن الدروس في هذه الجوامع منظمة، ولو أن دائرة الأوقاف (التي يرجع إليها أمر تنظيم هذه الأمور) قد قامت بقسط يسير من واجبها في هذا الشأن، لما رأينا المسلمين في جوامعهم على ما هم عليه الآن، مما يخجل المسلم العاقل ويذهب بهيبة بيوت الله. فمن مستلق على ظهره، ومن منقلب على وجهه، ومن غاط في نومه، ومن حلقات صغيرة وكبيرة، يتحدث فيها بشؤون خاصة لا تمت إلى مصلحة المسلمين بصلة أو قرابة. فمن المسؤول عن ذلك وأين الوعاظ؟ أين المدرسون؟ أين الناصحون والمرشدون؟ لقد خلت الساحة وأقفرت إلا من نفر قليل لا يمكنهم أن يسدوا هذه الثلمة الكبرى والثغرة العظمى على إجهادهم أنفسهم وكدحهم في سبيل الإصلاح.

 

أي مدرسة دينية أنشأتها دائرة الأوقاف لتخريج الوعاظ والمدرسين وخطباء المساجد والمفاتي والقضاة؟ أين كانت تذهب أموال الأوقاف وفي أي السبيل تنفق؟ الجوامع على حالة لا ترضي الغيور، فأكثرها عار لا يستر أرضه إلا خروق بالية، وبسط قذرة، تراكمت عليها الأوساخ أكداساً، ورواتب خطباء المساجد وأئمتها ضئيلة لا تسمن ولا تغني من جوع، والمدرسون والوعاظ لا تجد لهم أثراً في هذه الجوامع إلا قليلاً، فأين تذهب أموال الأوقاف؟ إن هنالك مجرمين يجب أن يحاسبوا على هذه الأموال التي اختلسوها. لا يكفي أن نصلح الأوقاف ونطهرها ونعطيها للمسلمين ليديروا شؤونها، بل يجب أن نحاسب الذين نهبوا أموالها حساباً عسيراً، فهل لحكومتنا الوطنية الحاضرة أن تقوم بهذا الواجب الذي يستصرخها؟

 

إن هنالك أشخاصاً لا يقومون بعمل من الأعمال وهم مع ذلك يأخذون إلى الآن رواتب مدرسين، وهم لا يقومون بدرس، ورواتب لوظائف أخرى لا يقومون بأي عمل فيها. يجب أن يحاسب هؤلاء على الأموال التي أخذوها وأن يسترجع منها ما يمكن استرجاعه، وإلا فما هي الفائدة من تسليم أوقاف المسلمين إلى المسلمين بعد خراب البصرة، وضياع معظم هذه الأوقاف؟

 

إن آلافاً من الفقراء وأبناء السبيل الذين هضمت حقوقهم في هذه الأوقاف ودخلت في بطون المختلسين يستصرخون الحكومة لأن تحقق مع هؤلاء الغاصبين.

 

إن على دائرة الأوقاف (بصفتها أكبر مؤسسة إسلامية دينية) أن تقوم بأعمال الخير والمبرات، من فتح الملاجئ والمياتم والتكايا والمستشفيات، فضلاً عن قيامها بالإشراف على حالة المعابد والمساجد وإنشاء المدارس الدينية لتخريج رجال للدين عاملين على بعثه من مرقده، وإيقاظه من غفوته.

 

لقد كفى ما لاقاه المسلمون من هضم لحقوقهم في أوقافهم، وهم يريدون أن يبدأ فجر هذا العهد الجديد بإصلاح هذه المؤسسة الكبرى، التي يعلقون عليها آمالاً جساماً في إصلاح الحالة الاجتماعية والأخلاقية وبعث النهضة الدينية.

 

إن نظرة واحدة على حالة الجوامع والمؤسسات الدينية كافية لإقناع ولاة الأمر بضرورة إصلاح هذه الدائرة وجعلها مؤسسة طائفية أسوة ببقية الطوائف.

 

إن رجال الدين الذين درسوا علومهم على أساتذتهم في العهد الماضي، تغتالهم المنون واحداً إثر الآخر، والذي يذهب منهم لا يخلفه من يحل مكانه، أفليس من العار على المسلمين في دمشق أن لا يكون لهم معهد إسلامي كبير يشابه معهد الأزهر في مصر والزيتونة في تونس لتخريج العلماء الدينيين الذين أصبحت الحاجة ماسة إليهم في هذا الزمن الذي طغت فيه موجة المادية والإلحاد وفساد الأخلاق؟

 

سيقول بعضهم: ما أكثر رجال الدين الذين يقومون بالوظائف الدينية، فالحكومة إذا طلبت واحداً تقدم لها الطالبون بالعشرات فأين القحط في رجال الدين؟ ولكن خفي على هذا البعض بأن أكثر هؤلاء الرجال لا يمتون إلى العلم والدين بصلة غير صلة زي العلماء، حتى ليمكننا أن نقول: إن كثيراً من الشعائر الدينية قد عطلت الفائدة منها وذهبت الحكمة من تشريعها لوجود أمثال هؤلاء العلماء! وخطبة الجمعة التي تعد من أعظم التشريعات الإسلامية قد أصبحت في أكثر الجوامع إن لم نقل في جميعها مجرد مراسيم وأشكال فقط، فإن ما يتلى في هذه الخطب هو ما وضعه الأئمة والمؤلفون منذ عصور متطاولة وسنين متراخية لأبناء غير أبناء هذا الزمان، ولظروف ومناسبات غير ظروف ومناسبات عصرنا هذا، وهذا يرجع إلى جهل الذين وسِّدت إليهم خطبة الجمعة، وما يقال في خطبة الجمعة يقال في خطبة العيدين.

 

إن خطبة الجمعة يجب أن تبحث في أحوال المسلمين عامة، السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية بلا استثناء، فإن دين الإسلام دين اجتماعي كامل لا نقصان فيه.

 

هذا ما يفعله خطباء المساجد، وأما ما يفعله المدرسون فأعجب وأغرب وإن معظمهم لينصرف إلى الإفاضة في أمور لا تناسب الظروف التي يتطلبها المسلمون، هذا فضلاً عن ضعف أكثرهم وعدم قدرته على هذه المهنة التي تحتاج إلى كثير من العلم والتمرين.

 

إن على إصلاح التعليم الديني وإيجاد المعاهد الدينية الكبرى يتوقف النهوض بالدين، فالدين يحتاج إلى هداة ومصلحين. فهل يتحرك الغيورون من المسلمين ويهبون إلى إصلاح الأوقاف وتنظيمها قبل أن يصبح الإصلاح مستحيلاً والدعوى إلى الله أمراً عسيراً؟


المصدر: مجلة التمدن الإسلامي

السنة الثالثة، العدد الأول، 1356هـ - 1937م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة