• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات فكرية


علامة باركود

أينا المجنون: أنا أم العالم من حولي؟!

أينا المجنون: أنا أم العالم من حولي؟!
الشيخ عبدالرحمن السميط


تاريخ الإضافة: 29/1/2014 ميلادي - 28/3/1435 هجري

الزيارات: 7797

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أينا المجنون: أنا أم العالم من حولي؟!

 

حدث قبل أكثر من سنة في قرية "ماغودو" الواقعة في جنوب إثيوبيا، والتي يسكن فيها عدد كبير من رعاة البقرة المنحدرين من قبيلة البوران، أن توجه الراعي "وريش كاتولو" البالغ من العمر ستين عاماً إلى إحدى الأشجار البرية التي كان يجلس تحت ظلالها الوارفة وهو يحرس قطيع بقره الذي كان يتألف من ثمانين رأساً من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد نفقت كلها في موجات الجفاف التي تحل بهذه المنطقة من حين إلى آخر، فأخذ ينظر يميناً وشمالاً إلى هياكلها العظمية، ويفكر في أطفاله الذين يحتضرون جوعاً في كوخهم، وبم يرجع إليه؟

 

اختار فرعاً قوياً من فروع تلك الشجرة، فربط فيه حبلاً ثم شنق به نفسه ليضع حداً لهذا البلاء الذي لم يعد قادراً على احتماله.

 

كان "وريش" واحداً من خمسة أرباب أسر من بين ثلاث عشرة أسرة في هذه القرية شنقوا أنفسهم بنفس الطريقة وللأسباب نفسها.. حدث هذا بينما كان أناس في العالم الآخر منشغلين بهموم من طراز آخر، كان بعضهم منشغلاً باستئجار فنانات لإمتاعهم بالرقص والغناء! وانهمك بعضهم الآخر في شراء لاعبي كرة القدم "النجوم" بينما أقبل البعض الثالث على التسلح واقتناء الأسلحة المتطورة لقتل الأبرياء وترهيب الآمنيين! لم يكن "وريش" لينتحر لو كان في هذا العالم من يشعر بمأساته، ولا غيره من المنتحرين، فليس الوحيد الذي انتحر، وليست قريته الوحيدة التي ابتليت بالجدب الذي قتل الزرع ونضب بسببه الضرع.

 

إنها حقاً لوصمة عار في جبين الإنسانية أن تبلغ هذا المبلغ من الرقي والتقدم والحضارة في ظل هذه المفارقة الغريبة التي ضربنا مثالاً لإحدى صورها والتي يؤكدها أن قيمة استجلاب بعض الفنانات لإمتاع البعض بالرقص والغناء والشهوات الأخرى لليلة واحدة فقط تكفي لإنقاذ أربعة ملايين شخص من المجاعة. وإن كلفة شراء دبابة واحدة لن تستخدم في حرب فعلية بل في مناورة عسكرية أو استعراض عسكري مع عمولتها تكفي لإطعام مائتي مليون جائع إفريقي، وأن نفقات استخدام طائرة واحدة في عملية كسر حاجز الصوت في أحد الأيام الوطنية تكفي لإطعام ثلث سكان الأرض وإنقاذهم من المجاعة، أو تكفي لبناء مئتي ألف مدرسة في العالم الفقير المتخلف، أو حفر مليوني بئر مائية لسقي الزرع وإرواء النسل في دول العالم الثالث، وقد تكفي لإنشاء عشرين ألف قرية بمرافقها الاجتماعية من شبكة للطرق ومستشفيات ومدارس وآبار وأماكن العبادة وغيرها من المرافق.

 

قد يتساءل المرء في نفسه بعد هذه الإطلالة السريعة على أوضاع الإنسانية المقلوبة أو المتناقضة: هل يعيش في عالم مجنون؟! أم هو المجنون، لأنه لا يكاد يستوعب طبيعة حضارته وقيمه الغريبة، وهو بالتالي ينتمي إلى عصر غير عصره؟! والواقع أنني لا أجد حلاً لهذه الحالة المرضية التي تعرضت لها الإنسانية إلا في التضرع إلى الله أن يغفر لإخواني شهداء الفقر والمجاعة والأمراض، ويرحمهم ويغفر لي أنني لم أفعل أكثر مما فعلت لإنقاذ إخواني في الله أو في الإنسانية.

 

المصدر: مجلة الكوثر - العدد 125 - مارس 2010م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أصبت ياشيخ عبد الرحمن
ابتسام الكحيلي - السعودية 01/02/2014 09:27 AM

هو عالم مجنون يطربه صوت القنابل وضجيج المفرقعات. 
يستعذب نواح الثكلى, ويحتقر استجداء الفقراء. 
هو الجنون يستدين لكي يرقص, يثمل لكي ينسى هو الجنون .. أعاذنا الله منه وأفاق الأمة الإسلامية من شره.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة